رأى عدد من المؤرخين أن وجود قصاصة لمخطوطة كتب عليها بعض آيات القرآن الكريم، المكتوبة على نص مسيحى كتب مسبقًا، أمر طبيعى جدًا، وذلك بعدما أعلن مزاد كريستى، اليوم الاثنين، عن بيع قصاصة كتب عليها آيات من القرآن، ويظهر فيها أيضًا نص مسيحى، ويرجح أنه تم إنتاجها فى مصر، أثناء الفتح الإسلامى لمصر.
فى البداية قال المؤرخ الكبير الدكتور قاسم عبده قاسم، أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق، إن معظم الكتابات التى كانت تكتب على الرق، وهو جلد الحيوان غير المدبوغ، كان يتم إعادة استخدامها أكثر من مرة.
وأوضح قاسم عبده قاسم، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن إعادة استخدام الرق كانت تتم عن طريق غسله بالماء، ومن ثم الكتابة عليه مرة أخرى، ولهذا فمن الطبيعى جدًا أن يكون الرق الذى سيتم بيعه فى المزاد، كان قد تم إعادة استخدامه مرة ثانية.
وفى نفس السياق، قال الدكتور أيمن فؤاد سيد، المتخصص فى التاريخ والحضارة العربية الإسلامية، إن الكتابة على الرق قديمًا، كانت تمكن أصحابه من إعادة استخدامها أكثر من مرة، عن طريق غسله، ولكن حينما يتم تعريض الرق للأشعة الحديثة، مثل أشعة إكس، فإن الكتابات القديمة، التى تم محوها عن طريق الغسل، سوف تظهر.
وبسؤال الدكتور أيمن فؤاد سيد، عما إذا كانت هناك علاقة بين وجود بعض آيات من القرآن الكريم، فوق نص مسحى، أوضح أن النصوص المسيحية يقصد بها التعاليم والصلاوات والشروح، أما إذا كانت من الإنجيل فلا يتم التعامل معها بهذه الطريقة.
وكان مزاد كريستى، فى لندن، قد أعلن اليوم عن عرض قصاصة مخطوطة غير مسجلة تعود إلى أقدم فترة فى الإسلام، يرجح أنه تم إنتاجها فى مصر، إبان الفتح الإسلامى، للبيع، يوم 26 أبريل الجارى.
وقال رومان بينجانانود، الإخصائى فى الفن الإسلامى فى لندن، إن المخطوطة تبين النص القبطى الذى كتب عليه بعض آيات القرآن، وهو المثال الوحيد المسجل للقرآن المكتوب فوق النص المسيحى.
يرى رومان بينجانانود أن هذه المخطوطة تعود للقرن الثانى للهجرة والقرن الثامن الميلادى وما قبله، وتتكون المخطوطة من تسعة أوراق صغيرة الأحجام، يقدر بيعها فى المزاد بين 80 وحتى 120 ألف جنيه إسترليني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة