تلتفت أنظار الشعوب العربية، إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، بكل شغف، حيث تنطلق فعاليات القمة العربية (٢٩) فى منطقة الطهران بالدمام (المنطقة الشرقية)، حيث تتطلع تلك الشعوب المختلفة لأن يتوصل القادة العرب لوسائل جديدة تنهى معاناة الدول العربية التى تعانى من أزمات معقدة تهدد أمنها وبقائها.
وتنعقد القمة العربية فى وقت تتصاعد فيه حدة الأزمات التى تعصف بمنطقتنا العربية، والتى وصلت لذروتها بتوجيه أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضربة عسكرية لسوريا على خلفية مزاعم استخدامها للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين فى دوما، حيث دعت العراق لإدراج الضربة على جدول مناقشات القادة، بجانب استمرار الصراع ودخوله عامه الثامن، فى ظل اخفاق الأمم المتحدة فى القيام بمسؤولياتها فى وقف القتال، والعنف ضد السوريين أو حتى إيجاد حل سياسى لهذه الأزمة.
وتبحث القمة أيضا القضية الفلسطينية والتحديات التى تواجهها بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، وبدت معها آفاق السلام مسدودة، ما يؤكد ضرورة اتخاذ موقف عربى موحد يأتى استمرارا للقرارات العربية التى اتخذت مؤخرا لمساندة الفلسطينيون حيال مسيرة السلام، والوضع القانونى والتاريخى للقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، والدعم اللازم لكل جوانب العمل الفلسطينى.
كما تناقش القمة الوضع فى اليمن والذى يتطلب المزيد من العمل فى ظل ما ترتكبه ميليشيا الحوثى الانقلابية من تجاوزات وما آلت إليه الأمور، وبالتالى انحراف البوصلة السياسية فى اليمن بعدما شكلت مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومخرجات الحوار الوطنى طريقا سياسية ناجحة لحل الأزمة ومساعدة اليمن للخروج من عنق الزجاجة.
كما يناقش القادة الدعم الخارجى لقوى الانقلاب، وخاصة من إيران، وما يشكله ذلك من تهديد للأمن القومى العربى برمته يستوجب المزيد من التضامن.
وقالت مصادر عربية لـ"اليوم السابع" إن إعلان الدمام سيتضمن إدانة كما القادة العرب مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية بالدول العربية بما فى ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضى اليمنية على المملكة العربية السعودية، والذى يشكل خرقا سافرا لقرار مجلس الأمن رقم 6216 الذى ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح الميليشيات، مؤكدين دعمهم للإجراءات التى تتخذها المملكة السعودية من أجل التصدى لهذه الأعمال العدوانية حماية لأمنها واستقرارها.
بجانب بحث الوضع فى ليبيا، وما يواجهه من صعوبات حيث لا يزال الفرقاء الليبيون غير قادرين على تجاوز خلافاتهم، وإجراء التعديلات الضرورية والمطلوبة لتنفيذ الاتفاق السياسى الليبى الموقع فى ٢٠١٥ فى مدينة الصخيرات المغربية.
فضلا عن مناقشة القادة العرب سبل مواجهة الإرهاب والجهد المستمر والدءوب الذى تبذله الدول بالتنسيق مع الدول الإقليمية والدولية لمحاربة هذا السرطان، كما يبحث القادة موضوع التدخلات الخارجية الإقليمية فى الشئون الداخلية للدول العربية، وبخاصة الإيرانية، ومحاولتها الاصطياد فى الماء العكر من خلال خلق الميليشيات العسكرية ودعمها وتسليحها، ودعم الإرهاب، واستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث ورفضها تسوية الخلاف بالطرق الدبلوماسية والقانونية، وتطوير صناعتها من الأسلحة الباليستية.
ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، بجانب عدد كبير من القادة والملوك والأمراء العرب فى القمة، حيث يتسلم رئاسة أعمال القمة الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس الدورة الحالية، من الملك عبدالله الثانى ملك الأردن رئيس الدورة السابقة.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"اليوم السابع" أن إعلان الدمام سيتضمن تأكيد القادة العرب دعمهم للمقترح المصرى بشأن تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب؛ فضلا عن الدعوة إلى الامتناع عن تقديم أى شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمنى إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين فى الأعمال الإرهابية ورفض كل أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية من تهديد أو قتل للرهائن أو طلب للفدية، مع تجريم السفر لأغراض ارتكاب أعمال إرهابية أو تلقى تدريب أو تمويل أنشطة إرهابية، واتخاذ الإجراءات الوطنية المناسبة للحد من الخطر الذى يمثلونه.