معاول هدم الحوثيين امتدت لكل شىء فى اليمن حتى الثار والتراث اليمنى ففى المدينة القديمة على مقربة من مبنى كنيسة مارى جريسن ستجد مبنى أسطوانى الشكل مميز رغم أن جوانب منه مهدمة والحجارة المكسورة منه باقية لم تزل شاهدة على انتهاكات الحوثيين لآثار اليمن، عبارة عن مدخل صغير وسط برجين اسطوانيين وحولها مبانى سكانية ومجمعات تجارية يبدو أنها كانت ضخمة، فآثار الحريق الحوثى لها أخفى كثيرا من معالمها.
عن هذه القلعة قال الأحمدى قلعة صيرة المعلم المميز لعدن وكانت تستقطب الكثير من السياح، والتى دمر الحوثيون أجزاء من مبانيها أثناء استخدمها ثكنة عسكرية للقناصة الذين يطلقون النار على المنطقة وقتذاك، وتهدمت أجزاء منها، وتعنى كلمة صيرة "كهوف أو شقوق صغيرة" هى موقع عسكرى أثرى تقع على جزيرة صيرة الصخرية البركانية وبنيت القلعة فى القرن الحادى عشر الميلادى أنشأها الحاكم التركى على عدن الأمير عثمان الزانغابيلى التكريتى ثم واصل البريطانيون تطوير القلعة بعد وصولهم فى عام 1839، وكان يستخدمها الجيش اليمنى بعد ذلك، إلى أن دخل الحوثيون خور مكسر وكريتر استخدموها ثكنة عسكرية .
صهاريج عدن
تركنا القلعة وذهبنا إلى صهاريج عدن الشهيرة أسفل مصبات هضبة عدن المرتفعة حوالى 800 قدم عن سطح البحر مما يعطى لها جمالا خاصا وتكونت من 55 صهريجا لم يتبق سوى 18، بها أجزاء قليلة أصابها الدمار من أطرافها كما تعانى الإهمال منذ دخول الحوثى لعدن.
وأكد الأحمدى أنه من جهة أخرى ألقت الحرب بظلالها على صهاريج عدن التى شيدها الحميريون وكانت تعد من أبرز المعالم التاريخية والسياحية التى يحرص على زيارتها السياح الوافدون على عدن، وهى خزانات استخدمت لتخزين مياه الأمطار لاستخدامها فى الزراعة والشرب، ولدرء خطر السيول، كانت تستخدم لتخزن قرابة 13,638,2757 لتر من الماء.
وعن أزمة تدمير الآثار بعدن بشكل عام قال الأحمدى، قال إن اليمن بصفة عامة تعد متحفا مفتوحا لاحتوائه على 27 متحفا تعرضت جميعها لأضرار من الحوثيين التى قامت بهدم ونهب منظم لآثارنا التى تمثل ذاكرة اليمن، ومنها المتحف الوطنى.
المتحف الوطنى قبلة السائحين.
وفى كريتر أيضا تجد مبنى خاويا بالكاد تتعرف على معالمه فلم يتبق من طابقه الثانى سوى واجهة محطمة النوافذ وجانب المبنى الأيسر مهدم تماما أما الطابق السفلى فمتراكم بمداخله الحجارة المهدومة مختلطة ببعض أطر السيارات القديمة وأضحى الطابق أيضا بلا نوافذ، سألنا عن المكان فذهلت حينما علمت أنه المتحف الوطنى لعدن ومن أكبر متاحف اليمن، بات خاويا إلا من الخافيش التى تسكنه، رغم أنه قبل عام 2015 كان مصدر مهم للدخل السياحى، حسبما أكد الدكتور عادل الأحمدى كما أشار إلى أن المتحف لم يعد من المعالم البارزة حيث ألحق بها الحوثيون ضررا بالغا فى خضم هجومه على منطقة كريتر وتم نهب محتوياته حيث كان به 5 آلاف قطعة أثرية منها مخطوطات وصور، وهو يقع بقصر 14 أكتوبر حالياً، وكان يسمى قصر الشكر أو قصر البراق حيث تم إنشاؤه عام 1917 م فى عهد السلطان فضل بن على العبدلى، وشغل المتحف الطابق الأول من مبنى قصر 14 أكتوبر المكون من ثلاث قاعات رئيسية وكان توجد به مجموعة قيمة جدا من الآثار والآت تعود إلى العصر الحجرى و البرونزى وكان بالممر الشمالى مجموعة من القطع الحجرية المكتوبة بأنواع مختلفة من الخط اليمنى القديم، أما القاعة الشمالية كانت بها آثار تشمل تماثيل ومباخر وقرابين ونقوش مكتوبة على ألواح من الحجر عليها أسماء ملوك مملكة سبأ.
والقاعة الرئيسية خصصت لآثار دولتى قتبان وأوسان وشملت تماثيل للملوك والحلى الأوسانية والزخارف والقرابين، والقاعة الجنوبية وتخص الآثار الإسلامية ، وفى الممر الشرقى والممر الجنوبى وكانت توجد به قطع وتماثيل وترجع إلى فترة ملوك سبأ وذى ريدان.
أضاف الأحمدى أن ما حدث مع المتحف الوطنى تكرر مع المتحف الحربى فى صنعاء الذى كان يحوى مخطوطات فى غاية الأهمية، وختم حديثه بمطالبة وزارة الثقافة والآثار ببذل مجهودا أكبر لحص الموافع المتضرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة