يتوالى التصعيد العسكرى فى الأراضى السورية خلال الأيام الأخيرة الماضية بين القوى الغربية وروسيا على التراب السورى، واستمرار للتصعيد الراهن تم استهداف مناطق عسكرية سورية، وتصدت الدفاعات الجوية السورية لتسعة صواريخ معادية وتمكنت من تدميرها وإسقاطها جميعا قبل الوصول إلى أهدافها فى حمص وريف دمشق.
وأكدت تقارير إعلامية سورية أن الدفاعات الجوية للجيش السورى فى حمص أسقطت 6 صواريخ معادية كانت فى طريقها لاستهداف مطارى الشعيرات والتيفور العسكرييين.
فيما أعلن الإعلام الحربى نقلا عن مصدر عسكرى تدمير الدفاعات الجوية لثلاثة صواريخ معادية كانت تستهدف مطار الضمير العسكرى بريف دمشق الشمالى، لتسقط جميعا دون أى أضرار.
بدورها نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن يكون لها أى نشاط عدوانى فى الأجواء السورية، فيما رجح بعض المراقبين أن تكون الاعتداءات إسرائيلية.
وبالتزامن مع الهجوم انتشرت قوات الجيش الإسرائيلى بكثافة فى هضبة الجولان السورى المحتل، خشية تعرض إسرائيل لهجوم إيرانى، حسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فأن انتشار الجيش الإسرائيلى جاء تحسبا لأى رد إيرانى على قصف مطار "التيفور" العسكرى السورى فى حمص قبل أسبوع، والذى أدى إلى مقتل سبعة عسكريين إيرانيين.
وفور تعرض "التيفور" للقصف، وضع الجيش الإسرائيلى نظام القبة الحديدية فى حالة تأهب قصوى استعدادا لمواجهة محتملة تحسبا لرد إيران.
ويأتى هذا العدوان بعد يومين على القصف الأمريكى البريطانى الفرنسى للأراضى السورية، والذى تمكنت الدفاعات الجوية السورية من تدمير معظم صواريخه وإفشاله بشكل كامل.
وفى سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف استعداد موسكو للنظر فى جميع أنواع المساعدات العسكرية لدمشق، بما فيها صواريخ "إس-300"، فى أعقاب العدوان الثلاثى عليها.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تعتزم فعلا تزويد سوريا بصواريخ "إس-300"، متجاهلة المخاوف الإسرائيلية، قال لافروف فى حوار مع قناة "بى بى سى" البريطانية: "الآن نحن مستعدون للنظر فى كل الخيارات لمساعدة الجيش السورى فى صد العدوان".
وذكر لافروف بأن روسيا تراجعت قبل عدة سنوات، وبطلب من "البعض"، عن توريد منظومة "إس-300" لدمشق، "لكننا الآن، وبعد العدوان المشين الذى شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا" سنبحث كل الخيارات لضمان أمن الدولة السورية".
بدوره حذر توماس فريدمان الكاتب الصحفى فى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، من أن سوريا ستنفجر وستشهد على مواجهة إيرانية - إسرائيلية، بعد الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية، وتوعد روسيا بالرد، ومن قبلها إسقاط طائرة "أف-16" إسرائيلية فى الجليل بعد إسقاط طائرة إيرانية فى الجولان المحتل فى 10 فبراير الماضى.
وقال فريدمان فى مقاله نقلا عن مصدر عسكرى إسرائيلى، إن الهجوم على مطار تيفور "كان أول هجوم حى على أهداف إيرانية شملت منشآت وأفرادا"، ووصف فريدمان الإيرانيين السبعة الذى سقطوا قتلى فى هذا الهجوم بأنهم أعضاء فى فيلق القدس أحد أذرع الحرس الثورى الإيرانى وقال إن منهم قائدا لإحدى وحدات الطائرات بدون طيار.
وأوضح فريدمان أنه سيصعب على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا البقاء بمنأى عن المواجهة الإسرائيلية -الإيرانية إذا ما وقعت فى سوريا، لافتا إلى أن تبادل الضربات المباشرة بين تل أبيب وطهران بدأ، فى إشارة إلى الغارة الإسرائيلية التى طالت قاعدة "تيفور" العسكرية فى ريف حمص الاثنين الماضى.