يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ينتظره أسبوع عاصف، فى ظل التطورات فى سوريا ومعركته التجارية ضد الصين وغيرها من القضايا الشائكة. لكن المؤكد أن ما سيزيد الأمور سوءا له هو المذكرات التى ستصدر خلال أيام لمدير الإف بى أى السابق جيمس كومى، وهو الكتاب الذى طال انتظاره لكونه سيكشف عن تفاصيل واحدة من المعارك الساخنة التى يخوضها الرئيس الأمريكى.
ونشرت العديد من الصحف الأمريكية مقتطفات من المذكرات التى ستصدر رسميا يوم الثلاثاء المقبل، أوضحت أن كومى هاجم فى هذه المذكرات الرئيس ترامب ووصفه بأنه لا يلتزم بالأخلاقيات ولا الحقيقة، وتحدث عن ترامب سعى فى أيامه الأولى فى الحكم إلى جعل "إف بى أى" يدحض الشائعات التى وردت فى (ملف ترامب) والتى أصر أنها غير حقيقية لكن يمكن أن تؤرق زوجته.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، طلب ترامب من كومى أن يحقق ويدحض التقرير الفظيع وإن لم يتم التحقق منه والذى تحدث عن لقاء ترامب فى غرفة إحدى الفنادق بموسكو بعاهرات، وشرح لكومى أن القصة لم تكن حقيقية وأنها مؤلمة ومؤرقة لزوجته ميلانيا.
وتحدث كومى عن محادثتين أجراهما فى يناير 2017 مع ترامب فى مذكراته الحديثة "ولاء أعلى.. الحقيقة والأكاذيب والقيادة". ووفقا لشهادة جيمس كومى، فإن ترامب، الذى كان رئيسا منتخبا فى هذا الوقت شكك فيما يسمى "ملف ستيل" وهى وثيقة قام بجمع معلوماتها ضابط مخابرات بريطانى سابق وتناول تفاصيل مخلة تتعلق بترامب. وكتب كومى يقول إن ترامب قال له إنه من المستحيل أن يكون قد سمح بما ورد فى الملف من مشاهدته نساء يتبولن على بعضهن البعض. لأنه لديه فوبيا من الجراثيم وقال إن هذا "مستحيل".
وبعد عدة أشهر، أقال ترامب، جيمس كومى لتبدأ بذلك سلسلة من التداعيات السياسية والقانونية التى أدت إلى تعيين روبرت مولر محققا خاصا للإشراف على التحقيق الفيدرالى بشأن التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016. وشارك كومى وترامب فى حرب كلامية ضد بعضهما البعض منذ هذا الوقت، كان أغلبها على تويتر.
مذكرات كومى التى وردت فى 304 صفحة، هى الشهادة الوحيدة المباشرة التى تظهر حتى الآن من قبل مسئول سابق فى عهد ترامب يتحدث عمن العمل فى الأيام الفوضوية الأولى لهذه الإدارة. وفى هذه الشهادة، يكتب كومى، وهو عميل مخضرم فى تنفيذ القانون، عن ترامب ووصفه بأنه رئيس عاصف كانت صلته بالنزاهة ضعيفة فى أحسن الأحوال.
ويقول كومى، إن رئاسة دونالد ترامب تهدد الكثير مما هو فى صالح أمريكا، واصفا الإدارة بأنها كحريق الغابة الذى لا يمكن احتوائه من قبل قادة الأخلاقيات داخل الحكومة..
وتأتى شهادة جيمس كومى فى لحظة شديدة الحساسية لترامب والبيت الأبيض، حيث تحدث مسئولون عن غضب الرئيس الأمريكى من مداهمة الإف بى آى لمكتب محاميه الشخصى مايكل كوهين ومنزله، مما يثير احتمال أنه قد يقيل نائب وزير العدل رود روزنشتاين الذى قام بتعيين مولر، أو يحاول إنهاء التحقيق الذى يجريه.
وكان ترامب قد قال إنه أقال كومى بسبب تعامل تحقيق "إف بى آى" فى مسألة البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون. واستخدام ترامب التحقيق كعصا فى حملته ضد منافسته الديمقراطية، وقال مرارا، إن كلينتون ينبغى أن تسجن لاستخدامها نظام بريد شخصى أثناء عملها وزير للخارجية. واتهم الديمقراطيون جيمس كومى بتسييس التحقيق، وقالت كلينتون نفسها إنه أضر باحتمالات انتخابها.
وكتب كومى يقول إنه يندم على نهجه وبعض الكلمات التى استخدمها فى مؤتمره الصحفى فى يوليو 2016 والذى أعلن فيه قراره بعدم ملاحقة كلينتون. لكنه قال إنه يعتقد أنه فعل الصواب بالظهور أمام الكاميرات والإدلاء بهذا البيان، مشيرا إلى أن وزارة العدل فعلت هذا فى قضايا بارزة أخرى.
وتوقعت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية،أن يخضع كتاب كومى لتدقيق كبير من الفريق القانونى للرئيس الذى سيبحث عن أى تناقضات بين وبين شهادته المعلنة والتى أدلى بها أمام الكونجرس تحت القسم. وسيتطلعون إلى التشكيك فى مصداقية كومى كشاهد رئيسى فى تحقيقات مولر حول عرقلة سير العدالة التى يصورها ترامب على أنها اضطهاد سياسى.
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية إن حلفاء ترامب يعدون لحملة مضادة لكومى ومحاولة تقويض مصداقيته من خلال إحياء الانتقادات الديمقراطية التى وجهت له قبل إقالته.
وتشمل المعركة ضد كومى وصف مدير "إف بى آى" السابق بكومى الكذاب عبر موقع إلكترونى، وحملة إعلانات إلكترونية ومحاور حديث يتم إرسالها للجمهوريين غير البلاد مع إصدار مذكراته. وقد وافق البيت الأبيض على الخطة التى تشرف عليها اللجنة الوطنية الجمهورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة