تطورات متسارعة تجرى حول الأوضاع الراهنة فى سوريا وسط تهديد أمريكى بتوجيه ضربة عسكرية إلى الحكومة السورية، وذلك بتنسيق وتشاور أمريكى مع بريطانيا وفرنسا.
وحذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الجمعة، نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون من أى "عمل متهور وخطير" فى سوريا قد يترك "تداعيات لا يمكن توقعها"، وذلك بعد تهديد الغربيين برد عسكرى على هجوم كيميائى مفترض.
وقال الكرملين فى بيان له إثر اتصال هاتفى بين الرئيسين "من الضرورى تجنب أى عمل متهور وخطير يشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة قد تكون له تداعيات لا يمكن توقعها".
وأكدت السفارة الروسية في بريطانيا، أمس الجمعة، أن موسكو قلقة من قرار وزراء بريطانيين أمس الخميس، اتخاذ إجراء فى سوريا قائلة إن التقارير عن خطط شن هجوم عسكرى هى بمثابة تحرك "متهور" من جانب لندن.
وقالت السفارة فى بيان إن المسئولين الروس الذين زاروا مدينة دوما السورية، وهى الموقع الذى تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إنه شهد هجوما بأسلحة كيماوية، لم يعثروا على أثار لأى مواد كيماوية.
وميدانيا.. تواصل عناصر الهندسة العسكرية فى الجيش السورى تفكيك الألغام التى زرعتها التنظيمات المسلحة فى مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، فى ظل استمرار خروج مقاتلى جيش الإسلام من البلدة متجهين إلى الشمال السورى.
وأكدت وكالة الأنباء السورية "سانا"، الجمعة، استمرار عملية خروج مقاتلى جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما عبر ممر مخيم الوافدين إلى مدينة جرابلس، وذلك تمهيدا لإخلاء المدينة من المسلحين وعودة مؤسسات الدولة إليها.
وقالت الوكالة أنه تم خروج 29 حافلة تقل المئات من مقاتلى "جيش الإسلام" وعائلاتهم من مدينة دوما لنقلهم بشكل جماعى إلى جرابلس.
وأكدت الوكالة أنه بالتوازى مع عملية خروج المسلحين تتم عملية تسليم السلاح المتوسط والثقيل وخرائط الألغام والأنفاق من قبل مقاتلى جيش الإسلام، بعد أن تم خلال الأيام الماضية تسليم كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من قناصات وقواذف أر.بى.جى ورشاشات.
وأبرم اتفاقا بين مسلحي جيش الإسلام والحكومة السورية برعاية روسيا لإخراج المسلحين من بلدة دوما إلى الشمال السورى، عقب تلقيهم ضربات عسكرية دقيقة استهدفت مواقعهم ومقراتهم.
وفى سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، الجمعة، إن بلاده لديها "وقائع دامغة تثبت أن هجوم دوما الكيماوى "مسرحية" شاركت أجهزة مخابرات أجنبية فى إعدادها.
وحذر لافروف، في مؤتمر صحفي، من أى "مقامرات" عسكرية بشأن سوريا، لأنها ستؤدى إلى موجات هجرة جديدة إلى أوروبا، قائلا: "الضربة العسكرية فى سوريا ستفضى إلى مزيد من موجات اللجوء إلى أوروبا".
وأضاف لافروف أن قنوات الاتصال بشأن سوريا مفتوحة مع الولايات المتحدة، لكنه وصف الضربة العسكرية المحتملة فى سوريا بـ"المغامرة" التى ستؤول نتائجها إلى "ما حدث في ليبيا".
وتابع "الوضع السورى مثير للقلق بشكل كبير، والتهديدات لن تساعد المسار السياسى والحوار فى سوريا".
وبدوره قال وزير الخارجية العراقى، إبراهيم الجعفرى، الجمعة، إن الضربة الجوية إلى سوريا إذا وُجهت فهذا يعنى "فجيعة" وخسارة بكل الاعتبارات وخطرة على كل دولنا، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أى تنسيق بين العراق وتركيا لعملية عسكرية مشترَكة ضد حزب العمال الكردستانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة