ماذا يحدث لو انهار الاتفاق النووى بين إيران والغرب بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المرتقب يوم 12 مايو المقبل بالخروج منه أو تقويضه؟، هذا هو السؤال الذى يطرح نفسه فى كل المحافل ومجالس التحليل حول العالم لما سيترتب عليه من تعقيدات مركبة مفترضة فى السياسة الدولية.
من خلال النقاط العشر التالية سنحاول تتبع الاحتمالات المنطقية بشكل تسلسلى حال خرج ترامب من الاتفاق.
1. يحيل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاتفاق النووى إلى الكونجرس مع تقرير بأنه لن يصادق على بقاء بلاده فى الاتفاق، وسيقول فى مسوغات القرار إن إيران خرقت روح الاتفاق ولم تلتزم بمعايير السلم والأمن الدوليين.
2. يقرر الكونجرس قبول انسحاب البيت الأبيض من الاتفاق لعدم قبول إيران الطلب الأمريكى بتعديل "البنود المعيبة" وعدم الجلوس للتفاوض حول بنود الغروب، وإدراج الالتزام بمنع إجراء التجارب الصاروخية الباليستية ضمن الاتفاق.
3. يعيد البيت الأبيض والكونجرس ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة الأمريكية كل حزم العقوبات تلك التى كانت مفروضة على إيران قبل توقيع الاتفاق وبالتالى تفقد إيران كل الميزات التى حصلت عليها بعد توقيع الاتفاق.
4. تشكل هذه الإجراءات إعادة العلاقات الإيرانية ـ الأمريكية إلى مرحلة ما قبل 14 يوليو 2015، وهى مرحلة الصدام الكلامى والتصريحات العدائية المتبادلة وحرب العلاقات العامة والبيانات بين طهران وواشنطن.
5. يشجب المجتمع الدولى بالكامل ـ روسيا والصين بالتحديد ـ الانسحاب الأمريكى، ويتهمون واشنطن بخرق اتفاق دولى متعدد الأطراف، ويطالبون إيران بمواصلة الالتزام بمخرجات الاتفاق، بالرغم من القرار الأمريكى.
6. تندد إيران بالسلوك الأمريكى وتتهم الرئيس دونالد ترامب بعدم احترام المعاهدات الدولية وتقول إن ترامب عزل واشنطن عن المجتمع الدولى كما فعل عندما أعلن بشكل أحادى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى.
7. يقرر المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى إعادة تخصيب اليورانيوم عند مستوى 20% وإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزية وإعادة تشغيل مفاعلات فوردو وبوشهر وآراك بالطاقة القصوى لإنتاج السلاح النووى.
8. يشجب المجتمع الدولى والاتحاد الأوروبى سياسة عدم ضبط النفس فى إيران ويطالبونها بالعودة إلى الالتزام بالاتفاق، غير أن إيران ستقول للمجتمع الدولى إنه لم ينجح فى حماية الاتفاق وبالتالى فهى غير ملزمة بالبقاء فيه طالما فقدتن كل الميزات السياسية والاقتصادية التى ترتبت عليه.
9. يحث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاتحاد الاوروبى على الانضمام إلى خط واشنطن ضد إيران وفرض عقوبات جديدة على برنامجها النووى وإعادة شكل العلاقات الغربية ـ الإيرانية إلى مرحلة الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد.
10. قد لا يتحقق كل ما سبق بأن لا ينسحب الرئيس الأمريكى ودنالد ترامب من الاتفاق، بل يكتفى بحفظ ماء الوجه وفرض عقوبات رمزية جديدة على إيران بضغوط أوروبية كى لا تتعرض رؤوس الأموال الفرنسية والإنجليزية والألمانية إلى الضرر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة