"نسيتى يا سمرة كنا قاعدين فى النوبة.. كنتى بتقولى حواديت وأنا كنت بسمعك يا سمرة يا غالية أنا كنت بسمع لك تحت ظلال النخيل غوف الرمال الحمراء قاعدة فى مشاية النيل"، كانت هذه ترجمة لكلمات أغنية نوبية للفنان على كوبان، أصر الشاب مؤمن طالوش، على ترجمتها ووضعها داخل أبليكشن نوبى، الذى ابتكره للحفاظ على اللغة النوبية للحفاظ على هويته وتراثه الإنسانى من الاندثار بعد مرور عقود من الزمن بعيدا عن الوطن.
وفكرة هذا التطبيق جاءت للشاب مؤمن طالوش الذرى يبلغ من العمر 28 سنة جاء إلى الإسكندرية وهو أحد أبناء النوبة، وكان عمره فى هذا الوقت لا يزيد عن عشر سنوات، وبسبب الحياة بعيدا عن الأصل والمنشأ، نسى لغته الأم رغم محاولات والديه، دون جدوى.
وكعادة كل النوبيين ورغبتهم فى الحفاظ على تراثهم، سواء بارتداء زيهم التقليدى فى المناسبات الرسمية، أو الرسم، أو الغناء،حاول طالوش الحفاظ على تراثه بطريقته الخاصة فهو الشاب الذى أنهى دراسته المتوسطة وحصل على دبلوم صناعى، وعمل فى إحدى شركات البرمجة، وبعد ما استقر به الحال فى العمل، قرر استكمال تعليمه العالى، فانضم إلى كلية التجارة من خلال التعليم المفتوح.
ابتكر طالوش تطبيقا نوبيا ليكون بإمكان كل شخص استخدامه، وقام بتقسيمه إلى عدة أقسام ما بين دروس لتعلم الحروف النوبية والكلمات، بالإضافة إلى الأمثال الشعبية والكتب التى تحكى تاريخ النوبة، وفى النهاية حكايات النوبة من خلال أشهر مغنين لها منهم على كوبان،وحمزة علاء الدين، ومحمد وردى، وغازى سعيد، وحسن جازولى، وحسين بشير، وغيرهم.
وقال طالوش لـ"اليوم السابع": "كنت أرغب فى الحفاظ على التراث النوبى وخاصة الأطفال، وأهم شئ الحفاظ على اللغة النوبية، دون اللجوء إلى النوادى أو جمعية النوبة، فى حال الانشغال بالدراسة أو العمل، فقررت تصميم الأبليكشن من أجل التعليم".
واستكمل مؤمن: "استعنت ببعض مدرسين اللغة النوبية، ومصممين، للمساهمة فى التطبيق، من خلال مجموعة من الدروس المترجمة للعربية ومجموعة من الأغانى، وتم تدشين التطبيق فبراير 2017، وحصل على 14 ألف دانلود و3 آلاف مستخدم شهريا".
وقال مؤمن: "أعمل حاليا على المساعدة فى ترويج السياحة للنوبة، خاصة وأن فيها الكثير من المنازل التى تستضيف الأغراب والأجانب، وتقدم لهم الضيافة النوبية، وتعلم الحرف النوبية، ويعيشوا حياة نوبية كاملة"، مشيرا إلى أنه سيقوم بعمل رحلات إلى النوبة ببرامج سياحية تدعم وتجذب السياحة إليها.
وأكد مؤمن طالوش، على أن حلمه هو الحفاظ على التراث النوبى، وجعله فى قلب كل نوبى، حتى لو هاجر خارج مصر، وإحياء التراث النوبى بلغته، وفنه وإبداعه.
