يعرف المثقفون الشاعر اللورد بايرون بإبداعه الكبير خاصة ملحمته "دون جوان" كما يعرفونه بثوريته ودفاعه عن المظلومين وتحديه للنفاق الأخلاقى والدول الاستعمارية.
ولد جورج جوردون بايرون فى لندن فى الثانى من يناير 1788 م، وكان والده الذى عرف باسم جاك المجنون وسيمًا، ولكنه كان مسرفًا جموحًا، توفى ولم يزل بايرون فى الثالثة من عمره، أما أمه، كاترين جوردون، فكانت امرأة اسكتلندية، قصيرة القامة، بدينة ودميمة، ذات طابع حاد، كان جاك المجنون قد تزوجها من أجل مالها، وبعد أن أتى عليه هجرها، وعندما ولد ابنهما، كانت السيدة بايرون لا تملك أى شىء، وكانت تعيش فى حجرة متواضعة مفروشة فى لندن .
عندما بلغ بايرون العاشرة من عمره، مات عم والده، وأصبح بايرون بالوراثة اللورد بايرون السادس، عندئذ عاد هو وأمه إلى إنجلترا، ليقيم فى مقر أسرة بايرون، وهو قصر نيو ستيد ابى فى نوتنجهامشير، كان المبنى متهدمًا تملؤه الصراصير، ولكن بايرون تشوق للإقامة فيه، كان يشعر بأنه محاطًا بأرواح أجداده.
كان بايرون دائماً من أقوى دعاة الحرية وأنصارها سواء كانت الحرية الشخصية أو الحرية القومية، وقد انضم فى عام 1823 الى اللجنة الثورية اليونانية التى كانت تقاوم الاحتلال التركى وظل على ذلك الحال حتى توفى عام 1824 مصاباً.
حدث ذلك عندما صمم على مساعدة اليونان للتخلص من الحكم العثمانى، وفى جنوا الإيطالية كون حملة، وأنفق كثيرًا من ماله فى سبيل القضية اليونانية، وفى شهر يوليو من عام 1832م، أبحر بايرون وحملته من جنوا، فوصلوا بعد ستة أشهر إلى ميسولونيا باليونان، حيث كان مقر الحكومة المؤقتة .
