بين التنديد والشجب والتقليل من خسائر الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية فجرالسبت، على حليفها السورى، أظهرت الدوائر السياسية والإعلامية فى إيران ردود فعل غاضبة، ولطاما توعد الحرس الثورى الإيرانى خلال الساعات التى سبقت العملية العسكرية بالثأر لقتلاه الذين قضوا خلال الضربات الإسرائيلية على مطار T4 العسكرى.
وجاء التعليق الأول من المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى، صباح اليوم، والذى ندد بالعدوان الثلاثى واصفا هذا الهجوم بالـ"الجريمة"، وقال خامنئى السبت: "أعلنها بصراحة أن قادة الولايات المتحدة، وفرنسا وبريطانيا مجرمون ارتكبوا جريمتهم". وأضاف: "المعتدون على سوريا لن يجنوا شيئا، فهم سبق وأن تواجدوا خلال الأعوام الماضية فى العراق وسوريا وأفغانستان، وارتكبوا مثل هذا النوع من الجرائم ولم يحققوا أى مكاسب".
وسارع الرئيس الإيرانى حسن روحانى باجراء اتصال هاتفى بالرئيس السورى كما أجرى جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانية اتصال بنظيره السورى وليد المعلم أعرب خلاله عن ادانته للعملية العسكرية، وأدانت الخارجية الإيرانية بشدة الضربات وقالت فى بيان لها السبت "ندين بشدة الهجوم الصاروخى الذى شنته أمريكا وحلفاؤها على سوريا ونحذر من تداعياته الإقليمية والدولية". وأضافت: "العدوان يشكل تجاهلا لسيادة سوريا الوطنية ووحدة أراضيها، ويعد عدوانا وخرقا صارخا للقوانين والمعايير الدولية".
وتابعت: "أمريكا وحلفاؤها سيكونون المسئولين عن تداعيات العدوان".. "الهجوم مغامرة جديدة فى المنطقة ستكون أمريكا وحلفاؤها مسؤولين عن نتائجها". وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن "العدوان يأتى للتعويض عن الهزيمة التى منيت بها الجماعات الإرهابية فى الغوطة"، مشيرة إلى أن "العدوان جاء دون أى إثبات لاستخدام السلاح الكيميائى وقبل إعلان منظمة حظر السلاح الكيميائى نتائج فحوصها". وأكدت أن "العدوان على أراضى سوريا، سيضعف بنى السلام والأمن العالميين وسيزعزع الاستقرار فى المنطقة ويزيد قوى الجماعات الإرهابية والمتطرفة". ودعت طهران المؤسسات والمنظمات الدولية إلى إدانة العدوان والتحرك ضد السلوك الفوضوى الدولى فى العالم.
وحمل الحرس الثورى الإيرانى، الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن تداعيات الأحداث المقبلة فى المنطقة، بعد الضربة الثلاثية وقال مساعد قائد الحرس الثورى الإيرانى يد الله جوانى، "بعد هذا الهجوم سيصبح الموقف أكثر تعقيدا وستتحمل أميركا بالتأكيد تكلفة هذا الموقف".
وحول الرد الإيرانى المحتمل على الضربات العسكرية الثلاثية للحليف السورى، قال الباحث والمحلل السياسى الإيرانى المعارض حسن هاشميان، "لليوم السابع"، أنه من خلال متابعتى للإعلام الإيرانى و خاصة الوكالات القريبة للحرس وأيضا تصريحات خامنئى النظام الإيرانى يسعى لتقليل من خسائر الضربة ومن هذا المنطلق لا أعتقد هناك رد فعلى موجود من قبل إيران إلا فى الدعاية والشعارات.
وكان رأى محمد مظهرى المحلل السياسى الإيرانى ورئيس تحرير السخة العربية لوكالة مهر شبه الرسمية، مغايرا، قائلا أن الحرب ليست مقتصرة على سوريا فقط، لذا نترقب رد عسكرى على إسرائيل آجلا أم عاجلا، مضيفا "أتوقع أن ترد طهران التصعيد بتصعيد"، فهناك خيارات أمام إيران فى سوريا منها الجولان المحتل.
وتوقع فى تصريح من طهران "لليوم السابع" أن تكثف طهران من دعمها للمتمردين الحوثيين لشن هجمات ضد السعودية على اعتبار أن الأخيرة تدعم الهجمات السورية على حد تعبيره، ورأى أن طهران أيضا سوف تصعد من تهديداتها ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن اعتراض الصواريخ الأمريكية عزز من معنويات محور المقاومة على حد تعبيره.
محمد مظهرى رئيس تحرير وكالة مهر شبه الرسمية
من جانبه اعتبر الدكتور محمد صالح صدقيان مدير المركز العربى للدراسات الإيرانية من طهران، أن هناك تفاهم روسى أمريكى حول الضربة وأن الولايات المتحدة أبلغت روسيا وإيران بعدم الرد، وأن طهران أيضا استوعبت ذلك، وأوضح "تم نقل المعلومات من الجانب الأمريكى إلى الجانب الروسى بالعملية والأهداف المحتملة، التى من الممكن أن تقصف وتم من خلال مشاورات أجرتها القيادة الروسية مع الجانبين الأمريكى والفرنسى ونقل الأمريكان والفرنسيين للروس الذين نقلوا بدورهم للحكومة السورية، مشيرا إلى أن هذه المعلومات تتحدث عن طلب الولايات المتحدة والروس والإيرانيين عدم الرد.
وتابع أن هناك اعتقاد سائد أن بريطانيا وفرنسا وأمريكا وترامب كان بحاجة لهذه الهجوم والروس طلبوا أيضا من الروسى والإيرانى أن يستوعبوا هذه الحاجة وعدم الرد على الهجوم، أن كل ذلك جرى على الرغم أن وزير الدفاع الامريكى، قال إنهم لا يمتلكون أدلة دامغة على استخدام الحكومة السورية للكيماوى، ويبدو أنه جاء فقى إطار الجاحة التى كان يشعر بها ترامب وطالب الروس وحتى الإيرانيين عدم الرد على الهجوم.
وقال: "أعتقد بوجود تفاهم أو صفقة معينة بين الأمريكيين والروس على تعزيز فرص السلام بعد الهجوم، هذه الفرص ربما تستأنف بدعم أكثر فى إجتماع أستانة من خلال التعاون الروسى الإيرانى التركى".