شاحب البشرة ينتعل صندلا مع بنطال أزرق وقميص كان أبيض اللون فيما مضى. رأس ماله طاولة خشبية قديمة يقيمها على مسندين يحملهما على كتفيه , ومعهما ثلاثة ورقات من أوراق اللعب في جيبه .
يضع طاولته ثم ينادي المارة وروّاد المقهى للحضور , ُخرج الثلاثة ورقات , يخلطها بسرعة أمام المشاهدين , ثم يطلب تحديد الورقة التي تحمل صورة " الولد " من بينها , ينقسم الحضور لمجموعات ثلاثة كل واحدة تراهن على ورقة من الثلاث الملقاة على وجوهها , ينتظر حتى تهدأ النفوس وتشرأب الرؤوس مستطلعة بحثا عن " الولد".
يتفحّصهم جدياً فيرى طمعا متأصلا ورغبة عارمة في الفوز السهل السريع , آنذاك يضع شرطه الوحيد لنيل جائزته , أن يضع كل راغب مبلغاً من المال على الورقة التي يراهن عليها , يندفع الجميع لإخراج ما بجعبتهم من مال سعيا وراء حلم في مكسب كبير يتخفّى وراء ورقة لعب .
يتمعّن في الوجوه قبل أن يكشف أوراق اللعب أمامهم, ثم بصوت حازم : خلطت الأوراق أمامكم ورأيتم بأعينكم الورقة التي تحمل " الولد " وهي تتأرجح يمينا ويسارا , ذّكرهم بأن الحياة مكسب وخسارة ثم يكشف عن كل ورقة ببطء شديد بينما علامات الحسرة والخيبة ترتسم على وجوه الخاسرين واللهفة ممزوجة بشبق الأمل على وجوه المنتظرين ..