رحلت الفنانة التشكيلية الشهيرة فريدا كاهلو عام 1954، لكنها لا تزال إحدى أعظم رسامى القرن العشرين، لكن هذه الفنانة التى تعطى ملامحها إحساسا بالقوة، كان طوال الوقت هناك ما يوحى بتدخل العائلة فى حياتها.
ومؤخرا، تسعى عائلة فريدا كالو لوقف مبيعات دمية باربى المستوحاة من شخصيتها، وقالت إن قاضيا مكسيكيا أمر شركة على صلة بشركة ماتيل الأمريكية للألعاب بالكف عن استخدام صورة كالو فى أغراض تجارية.
كانت شركة ماتيل أطلقت سلسلة من دمى باربى باسم (نساء ملهمات) فى مارس وتستوحى إحداها شخصية الرسامة المكسيكية الراحلة.
وذكرت الشركة فى ذلك الوقت أنها توصلت لاتفاق على تصنيع الدمية مع شركة فريدا كالو التى تقول على موقعها الإلكترونى إنها تملك حقوق العلامة التجارية لصورة كالو حول العالم.
لكن مارا روميرو ابنة أخت كالو قالت لوسائل إعلام محلية إن هذه الحقوق ملك لها وللعائلة.
وتشعر عائلة كالو بالغضب أيضا لأن دمية باربى التى صنعتها ماتيل لم تكن معقودة الحاجبين مثلما كانت كالو وهى سمة أصبحت رمزا للمواقف النسوية للرسامة المكسيكية.
علينا أن نعرف أن فريدا كاهلو ولدت باسم ماجدالينا كارمن فى 6 يوليو 1907، فى أحد ضواحى مدينة كويوكوان فى مكسيكو سيتى، العاصمة الفيدرالية لدولة المكسيك، كان والدها مصور ألمانى هاجر إلى المكسيك التى قابل فيها والدتها – ماتيلدا – التى كانت من أصل مكسيكى، كان لفريدا أختان أكبر منها اسمهما ماتيلدا وأدريانا وأخت أصغر منها اسمها كريستينا التى كانت تصغرها بعامٍ واحد بعمر السادسة تقريبًا أصيبت بشلل الأطفال الذى تسبب فى جعلها طريحة الفراش لتسعة أشهر ولم تتعالج منه بالكامل حيث تسبب فى إعاقة فى رجلها اليمنى ونتج عنه عرجٌ يظهر عند مشيها، كان لهذا شديد الأثر فى نفسها حيث كانت ترتدى الجوارب الصوفية دائمًا كى تخفى هذه الإعاقة.
فى 17 سبتمبر 1925 كانت على متن حافلة مع صديقها أليخاندرو غوميز أرياس عندما اصطدمت الحافلة بالترام، ونتج عن ذلك أن دخل سيخ حديدى فى فخذها وخرج من الناحية الأخرى! عانت فريدا الأمرين من هذا، حيث عانت من كسور فى العمود الفقرى والحوض بقيت بسببها فى مستشفى الصليب الأحمر فى مكسيكو سيتى لأسابيع ثم عادت إلى المنزل الذى بقيت فيه طريحة الفراش لمدة عامٍ كامل!
حاولت أمها بشتى الطرق أن تريحها وتمدها بالسعادة فوفرت لها سريرًا متحركًا ومرآة ضخمة فى سقف غرفتها، كانت فريدا ترى وجهها طوال الوقت فبدأت فى استخدام ريشة الرسم والألوان وشرعت يوميًا فى رسم صورتها فأصبحت شغوفة بالرسم رغم عدم دراسته أكاديميًا، بل فقط بعض الدروس الخصوصية.
دخلت فريدا فى علاقة مع دييجو عام 1928 وتزوجا فى 1929 رغم أنه كان يكبرها بعشرين عاما، لكنه أحبها وشجعها على عملها الفنى كثيرًا، كان دييجو كثير التنقل ففى 1930 عاشا فى سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهناك عرض زوجها لوحتها لهما معًا فى المعرض السنوى السادس لجمعية سان فرانسيسكو للنساء الفنانات.
عاد الزوجان إلى المكسيك عام 1933 وعاشا فى سان أنجل هناك لكن لم تكن حياتهما تقليدية حيث كان شبه منفصلين يعيشان معًا حيث كانت فريدا حزينة بسبب خياناته المتعددة، لدرجة أنه خانها مرة مع أختها الصغر كريستينا.
بعد ذلك فى 1939 انتقلت للعيش فى باريس لفترة من الوقت وعرضت هناك بعض لوحاتها وصادقت العديد من الرسامين ومن ضمنهم الرسام الشهير بابلو بيكاسو. تطلقت من زوجها دييجو فى العام نفسه، لكن لم يطل طلاقهما كثيرًا حيث عادا لبعضهما فى العام التالى ليعودا إلى الحياة الزوجية المنفصلة جسديًا.