-
والدته : أطالب المحافظ بتنفيذ الصرف الصحى بالقرية تكريما لاسم الشهيد
سطر أبناء مصر من الجيش والشرطة والمدنيين بدمائهم الذكية تاريخا ناصعا فى الدفاع عن تراب الوطن ومنشآته، إذ لبى الآلاف منهم نداء ربهم فاستحقوا لقب" شهداء"، لذلك يجب تخليد أسماءهم وتحقيق مطالب عائلاتهم عرفانا بالجميل.
"اليوم السابع" التقى أسرة الشهيد مجند حسن أحمد حسين طه المقيمة بـ " عزبة سليمان على التابعة لقرية تزمنت الشرقية " بمركز بنى سويف، والذى لبى نداء نداء ربه يوم فض رابعة أمام قسم شرطة ابشواى بمحافظة الفيوم، وقال "مجدى" شقيق الشهيد: "نحن أربعة أبناء والشهيد ترتيبه الثانى بيننا، و لم يكمل دراسته بعد المرحلة الابتدائية، وكان محبوبا من أبناء قريتنا حريصا على العمل مثل أقرانه باليومية فى الخضروات التى تشتهر القرية بزراعتها وبيعها، فضلا عن مساعدته الجيران ومجاملتهم فى المناسبات المختلفة".
والدا الشهيد يحملان صورته
وأضاف شقيق الشهيد: "سافرت إلى ليبيا سعيا وراء الرزق والتحق شقيقى حسن بالخدمة العسكرية مجندا بمديرية أمن الفيوم، سائقا لسيارة "بوكس" بقسم شرطة" أبشواى" وعلمت من والدى خلال اتصال تليفونى بتعرض أخى لحادث سقوط من أعلى سيارة بوكس يقودها ضابط وكسرت ذراعه ونقل للمستشفى ووضع له الأطباء "جبيرة " وحصل على إجازة قضاها بالمنزل فتحدثت إليه للاطمئنان على حالته، وبعد مرور شهور اتصلت بأبى وعلمت أن شقيقى حسن فى إجازة و شارك معهم فى نقل "فرش وأثاث " زفافى ، فتحدثت معه مرة أخرى .
الشهيد حسن أحمد حسين
ويلتقط أطراف الحديث أحمد حسين، والد الشهيد، سائق بإحدى شركات إنشاء الطرق بالفيوم، قائلا: "فى آخر إجازة قضاها معنا الشهيد شارك مع شباب القرية فى إعداد وتجهيز ساحة فى الخلاء وفرش الأرضية بالحصير لأداء صلاة عيد الفطر، كما أحضر صناديق المياه الغازية وملأها بالرمل ووضع بداخلها" عيدان البخور" لتطلق رائحة طيبة تجاه جموع المصلين، ليؤدى معهم الصلاة ثم يعود الى المنزل قبل الظهر لتناول الإفطار ويغادر القرية إلى قسم الشرطة بأبشواى.
اسرة الشهيد مع محرر اليوم السابع
واستطرد والد الشهيد قائلا: "فور علمى صباح يوم 14 أغسطس 2013 ببدء قوات الجيش والشرطة فى فض اعتصامى ميدانى رابعة والنهضة، اتصلت بابنى للاطمئنان عليه فرد قائلا "هاجم القسم مجموعة من الإخوان وتصدينا لهم وأجبرناهم على الابتعاد عن محيط القسم وأنا كويس الحمد لله" وأجريت إتصالا آخر به ظهرا نفس اليوم ولكننى هذه المرة تلقيت ردا من أحد زملاءه مدعيا نسيان " نجلى" جهازه المحمول معه محاولا طمأنتى إلا أنى شعرت بالقلق فاتصلت بإحدى السيدات من عائلة تصاهرنا بالفيوم، والتى هرعت إلى القسم لتجد النيران اندلعت به ولاتوجد بداخله قوات، وعثرت على سيارة شرطة مقلوبة على مسافة قريبة من القسم وعلمت من شهود عيان أن الإخوان أضرموا النيران بالقسم بعدما هاجموا سيارة البوكس واشتبكوا بالأسلحة مع من بداخلها وقلبوها و استشهد 8 أفراد شرطة وأصيب ضابط، فانطلقت السيدة إلى المستشفى واطلعت على أسماء المتوفين والمصابين لتجد اسما متشابها مع اسم نجلى وساورها القلق فاطلعت على الجثث بالمشرحة لتجد إبنى بينهم فاتصلت بى وهى تبكى قائلة "تعالى بسرعة" وسمعت صوتا بجانبها يقول " قوليله ابنك استشهد".
صورة الشهيد بين صور افراد اسرته معلقة داخل المنزل
وتابع:" اتصلت بأحد المهندسين العاملين معى والمقيم بمنطقة الجزيرة المرتفعة بمدينة بنى سويف، وأخبرته باستشهاد نجلى فجاء مسرعا وانضم إلينا أبناء القرية وغادرنا إلى الفيوم بسيارة الشركة التى أعمل بها، ووجدت زملائى بالشركة ينتظروننى أمام المستشفى، ودخلت الى المشرحة وقبلت جثمان نجلى الذى استشهد قبل انهاء خدمته وواجبه الوطنى بأسبوعين، قائلا له "تعالى يا بطل"، وحصلت على صورة من دفتر تسجيل المترددين بها اسم الشهيد وتقرير طبي بأسباب استشهاده ويتضمن" دخول طلق نارى بالجبهة وخروج من مؤخرة الراس مع تهتك بالجمجمة وفروة الرأس وخروج أجزاء من المخ"، وعدنا بالجثمان ليلا وأقمنا عليه صلاة الجنازة بمسجد القرية ودفناه بمقابر عائلتنا" .
أفراد أسرة الشهيد
أما أم الشهيد، فقالت :" أطلقت المحافظة اسم نجلى الشهيد على مدرسة بقرية تزمنت الشرقية التابع لها قريتنا، كما منحتنى الوزارة حج وعمرة مع زوجى ، بدلا من التعويض المادى الذى رفضنا أخذه، ثم حصلت على عمرة أخرى فى احتفالية حضرها وزير الداخلية بأكاديمية الشرطة فضلا عن تكريمنا بناديى الشرطة ببنى سويف والفيوم، كما حصل مجدى الشقيق الأكبر للشهيد على وظيفة إدارية بمديرية أمن بنى سويف.
صورة الشهيد معلقة على واجهة منزل اسرته
وطالبت أم الشهيد من المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف، بإدراج قريتهم التى تبعد مترات قليلة عن محطة معالجة" تزمنت" ضمن مشروع الصرف الصحى، تكريما لاسم الشهيد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة