يقوم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون غدا الاثنين، بزيارة دولة للولايات المتحدةً الأمريكية مدتها ثلاثة أيام لبحث قضايا الشرق الأوسط لا سيما الملف الإيرانى والنزاع الفلسطينى الإسرائيلى والعلاقات التجارية بين أوروبا أمريكا فى ظل الإجراءات الحمائية التى اتخذتها الادارة الأمريكية مؤخرا.
وتكتسب زيارة ماكرون أهمية كبيرة فى الوقت الذى منحت فيه واشنطن مهلة للأوروبيين حتى 12 مايو لاصلاح الاتفاق النووى حتى لا تنسحب منه وفى ظل تهديد إيران باستئناف تخصيب اليورانيوم حال حدوث ذلك، كما أن واشنطن ستعلن - مطلع مايو - عما إذا كانت ستطبق على الاتحاد الأوروبى الرسوم الجمركية الجديدة على الصلب والألومنيوم.
وتأتى زيارة ماكرون للولايات المتحدة فى أعقاب الاتصال الذى أجراه السبت مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس وتعهد فيه أن تواصل فرنسا جهودها للتوصل إلى حل تفاوضى بين الإسرائيليين والفلسطينيين باعتباره الطريق الوحيد الممكن للعودة إلى طريق السلام و ذلك فى الوقت الذى تعتزم فيه واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس فى مايو المقبل فى قرار عارضته الدول الأعضاء بالأمم المتحدة فى جلساتها المنعقدة بداية العام الحالي.
كما ستتناول مباحثات ماكرون أيضا مع الجانب الأمريكى القضايا الخاصة بكوريا الشمالية وسوريا وخاصة بعد الضربة العسكرية التى شنها الائتلاف الأمريكى الفرنسى البريطانى على خلفية الهجوم الكيميائى بدوما فى 7 أبريل.وسيبحث كذلك الملفات المتعلقة بالأمن الأوروبى والسيبرانى وتطورات قضية العميل الروسى السابق "سيرجى سكريبال" والوضع فى أوكرانيا، فضلا عن التحضير لقمة (الناتو) فى يوليو المقبل، بحسب مصادر بالاليزيه.
كما سيلقى خطابا أمام الكونجرس الأمريكى يتمحور حول القيم والديمقراطية التى تدافع عنها فرنسا والتأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين ويلتقى بعدها بطلبة جامعة "جورج واشنطن".
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس ماكرون، عقب وصوله إلى واشنطن، إلى مقر الضيافة الرئاسية "بلير هاوس" الكائن أمام البيت الأبيض قبل أن يشارك فى مأدبة عشاء خاصة يقيمها على شرفه الرئيس دونالد ترامب فى منطقة "ماونت فيرنون" وهى مسقط رأس جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
وستقام مراسم استقبال رسمية للرئيس ماكرون بالبيت الأبيض يعقبها جلسة مباحثات ثنائية بالمكتب البيضاوى مع الرئيس ترامب، يليها لقاء موسع يضم وفدى البلدين ثم مؤتمر صحفى للرئيسين.
وسيشارك ماكرون فى مأدبة غذاء بمقر وزارة الخارجية الأمريكية يقيمها على شرفه نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، وسيحضر بعدها مراسم عسكرية بمقبرة "أرلينجتون" الوطنية حيث سيضع أكليلا من الزهور على قبر الجندى المجهول.
وسيقوم الرئيس ماكرون بتكريم عدد من الجنود الأمريكيين القدامى الذين حاربوا من أجل تحرير فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية وذلك بمقر السفارة الفرنسية بواشنطن ويلتقى بعدها بالجالية الفرنسية.
وسيضم الوفد المرافق للرئيس ماكرون وزراء الخارجية جون ايف لودريان، والجيوش فلورنس بارلي، والاقتصاد والمالية برونو لومير، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الشركات و المؤسسات المعنية بالسياسة والاقتصاد والعلوم والثقافة والإعلام.
يذكر أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد زار باريس فى يوليو الماضى، حيث حل ضيفا شرفيا على احتفالات فرنسا بالعيد الوطنى وحضر العرض العسكرى السنوى بجادة (الشانزليزيه).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة