تستمد الحرفة أصالتها من ندرتها، والمجهود المبذول فيها، ودائمًا ما تحوى بين ثناياها تاريخا وأصالة وقت لم نعشه وقتها، ولعل ما يقدمه صلاح مصطفى، صاحب الباع الكبير فى صناعة وتزيين مشكاوات المساجد، لأحد الأوجه الأصيلة للحرف اليدوية، فبمشاركته فى معرض مهرجان التراث العالمى الذى أقيم فى شارع المعز عبر عن حرفته التى امتهنها لسنوات طويلة مجهزًا بها أشهر المساجد فى القاهرة.
صلاح مصطفى
"عمرى فى تصنيع وتزيين المشكاوات والمصابيح 27 سنة، وأهم حاجة تفاصيل النقش تكون متقنة"، كلمات قالها صلاح حول مهنته التى لا يعرف غيرها، حيث إنه متخصص فى تصنيع المشكاوات من بدايتها وحتى تزيينها بالنقوش والخط الإسلامى الفريد من نوعه، ويمتلك ورشة تضم عددا كبيرا من العمال الذين يساهمون فى ذلك بلمساتهم.
صلاح مصطفى
صلاح مصطفى
5 سنوات هو عمر اشتراك المهندس صلاح فى معارض الحرف التراثية، حيث يتخذ تلك المهنة كاتجاه للحفاظ على الحرفة من الاندثار لأهميتها وأصالتها التى تعبر عن الحضارة الإسلامية، "أنا اللى بعمل التصميم الهندسى لشكل المشكاة، واللمسات الأخيرة الخاصة بالنقوش والألوان"، حيث تختلف شكل المشكاة وتصميمها الهندسى، بالإضافة للكلمات التى تكتب عليها.
فعلى مدار سنوات طويلة تمت الاستعانة بورشة ولمسات صلاح فى أعمال تجهيز مساجد القاهرة الأثرية مثل مسجد "السلطان حسن، وأحمد بن طولون"، بجانب أعمال ترميم متحف الفن الإسلامى، وهو ما يجعله يحمل على عاتقه الحفاظ على حرفة صناعة وتزيين المشكاوات من الاندثار.
"المشكاة الواحدة ممكن يشتغل فيها 30 عامل" معلومة مهمة عبر عنها صلاح من خلال كلماته عن عدد العمال الذين يعملون فى تصميع المشكاة الواحدة، فمن التصميم للتنفيذ والتزيين يصل عددهم لثلاثين عاملا، يحافظون على حرفة يرجع أصلها للعصر المملوكى فى مصر، "بحب يتقال عليا حرفى تراثى" هكذا عبر صلاح عن اعتزازه بما يقدمه من خلال حرفته، وانتمائه لمجال يحافظ على حرف أصيلة شكلت جنبًا مهمًا من تاريخ مصر الإسلامى، وبراعة الفن الإسلامى على مدار العصور المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة