أناتول فرانس الذى لا يعرفه المصريون.. ساند ثورة 19 وطالب بالتحرير

الإثنين، 16 أبريل 2018 08:30 م
أناتول فرانس الذى لا يعرفه المصريون.. ساند ثورة 19 وطالب بالتحرير أناتول فرانس
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا ذكر الأدب الفرنسى ذكرت أسماء مثل "ألبير كامو، فيكتور هوجو، مارسيل بروست، شارل بودلير، جان جاك رسو، جان بول سارتر ومن قبلهم لا مارتين"، بينما يبقى واحد من أهم الكتاب الفرنسيين على الإطلاق غائبا عن العامة وعن ذاكرة الثقافة المصرية، هو  "أناتول فرانس".

وأناتول فرانس روائى وناقد فرنسى ولد فى باريس فى 16 أبريل 1844 كان والده يدعى  "فرانسوا نويى تيبولت" ووالدته هى "انتوانيت غالا" كان أبوه يبيع الكتب على رصيف "مالاكيه" لذا كانت بدايته فى دكان أبيه وكان تحصيله العلم فى مدرسة ستانيسلاس وكان فى صباه يساهم فى تحرير بعض المجلات مثل صياد التراجم والجريدة المقفاة وفى سنة 1868 أصدر كتابه الأول "القصائد الذهبية" وفى سنة 1876 كتب "الأعراس الكورنتية" ثم نشر "القديسة تاييس" حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1921 لمجموع أعماله، وتبرَّع بالقيمة المالية للجائزة لمنكوبى المجاعة فى الاتحاد السوفييتى.

وربما الذى لا يجهله البعض، دور الكاتب الكبير والتى تحل ذكرى ميلاده الـ174، فى مساندة ثورة الشعب المصرى فى 1919، فكما يذكره المؤرخ المصرى عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "1919"، أن الوفد المصرى الذى ذهب إلى باريس لمحاولة استمالة الدول الكبرى لمواجهة ما يفعله المحتل البريطانى لمصر، والمطالبة بإلغاء الحماية البريطانية على مصر، واستمالة بعد الكتاب الأوروبيين الكبار فنشر بعض المقالات فاعا عن مطالب المصريين فى الصحف والمجالات، وألف فيكتور مرجريت أحد مشاهر الكتاب الفرنسيين رسالة باسم "صوت مصر" قدم لها أناتول فرانس مقدمة وجيزة، هى ذاتها دفاع بليغ عن القضية المصرية، وقد تليت فى المأدبة التى أقامها الوفد لرجال السياسة بباريس يوم 2 أغسطس 1919، فقال ما تم تعريبه:

"إن السلطة العليا لأساطيلنا بعثت من الفناء عشرين شعبا كانت من قبل فى عداد الأموات، فهذه بولونيا وأرمنيا تضمدان الآن جراحها، وهناك عىل بحر سفيد الجميل نرى اليونان تنتعش، ولكن العدالة الإنسانية مازالت بتراء ناقصة، وقد أدى نقص العدالة وجنون الذين يزعمون أنهم عقلاؤنا إلى جعل مصر ضحية الصلح الكبرى، ومع ذلك فإن أرض منفتاح القديمة لا ينقصها ما يستوجب اعتراف العالم بجميلها فهى المربية الروحية لليونان وكهنتها الذين رفعوا عنها النقاب".

الدور الذى لعبه أناتول فرانس فى مساندة الثورة المصرية، جعل الكاتب الكبير وأبو الرواية المصرية محمد حسين هيكل، يكتب عنه فى كتابه "فى أوقات الفراغ (مجموعة رسائل أدبية تاريخية أخلاقية فلسفية)" الصادر عام 1924: "من حق أناتول فرانس على المصريين أن يذكروه يوم الاحتفال ببلوغه الثمانين، فقد عرف هذا الكاتب الحكيم ما أصاب مصر من ظلم وما تتطلع إليه من حرية ومجد يوم كان الوفد المصرى فى باريس سنة 1919" وتابع "كنا نود أن نذكرأناتول فرانس وأن نشارك العالم فى الاحتفال به بشرح فكرته وكتبه لكن فكرة أناتول فرانس فكرة واسعة المدى، وكتبه من تلك الكتب الدقيقة التى تحتاج منا عناية كبرى".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة