مع اقتراب موعد الانتخابات البرازيلية، تغير المشهد الانتخابى فى الأسابيع الأخيرة بعد أن أعادت القوى السياسية المختلفة ترتيب استيراتيجيتها للانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى أكتوبر القادم، بينما يمر الرئيس السابق لويس إيناسيو دا سيلفا بتهديد قوى بانهاء مسيرته السياسية الطويلة.
ووفقا لصحيفة "لا تيرثيرا" الإسبانية فإن الأسماء ستبدو واضحة فى 15 أغسطس، حيث الموعد النهائى لتسجيل المرشحين الذين سيخوضون المنافسة للوصول إلى قصر بلانالتو.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لآخر استطلاعات الرأى التى أجرتها شركات أبحاث MDA فإن لولا دا سيلفا سيفوز فى الجولة الأولى بنسبة 33.4% ، وذلك لشعبيته الكبيرة، فى حين أظهر الاستطلاع أن "جير بولسونارو" ، النائب اليمينى المتطرف وشبيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، سيحظى بـ20% من الأصوات.
وخلف لولا وبولسونارو، تظهر عالمة البيئة مارينا سيلفا، حاكم ولاية ساو باولو ، وجيرالدو ألكمين ، جاكم سييرا السابق ، وسيرو جوميز ،و السيناتور ألفارو دياز، وجميعهم لن يحظوا على 10% ، بينما لم تظهر أى أرقام ثابتة عن الرئيس الحالى ميشيل تامر.
وعلى الرغم من أن تامر قال إنه لن يكون مرشحا، إلا أنه غير خطابه فى الأيام الأخيرة للدفاع عما يسميه "إرث حكومته"، وقال إنه استعاد بلدا مفلسا، وأنا فخور بما قمت به.
ولكن المحلل رافائيل دوارتى فيلا بجامعة ساو باولو يرى أن ليس هناك إمكانية لأخذ قرار تامر على محمل الجد ، وليس هناك أى احتمال بإمكانية تشكيل انتخابى معقول، مضيفا: "لا يوجد مرشح يسارى يستطيع أن يحل محل لولا دا سيلفا ، ولكن لولا يمكن أن يختار دعم سيرو جوميز، وهى تعتبر الفرصة الوحيدة التى يملكها سيرو.
وبعد استياء البرازيليين من سياسة تامر، قال كريستوفر كارمان عضو مجلس الإدارة المنتدب فى مؤسسة "أوراسيا جروب" "بالنسبة للبرازيل فإن السؤال الذى يلوح فى الأفق هو: هل تحمل انتخابات 2018 مرشحاً يحافظ على المسعى الإصلاحى أم تتمخض عن مرشح شعبوى؟
أما جير بولسونارو وهو ضابط جيش سابق، فاحتل بولسونارو المرتبة الثانية فى استطلاع رأى فى 19 أكتوبر الماضى عن المرشحين الرئاسيين المحتملين فى انتخابات 2018.
وحشد العدد الأكبر من المتابعين له على مواقع التواصل الاجتماعى على امتداد البلاد معتمدا على التغطية الصحفية لتصريحاته الهجومية مثل تهجمه على بعض السياسيين والسياسيات، ودأبه على التصريح بأن حقوق الإنسان "للبشر وليست للمجرمين"، ووصف أيضا برنامج تحويل الإعانات الاجتماعية المشروط بأنه "جريمة"، وربع البرازيليين يستفيدون من هذا البرنامج.
وفى مقابلة عبر الهاتف أعرب بولسونارو عن سعادته بمقارنته بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والعلاقة غير وثيقة بين بولسونارو وحزبه السياسى، ولكنه يشير إلى جيش أنصاره على الإنترنت باعتباره دليلا على فرصه فى الترشيح والنجاح.
وفوز بولسونارو سيؤدى إلى تحول سياسى جذرى فى البرازيل فى عام 2018، فالشعب البرازيلى عاش أسوأ كساد اقتصادى سجلته البلاد، وشاهد عزل الرئيسة ديلما روسيف، وفضائح فساد غير مسبوقة طالت رموز اقتصادية وسياسية فى البلاد.
وكان عام 2107، عاما ممتازا بالنسبة بولسونارو، وذلك لفوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الولايات المتحدة الأمريكية، مما أعطاه أملا كبيرا فى الترشح للانتخابات، حيث أنه يشبه كثيرا فى القرارات السياسية المثيرة للجدل.