لم تقف مكتوفة الأيدى بعد أن انفصلت عن زوجها، وواجهت الحياة بكل قوة وعزم على أن تحقق الأمان لأولادها الثلاثة، دون أن تحتاج إلى أى أحد، لتكافح من أجل تربيتهم بكل قوة لتعمل فى عدة وظائف ولعدم التوفيق بين عدد ساعات العمل والابتعاد عن أولادها الذين فى حاجة إلى تربية وتواجد بجانبهم لوقت طويل، لم تجد أمامها سوى أن تفكر فى عمل يساعد لها توفير الوقت بجانب أولادها ويوفر لها المال الكافى للإنفاق عليهم، فكانت فكرة إعادة تدوير الملابس القديمة وبيعها.
نبيلة رمضان محمد، صاحبة الـ39 عاما، والتى وجدت نفسها أمام خيار واحد بعد انفصالها عن زوجها، وهو أن تتحمل المسئولية فى تربية أبنائها الثلاثة، التى رفض والدهم الإنفاق عليهم أو رعايتهم، لتتحمل المسئولية وحدها، وتواجه عناء الحياة، لتعمل بالعديد من الأعمال من مكتبة إلى محل ملابس إلى مصنع إلى غيرها من الأعمال، الأمر الذى كان يضيع وقتا كبير لها دون الاطمئنان على أبنائها.
وقالت نبيلة، فكرت فى العديد من الأعمال، وبالمصادفة وجدت قطعا من الملابس القديمة لابنائى، وكنا فى إنتظار العيد، ووقتها لم يكن معى أى أموال لشراء ملابس جديدة لبنتى وأخواتها، فلم أجد أمامى مع ضيق اليد إلا أن أفكر فى طريقة جديدة تساعد فرحة أبنائى كباقى زملائهم.
وتابعت نبيلة، انتهى نهار اليوم والذى سيكون صباحه العيد، لينام أبنائى ودموعهم على خدهم، لعدم قدرتى على شراء ملابس جديدة، فقمت بشراء مقص جديد وبعض الخيوط، وسهرت طول الليل لأقص الملابس القديمة لأولادى من جديد كى أتمكن من إعادتها مرة أخرى، وتمكنت من استعارة ماكينة الخياطة الخاصة بجارتى وبحمد الله قمت بإعادة تجديد الملابس وصناعة شنطة وملابس لاولادى، وقمت بوضعهم فى أكياس جديدة، وعندما جاء الصباح وضعت بجانب اولادى الملابس ليتحول البكاء إلى فرحة عارمة بين الأبناء ليفرحوا ويلعبوا طوال اليوم.
وأضافت نبيلة، راودتنى الفكرة بأن أعمل بهذه الفكرة أكثر وأكثر حتى أتمكن من العمل بالمنزل وتوفير الوقت لاولادى، ومتابعتهم، فقمت بجمع كمية من الملابس كى أتمكن من إعادة تدويرها من جديد، وبالفعل تمكنت من بداية العمل وتصنيع عدد من الأشياء، لافتة إلى أنها عرضت فكرتها على عدد من الجمعيات الخيرية، ولاقت فكرتها رواجا كبيرا وأنها لاقت دعما من أحد الجمعيات الخيرية لتدعيم مشروعها، مشيرة إلى أنها قامت بالفعل بإعداد خطة العمل مع الجمعية، وتم البدء فى المشروع.
وأكدت نبيلة، أنها تسعى خلال الفترة القادمة إلى التطوير بالمشروع والذى يشارك معها فيه ثلاثة ربات بيوت، يقمن بالمشاركة معها فى تصنيع الملابس القديمة وإعادة تدويرها من جديد، من خلال عدد من الادوات البسيطة والتى تشمل " ماكينة خياطة ومقص وخيوط بسيطة " مؤكدة أن المشروع خلال عام سيكون هناك تشغيل لعدد أكبر من ربات البيوت وذلك بتوفير الملابس للفقراء، بالإضافة إلى الأرباح من هذا المشروع.
وأشارت نبيلة أنها أنتجت عدد من المنتجات من شنط وملابس للأطفال من هذه الملابس القديمة، من خلال الفرز الجيد لها، وعمل حصر بكل ما هو متاح من خامات مختلفة يمكن استغلالها فى العمل، والاعتماد على التصميمات المبتكرة التى تقوم بعملها من خلال ما لديها من خبرات، وتقوم بجمعها على الماكنية وتشطيبها بالعديد من الخطوات، للحصول على المنتج النهائى، لافتة إلى أنها قامت بتوزيع عدد من هذه المنتجات على الفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة، بينما قامت ببيع بعضها الأخر للحصول على نفقات الإنتاج المختلفة ولتوفير رواتب للعاملين بالمشروع.
ووجهت نبيلة رسالتها إلى جميع الأمهات بأن تستغل وقتها بشكل كبير وما لديها من إمكانيات حتى تستغل وقتها وما لديها حتى تستفيد منها وتفيد أبنائها وتحافظ على وقتها وتوفر المستلزمات الأساسية لها ولأسرتها.
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر محمد حجازى محمد هرجه
سيدات مصر دائماً عطاء وتضحية بلا حدود
أرجوا من سيادتكم التواصل مع السيدة الفاضلة نبيلة رمضان محمد عن طريق التليفون أو العنوان ضرورى للمساعدة