البحث العلمى هو كلمة السر فى تقدم أى دولة، فالدول المتقدمة تسخر البحث العلمى لخدمة جميع القطاعات والمجالات، مصر استطاعت مؤخرًا أن تلحق بعصر النانو تكنولوجى من خلال إعداد أبحاث عديدة، خاصة فى مجال البناء والعقارات، ولكن رغم جودة الأبحاث العلمية الموجودة داخل مركز بحوث الإسكان والبناء، والتى لا توجد فى أى دولة أخرى، فإنها والعدم سواء، نتيجة لعدم تطبيقها بشكل عملى.
أسئلة كثيرة تطارد ذهن أى مواطن مصرى ينتمى لهذا البلد، أبرزها: لماذا لا يتم تطبيق هذه الأبحاث فى مجال العمارة؟ وما الذى يحول دون تطبيقها؟ خاصة أن تطبيق هذه التكنولجيا الجديدة يحافظ على العقارات ويرشد استهلاك الكهرباء، ويستغنى عن الحديد فى بعض الأحيان، وحماية المؤسسات الحكومية من التفجيرات وخلافه.
هل من الممكن أن نتهم الباحثين فى مركز بحوث الإسكان والبناء بالتقصير، لعدم المطالبة بتطبيق أبحاثهم، كما يفعل العلماء بدول الغرب؟ وهل هؤلاء الباحثون يعدون هذه الأبحاث من أجل الشو الإعلامى أو الحصول على ترقية أو درجة الماجستير أو الدكتوراة؟ أم نتهم الحكومة بالتقصير لعدم الاستفادة من خبرة هؤلاء العلماء وهذه الأبحاث العلمية التى بذل فيها المزيد من الوقت والجهد.
10 سنوات كاملة مرت على انعقاد المؤتمر الدولى الأول لتكنولجيا النانو، الذى نظمه المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، شهدت المؤتمرات التسعة السابقة عرض أبحاث لا مثيل لها عن هذه التكنولوجيا، وكيفية استخدامها فى العمارة المصرية، ولكن النتيجة صفر.
أحد العلماء ويدعى الدكتور هشام مرزوق، أستاذ بجامعة بيرسون الكندية، توصل لنوع جديد من الخرسانة تستخدم كبديل للحديد فى المنشآت والكبارى، لافتًا إلى أن الخرسانة الجديدة تجعل المبنى أكثر مقاومة للحرائق والتفجيرات، وتمثل 5 أضعاف قوة الخرسانة العادية.
وأوضح أن هذا النوع من الخرسانة تم استخدامه فى فرنسا وألمانيا واليابان وأمريكا، مؤكدًا أن هذا النوع من الخرسانة يستخدم فى المنشآت البحرية والمفاعلات الذرية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الخرسانة يعد وسيلة جيدة لمقاومة ومواجهة ارتفاع أسعار الحديد، الذى تجاوز سعر الطن له 13 ألف جنيه، كما أن هذه الخرسانة تجعل المنزل أو المنشأة ليست فى حاجة لإعادة الترميم.
أين دور وزارة التجارة والصناعة من هذا البحث، الذى من شأنه تستطيع أن تواجه ارتفاع أسعار الحديد عالميًا ومحليًا؟
فيما قال الدكتور أنور محمود، معاون وزير الإسكان السابق، الباحث بمركز بحوث الإسكان والبناء، إنه شارك ببحث علمى ينص على إعادة استخدام مخلفات البناء فى إنتاج الخرسانة الصديقة للبيئة، مؤكدًا أن هذا النوع من الخرسانة تكلفته أقل بكثير من الخرسانة العادية، لافتًا إلى أنه تمت إضافة بعض المواد على هذه الخرسانة، التى تسهم فى زيادة وتسريع زمن الشك، والذى من خلاله يمكن توفير الوقت وتكلفة زمن الشدات المعدنية.
أما الدكتور طارق السكرى، مدير معهد بحوث الخامات، التابع لمركز بحوث الإسكان والبناء، فأكد أنه توصل لنوع جديد من الخرسانة يمكن استخدامه فى المفاعلات النووية، لأنه قادر على تحمل 10 أضعاف الخرسانة العادية.
مفاجأة فجرها باحث لا يتخطى عمره الـ27 عامًا، حيث أكد الدكتور محمد علاء النواوى، الباحث فى كلية الهندسة بجامعة حلوان، أنه توصل لمادة جديدة أطلق عليها مادة «الميتا ماتريم»، تستخدم هذه المادة فى إخفاء المبنى بشكل كامل.
وأضاف الدكتور محمد علاء النواوى أن هذه المادة مصنعة من مادة النانو تكنولوجى، وتعتبر ثورة بصرية لمعالجة أشعة الضوء، وتحويلها إلى موجات كهرومغناطيسية، حيث تعمل على تحييد الضوء من خلال الدوران حول الجسم، ويرى المحيط الخارجى.
وأكد أنه يمكن استخدام هذه المادة فى إنشاء المبانى العسكرية، ومبانى أجهزة المخابرات، أو طلاء ملابس الجنود فى الأكمنة، بحيث لا يمكن رؤيتهم من جانب العدو، وكذلك المبانى فى الأماكن الأثرية، بحيث يمكن إنشاء مبنى مكون من 100 دور أمام الهرم، ولا يمكن حجب رؤية الهرم، وأيضًا المبانى على النيل.
فيما توصل الباحث محمد عادل شبل، الباحث بكلية الهندسة جامعة المنوفية، لمادة جديدة من خلال تكنولوجيات النانو، يمكن إضافتها على مواد التشطيب، وتسهم فى ترشيد استهلاك الكهرباء، والحفاظ على المبنى.
كما أن زيادة كفاءة تلك المواد يزيد من العمر الافتراضى لهذه المبانى، ويقلل عملية الصيانة، مما يعظم من فوائد تلك المواد على المدى الطويل.
وشدد على ضرورة استخدام المستثمرين هذه المواد بصورة أكبر، خاصة أن هناك بعض الشركات المصرية بدأت فى إنتاج بعض هذه المواد، ويجب استثمار هذا والبناء عليه ليقلل من تكلفة تلك المواد ويعظم النفع العام.
بينما توصل الدكتور مدحت إبراهيم، أمين اللجنة الوطنية للفيزياء، إلى طريقة جديدة لترميم الآثار والحفاظ عليها من خلال تكنولوجيا النانو.
وأضاف الدكتور مدحت إبراهيم أن هناك تعاونًا بين المعهد وإيطاليا، وذلك للتوصل لأحدث الطرق التى تسهم فى الحفاظ على التراث المصرى.
وأشار أمين اللجنة الوطنية للفيزياء إلى أن البحث يدرس الاحتمالات التى يتعرض لها الأثر، سواء الرطوبة أو غيرها، ويقدم الحلول التى تناسب كل حالة يتعرض لها الأثر.
وفى السياق ذاته، قال المهندس مصطفى بدوى، رئيس القطاع الهندسى ببنك التعمير والإسكان، إن تكنولوجيا النانو تستخدمها جميع الدول الكبرى فى المشروعات القومية التى ترغب فى توفير الحماية لها، كما أصبحت تكنولوجيا النانو تستخدم فى مجالات عديدة، أهمها مجال العمارة.
وأضاف المهندس مصطفى بدوى، فى تصريح خاص لـ«اليوم السابع» أن النانو تكنولوجى يجعل المبانى أكثر مقاومة للحرائق، كما يسهم فى الحفاظ عليها فى حال حدوث أى تفجيرات.