بيت يكن باشا، نجل أخت محمد على باشا والى مصر، ورئيس وزراء المحروسة فى 3 وزارات، تحفة معمارية، أنقذه العلم من براثن العشوائية والغوغائية، ليتحول من خرابة وحوش رعى أغنام وجزارة بلدى ليستعيد رونقه كمتحف ومعرض فنى وهندسى لمشاريع تخرج طلاب هندسة العمارة فنون جميلة، يقع فى 151 شارع سوق السلاح بالدرب الأحمر، فى قلب القاهرة التاريخية.
الخبير المعمارى صلاح زكى بمدخل المنزل من سوق السلاح بعد ترميمه
أشهر المعالم السياسية والسياحية لرئيس وزراء فى التاريخ
ويعد منزل يكن باشا، أحد أروقة السياسة لشخص ينتسب للأسرة العلوية، كون كلمة يكن تعنى بالتركية ابن الأخت، فى إشارة إلى عدلى يكن باشا المولود فى 18 يناير 1864 والمتوفى فى 22 أكتوبر 1933، سياسى مصرى من أصول تركية ـ ألبانية، تولى رئاسة وزراء مصر 3 مرات بين أعوام 1921 و1930 وكان وزير المعارف قبلها وهو الذى أدخل اللغة العربية فى التعليم المصرى، كما أسس حزب الأحرار الدستوريين فى أكتوبر 1922، لأسرة عريقة لها امتداد فى تركيا وسوريا ولبنان، وهو نجل خليل بن إبراهيم باشا بن أخت محمد على باشا رأس العائلة المالكة بمصر.
لقاء مع مجموعة من الطلاب فى مرحلة التخرج لشرح اعمال التطوير
"يكن" يترك تاريخا ونسبا كبيرا ومنزلا يحكى مآثره
ترك عدلى يكن باشا، تاريخا ونسبا كبيرا، وأثرا يستحق الاحترام، لكنه لم ينال حقه كمنزل تاريخى، ومحلة سياسية، وديوان حكم، إلا مؤخرا، فبعد أن كان منزل ومقام لرئيس وزراء مصر تحول قبل زمن إلى جزارة بلدى، ومرعى أغنام، ليشهد محاولة ناجحة انتشلته من حالة العشوائية ليتحول إلى متحف فنى ومعمارى لمشروعات تخرج طلاب العمارة والفنون الجميلة تحاكى حضارة كادت تندثر وجرى ترميمها.
اعمال تطوير سلالم المنزل
حوش المنزل يتعرض للتآكل لصالح البناء العشوائى
ويتكون بيت "يكن" من مبنى كبير، من طابقين بارتفاعات شاهقة، وساحة (حوش) كبير، ونافورة فى الوسط، ومدخلين كبيرين أحدهما على سوق السلاح، ومدخل فرعى، به بوابة كبرى، حيث تعرض حوش تآكل بعد تعدى الجيران عليه بالبناء.
ويمثل بيت يكن أحد المعالم السياسية والمعمارية الكبرى والبارزة بالقاهرة التاريخية، آلت ملكيته إلى المهندسة علا صلاح، التى قامت بشرائه من أحد الأشخاص وترميمه ومعالجة المشاكل التى تسبب فيها الاهمال وسوء الاستخدام.
تاكل حوش البيت يظهر باحد بوابات المنزل يغلقها سور لجيران توسعوا فى حوش المنزل
شهد ترميم الدور الأول والواجهات والدور الثانى تحت العمل
وتباشر مجموعة العمل بالمنزل ترميم الدور العلوى، لترميم الجدران والأسقف التى تأثرت بعاملى الاهمال والزمن، ومعالجة المكونات الخشبية فى السقف والأبواب والنوافذ.
كما يتم معالج وترميم وجهات البناء فى الدور الثانى، والتى تحمل رسومات وحلى بارزة سقط بعضها، ويحتفظ المبنى بغالبيتها، مع تدعيم بعض الحوائط المتأثرة بالاهمال.
احد ابواب المنزل الداخلية
يطل على شارع سوق السلاح ضمن القاهرة التاريخية
وتمكن فريق العمل، من صيانة وترميم واجهة المنزل الخارجية بشارع سوق السلاح فى الدورين الأول والثانى، وأرض وواجهات المنزل الداخلية للدور الأول والحوش الداخلى.
صورة تخلد يكن باشا صاحب الآثر والتاريخ السياسى الكبير
وشهدت أعمال إحياء المنزل، إنشاء سلم خرسانى داخلى يجرى كسوته بقطع تلائم طبيعة وشكل المنزل وتاريخه بعد تآكل السلم القديم، حيث جرى تحميل السلم على أعمدة خرسانية داخل الحوائط المستديرة للسلم ليظهر وكأنه من عمر المنزل، ولتخفيف الحمل على الحوائط القديمة، كما شهدت بعض الجدران تركيب دعامات للحفاظ عليها ومعالجة آثار الزمن والإهمال.
مدخل بيت يكن باشا من شارع سوق السلاح بالواجهة بعد ترميمها
مركز إشعاع ثقافى ومعمارى وتاريخى
ويحتوى المنزل التاريخى، على بهو كبير، وصالتى عرض كبيرتين، إحداهما لعرض تصميمات معمارية لمشروعات تخرج طلاب هندسة العمارة بجامعة الأزهر.
وتستضيف القاعة لقاءات وندوات ومحاضرات طلابية لطلاب كلية الهندسة لشرح واستعراض مشروعات التخرج، ومحاكاتها بالمبنى، و مبان أخرى فى منطقة القاهرة التاريخية وسوق السلاح.
طلاب وزوار يترددون على المركز الثقافى
صالتى عرض هندسى ومعمارى وقاعة ندوات ثقافية
كما يحتوى المنزل على صالة عرض أخرى لتصميمات ومشغولات فنية تحاكى العصور المملوكية والخديوية تشرف عليها المهندسة علا صلاح وتستقبل زوار وسائحين.
كما ينظم بيت يكن لقاء وندوات ثقافية وفكرية تناقش ترميم التراث وإعادة القاهرة التاريخية لرونقها التاريخى، وتستقبل المختصين فى هذا الشأن مصريين وأجانب، وقيادات التنسيق الحضارى للقاهرة التاريخية.
لقاء مع مجموعة من الطلاب فى مرحلة التخرج لشرح اعمال التطوير
يعانى من العزلة ويحتاج إلى توصيل مرافق
ويعانى المنزل من مشكلات منها رفض الحى توصيل المرافق له من مياه شرب وصرف صحى ومشاكل اعتماد المنزل تجعل المنزل معزولا عن الحياة من جانب بينما يشهد فعاليات يومية، ثقافية ومعمارية، وسياحية، ويقع إلى جوار المنزل بيوت تاريخية أخرى يهددها الاهمال والسرقات للقطع الأثرية من مشربيات وشبابيك وأبواب.
العشوائيات تحاصر المنزل المعزول مرفقيا
تجربة تاريخية ومعمارية فريدة لإحياء الأثر واستغلاله ثقافيا
من جانبه اعتبر الدكتور صلاح زكى أستاذ العمارة بجامعة الأزهر، والمشرف على ترميم المنزل، أن تجربته إحياء وترميم بيت يكن، وتحويله من محل للجزارة إلى مكان إشعاع ثقافى بعد تأهيله وإقامة ورش تنمية ثقافية ساعد على الارتقاء بالمجتمع المحيط.
وأضاف زكى، لـ"اليوم السابع" أن إعادة إحياء المنزل يعد نواه لمشاركة السلطات المتمثلة فى محافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضارى فى المشاركة فى تنمية وإحياء سوق السلاح والدرب الأحمر.
احد الشرفات الداخلية تحت الترميم
مطالب بدعم التاريخ وإحياء المنطقة لتحقيق التجانس وطرد العشوائية
وطالب زكى، بتطوير ربع المانسترلى وتحويله لفندق فى محاولة لجعل مشاريع الترميم والتطوير تتكامل فى محيط جغرافى يحقق استدامة المشروعات وخلق فرص استثمار جديدة لتطوير السياحة الثقافية بشارع سوق السلاح للمساهمة فى التنمية الاقتصادية للمكان.
وقال زكى: إنه لا يوجد شيئ مستحيل حيث قامت اليابان عقب الحرب العالمية باعادة البلاد إلى الحالة الأولى بعد دمار كامل لحق أيضا بمدن أوربية كثيرة استعادت رونقها بالعلم.
الخبير المعمارى صلاح زكى يشرح لوفد التنسيق الحضارى للقاهرة التاريخية لافتتاح المنزل بعد ترميمه
دعوات لاستثمار التراث بمشاركة القطاع الخاص والأشقاء العرب
وطالب زكى، الحكومة بإتاحة الفرصة للقطاع الخاص لمساعدة الحكومة فى إعادة إحياء التراث وترميمه والترويج له واستثماره فى شكل فنادق وبازارات وأماكن سياحية مفتوحة، ونشاطات فنية وثقافية، وتسوق يحافظ على طبيعة الأثر برعاية ومراقبة الحكومة.
نباتات حول نافورة المنزل لمحاكاة الحالة الاولى
وأكد زكى، حب أشقائنا العرب للتراث واحترامهم للتاريخ المصرى، وتشوقهم إلى المشاركة فى إعادة إحيائه واستثمارة بالشراكة لو اتيح لهم الأمر للتخفيف على الحكومة وزيادة العوائد الاستثمارية وتشغيل الشباب.
باب المنزل من ناحية سوق السلاح
النوافذ بعد ترميمها
باب المنزل
جانب من المنزل
غرفة العرض بعد تطويرها
مخطط تطوير للشرح لطلاب العمارة
مدخل بيت يكن باشا من شارع سوق السلاح بالواجهة بعد ترميمها
مرحلة ترميم المنزل
مشروع تخرج لتطوير القاهرة التاريخية كأحد معروضات ونشاطات المنزل
مشروعات تخرج فى العمارة باروقة المنزل
معرض خاص بالمنزل
نافورة المنزل بالحوش الداخلى
نقوش الغرف الداخلية
واجهة داخلية شهدت ترميم
المنزل فى حالة تهدم قبل ترميمه الاولى
جانب من البيت يتحول إلى متحف
يكن باشا اثناء توليه وزارة الخارجية
الزميل إسماعيل رفعت مع الخبير المعمارى صلاح زكى ببيت يكن التراثى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة