قرية الـsos وتعنى "أنقذوا أرواحنا"، هى ثالث قرية على مستوى الجمهورية بمحافظة الغربية، بعد القاهرة والإسكندرية، أسستها "جيهان السادات" حرم الرئيس الراحل انور السادات، وكانت تحلم أن يكون بكل محافظة قرية للأيتام، وافتتحتها "سوزان مبارك "عام 1984.
وتتبع القرية منظمة عالمية مقرها النمسا، وتستقبل هذه القرية الأطفال الذين ليس لهم أب أو أم، أو أقارب من عمر يوم حتى 3 سنوات من الجنسين، ويستمرون بالقرية إلى أن ينهوا تعليمهم سواء تعليم فنى أو عام أو جامعى، ويعيشون عيشة طبيعية كأى أطفال فى بيئة طبيعية ممن لهم أب وأم وأسرة.
حيث توفر لهم القرية، أم بديلة تقيم معهم إقامة كاملة، ولديها قدر كبير من العطف والحنان على الأطفال فى تربيتهم.
أقيمت القرية على مساحة 10 ألاف متر، أى أكثر من 2.5 فدان، وبها 12فيلا كل فيلا بها 3حجرات وصالة طعام ومطبخ، و3 دورات مياه، وكل حجرة تضم 4 أسرة، وتعتمد القرية على تبرعات أهالى القرية المالية والعينية، بينما تتكفل القرية بتوفير مرتبات العاملين بها، وتحصل كل أم على مبلغ 2300 جنيه فى بداية تعينها، بخلاف انها معينة على درجة مالية، وتحصل على العلاوات والاجازات مثل العاملين بالدولة.
فى الوقت الذى قامت فيه المنظمة العالمية، بعقد بروتوكول مع وزارة التضامن الاجتماعى، بأن تتولى الدولة توفير الأرض، على أن تقوم المنظمة بالبناء وتدبير المرتبات للعاملين، وأن يكون هناك اشراف من وزارة التضامن فى حالة ضم أى طفل للقرية.
يقول هشام فرج سالم مدير قرية sos للأطفال بطنطا، والذى يطلق علية "بابا هشام"، أن القرية تتبع هيئة دولية المقر الرئيسى لها بالنمسا، ولها قرى على مستوى العالم، من بينهم مصر بها 3 قرى بالقاهرة والإسكندرية وطنطا ،وتعنى "أنقذوا أرواحنا" وتأسست فى النمسا بهذا الاسم ولاقت استجابة كبيرة وسريعة فى مختلف دول العالم.
وأشار، أن السيدة جيهان السادات هى من ادخلتها لمصر، وكانت تحلم بإنشاء قرية بكل محافظة، وكانت اخر قرية أقيمت بطنطا، وافتتحها السيدة سوزان مبارك.
وتقوم القرية بالاتفاق مع الدولة، على توفير المكان على أن تقوم sos بالبناء وأهل الخير يقومون بالإنفاق على أطفال القرية، وهناك شراكة بين sos الدولة ووزارة التضامن الاجتماعى.
وأضاف أنه تم افتتاح القرية بطنطا عام 1984 وتتكون من 12 فيلا، يعيش فيها الأطفال الأيتام حياة طبيعية، من الإقامة سيدات يقمن بدور الأم، وتتكون الفيلا من 4 غرف منهم 3 غرف للأولاد، وغرفة للأم، و3 حمامات حمام للأم وحمام للبنات، وحمام للينين، وتقوم الأم بالاهتمام بالاطفال مثل أى أم طبيعية، وتقوم بالطبخ لهم وتعد لهم الطعام وتهتم بتعليمهم وبصحتهم، وهناك مشرفة امهات تتابع الأمهات من حيث النظافة واهتمامها بالأطفال، مؤكدا أن الأم هى الأساس فى القرية، وتعيش معهم وتمنحهم الحب والحنان.
وأضاف، أنه يتم اختيار الأم من خلال عدة شروط منها أنها لا تكون مرتبطة ارتباط خارجى، أى لاتكون متزوجة وليس لها ابناء، ولا يقل سنها عن 25 سنة، ويكون لديها مؤهل على الأقل متوسط، لأنه من أهم شروط الالتحاق بالقرية، مضيفا أن هناك أعداد كبير من أبناء القرية الذين تخرجوا بمؤهلات عليا من كليات مختلفة، والتحقوا فى وظائف ومنهم من تزوج.
وأشار، أن النظام بالقرية بالنسبة للبنين الإقامة بالقرية حتى عمر الـ13عاما، وهو سن البلوغ، ثم يتم نقلهم إلى إحدى الشقق يتم استئجارها لهم، ويكون معهم 2 اخصائين اجتماعيين، للفصل بين الشباب والفتيات فى سن المراهقة، ويتم تأهيلهم لمواكبة تطورات الحياة، حتى الانتهاء من مراحل التعليم واداء الخدمة العسكرية، أما الفتيات فتبقى فى القرية، وتكمل تعليمها حتى تخرج لبيت الزوجية.
وأضاف، أن القرية تقوم بمنح الأطفال مصروف يومى للإعاشة، يقوم بانفاقه كما يشاء، ونقوم بتوجيه النصائح له لانفاقه فى اشياء مفيدة، أو ترشيد نفقاته، وأضاف أن القرية تتسلم الأطفال مجهولى الهوية ممن ليس لهم أب أو أم أو أقارب من عمر يوم حتى سن 3 سنين، عن طريق مديرية الشئون الاجتماعية، ويكون معهم مايثبت شخصيتهم ويظلون بالقرية حتى تخرجهم من القرية، مشيرا إلى أن الامهات تتسلم الأطفال فى وجود لجنة وسط فرحة من العاملين بالدار، وباقى الاطفال بالدار الذين يعتبرونه شقيقهم، وتعطيه الأم اهتماما ورعاية كاملة كما تفعل مع باقى الأطفال.
وأشار إلى أن الحياة اليومية تسير بشكل طبيعى كأى بيت مصرى، تبدأ صباحا بالذهاب للمدارس باتوبيس خاص به مشرفة خاصة، للاطمئنان عليه، ومتابعه حالته الصحية والنفسية، وهناك أيضا اخصائى تعليم يمر على المدارس للاطمئنان عليهم بالمدارس، والتأكد من عدم وجود مشكلات تواجههم، وأيضا مسئول عن احضار المدرسين إلى القرية لتعليمهم، ثم يحضر الاطفال من المدارس ويأخذون قسط من الراحة، ويتناولون وجبه الغداء ويتوجه بعضهم لدروس خارجية، ثم ينتهى اليوم بوجبة العشاء ومشاهدة التلفزيون ثم النوم ليبدأون يومهم من جديد.
أما فى فترة الصيف، يتم تنظيم رحلات اليوم الواحد للمدن الساحلية، فضلا عن المصيف السنوى لمدة أسبوع لمرسى مطروح، بتبرعات من أهل الخير، إلى جانب اشتراك أطفال القرية فى كافة الأنشطة الرياضية، ومنها مؤخرا الاشتراك فى الاسبوع الرياضى بالغردقية، مع المدارس الألمانية بالتعاون مع المعهد الثقافى الألمانى، إلى جانب ورش عمل عن التصوير السينمائى وتعليم ابناء القرية كيفية التصوير، فضلا عن تعليمهم السباحة.
وأكد مدير القرية، أن اللاعب محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادى ليفربول الانجليزى، قد زار أطفال القرية، وقضى معهم يوما ترفيهيا، وظل يلعب مع الاطفال، مؤكدا على ان زيارة"صلاح" للقرية ادخلت البهجة فى قلوب الأطفال، وأضاف أن اللاعب منح الأطفال تيشرتات له، وكرة قدم عليها توقيعه، ووعدهم بزيارتهم مرة أخرى قبل السفر لروسيا.
واكد "بابا هشام"، أن أسرة اللاعب تتكفل بـ10أطفال بالقرية، وهناك تبرعات شهرية تقدمها أسرة اللاعب والده ووالدته وشقيقتة لهؤلاء الأطفال، وان الاعب وعد بتقديم دعما ماديا وعينيا للقرية والاطفال الايتام فى اول زيارة لمصر قبل السفر الى روسيا.
كما أضاف مدير القرية، أن اللاعب باسم مرسى قام أيضا بزيارة أطفال القرية، وقضى يوما معهم وأعطاهم تيشرتات نادى الزمالك.
وأضاف، أن هناك مشروع فى عيون الأطفال كان بالاشتراك مع جمعية سيركل السلوفانية، وحضرت سفيرة سلوفانيا فى حفل بالقرية، وكانت عبارة عن ورش عمل عن حقوق الأمهات والأولاد وحقوق الطفل وواجباته، عن طريق المسرح والفنون،
واشار مدير القرية، أن هناك تواصل بين الـ3قرى عن طريق المركز الرئيسى، وهناك دورات تدريبية وورش عمل متبادلة باستمرار، لاكساب الامهات والأطفال المهارات، منها تعليم الامهات اعداد الطعام والتفصيل، والاشتراك مع جامعة طنطا فى مجال الصحة النفسية، والهلال الاحمر فى مجال كيفية عمل الاسعافات الأولية.
وأوضح مدير القرية، أن هناك عدد من ابناء الدار وصلوا لمناصب عليا فى عدد من الجامعات، منهم فتاة تزوجت معيدة بكلية التربية جامعة حلوان، وأصبحت استاذ مساعد بالكلية وتعيش مع زوجها بالقاهرة، وأيضا شباب وصلوا لمناصب كبيرة فى مصر وفى بعض الدول العربية.
وأكد، أن هدفنا أن يعيش ابناء القرية فى حياة طبيعية، وتعليمهم الصدق والامانة، والاهتمام بالنواحى النفسية والتربوية والتعليمية والدينية حتى يكونوا أشخاص أسوياء، حتى ينفعوا أنفسهم ووطنهم.
وأشار أن الدار، استقبلت طفل يدعى"مهند" منذ 10أيام، ويحظى برعاية كاملة واعتناء بصحته حتى يتأقلم مع باقى الاطفال.
وأوضح، أن القرية بها 12فيلا ويعمل منهم فقط 6 فيلات، وتضم 50طفل وطفلة، وهناك مشكلة فى نقص الامهات، وحال توافر امهات سيتم فتح باقى الفيلات، مضيفا أنه يتم عمل اعلانات والتواصل مع اهل الخير لتوفير امهات باجور مجزية تبدأ بـ2300جنيه، واقامة كاملة، وتتدرج وظيفيا، ولها تأمين شامل على الحياة.
وعن التبرعات التى تتلقاها القرية، فقال أن القرية تقبل التبرعات المادية والعينية بصفة عامة، إلى جانب كفالة الطفل اليتيم بواقع 100جنيه لكل طفل يتيم شهريا بصورة منتظمة، وعمل دفاتر توفير لابناء القرية، لافتا أن هناك حساب للقرية بالبنك الأهلى فرع طنطا برقم (3813070541065400012)، كما أن القرية تقبل المتبرعين الذين يرغبون فى الحضور للقرية لتقديم التبرعات.
وأشار مدير القرية، أنه فى ظل غلاء المعيشة وانخفاض الحالة الاقتصادية، فتم التفكير فى خلق موارد مالية جديدة للقرية، منها تأجير الملعب الخارجى، وتأجير الحضانة لتوفير دخل ثابت للانفاق منه على الأطفال.
على الجانب الأخر، تقول وفاء احمد ام بديلة، أنها تعيش فى القرية مع الأطفال كأسرة طبيعية، وتعمل على بث احساس الطمأنينة لدى الاطفال، بعدم وجود فرق بين الحياة بالخارج والحياة داخل القرية.
وأضافت، أن الامهات تعمل على احساس الاطفال بالحياة الاسرية العادية، واللجوء لمدير القرية، والذى يعتبر بمثابة الأب للأطفال وللأسرة كلها لحل مشاكلهم.
وأشارت، أن اليوم يبدأ بتجهيز الأطفال للذهاب للمدرسة، ثم نقوم بترتيب المنزل وتحضير الغداء لهم لدى عودتهم من المدرسة، ويقومون بكتابة دروسهم واخذ قسط من الراحة ثم النوم.
وأكدت، أن القرية توفر لهم جميع احتياجاتهم بالكامل، وتنفذ مطالب الأطفال واحتياجاتهم من خارج القرية، واللجوء لـ" بابا هشام" لحل مشاكلهم.
وتضيف إحدى خريجات القرية، والتى رفضت ذكر اسمها، فقالت انها تربت فى القرية وحصلت على تعليمها، إلى أن تخرجت من كلية الدراسات الاسلامية، وحصلت على تمهيدى ماجستير، وحصلت على وظيفة بإحدى المدارس، وتزوجت ولديها ابنة بالصف الثانى الثانوى، وزوجها يعمل مهندس.
وأضافت، أن القرية هى بيت كبير ومن فيه اسرة واحدة وجميعا أخوة ولا يوجد فرق بيننا وبين الأشخاص خارج القرية، مشيرة أن القرية توفر كافة سبل الراحة والترفية والتعليم للأطفال.
وأكدت أن ما تعلمته بالقرية، هو ما تقوم بتربية نجلتها عليها، موضحة أنه تقوم بدور المدرسة لاشقائها بالقرية، وتقوم أيضا بدور الأم لتربيتهم والأخت الكبرى.
أما "وردة"، أحدى ابناء القرية طالبة بالصف الثالث الثانوى، فأكدت أن إدارة القرية توفر لهم جميع احتياجاتهم ومطالبهم، ووفرت لهم الدروس، ولها شقيقة كبرى تدعى"سماح"، وحصلت على بكالوريوس تربية رياضية، مؤكدة أن القرية لا تبخل عنهم بشيء وتوفر لهم جميع احتياجاتهم.
واضافت أنها التقت باللاعب محمد صلاح، خلال زيارته للقرية وشعرت بسعادة عندما قابلته لأول مرة، لافتة أن اللاعب فخر لمصر ولمحافظة الغربية، وأنه وعدهم بزيارتهم مرة أخرى.
أما الأطفال فأعربوا عن فرحتهم بزيارة اللاعب محمد صلاح لهم بالقرية، وأكدوا أنه لعب معهم وأعطاهم تيشرتات، وأعطى طفل أخر كرة قدم، مؤكدين أنهم يعشقوه وأن اللاعب وعدهم بزيارتهم مرة أخرى.