على الطريق إلى "تعز" وجدنا أيضا سوقا تبدو تقليدية وقديمة وتسمى " سوق الربوع" يمر عبرها الطريق الوحيد الرابط بين محافظتى لحج وتعز، تقع بمنطقة الربوع التابعة لمديرية المقاطرة، نزلنا من السيارة رغم تحذيرات الرائد هايل بخطورة الوقوف على الطريق القريب من الجبال حيث يقصف منها الحوثيون من وقت لآخر، وجدنا سيارات متنقلة لبيع الماكولات كل و بائعين يفترشون الأرض يبيعون ماكولات بسيطة بعض أنواع الأسماك والفسيخ والخضروات والفاكهة وأصوات موسيقى يمنية قديمة تبدو مميزة للمكان رغم أنهم يتوقعون الضربات الغادرة فى أى وقت، بسؤالنا أحد البائعين عن أسعار الفسيخ اليمنى قال "250 ريال يمنى للكيلو أما بالنسبة للخضار فوصل سعر كيلو البطاطس 300 ريال والطماطم 200 يال، والموز 250ريال إلى جانب بيع أعشاب بدوية لعلاج بعض الأمراض، وهى شائعة الاستخدام هناك فمع ظروف الحرب لم يعد بإمكان كل يمنى تحمل كلفة الدواء الباهظة بالإضافة لشح كثير من أنواعه.
وبسؤالهم عن المخاطر التى يتعرضون لها قال محمد الصعب أحد الباعة:" الحوثة كانوا مستقرين هنا لفترة والسنة اللى فاتت سيطروا على السوق أسفل نقيل هيجة العبد بعد ما دخلوا منطقة الصوالحة وجبل حمراء وقطعوا علينا طريق هيجة العبد ـ طور الباحة، وقطعوا الطريق الوحيد اللى كان بيربط ريف جنوب تعز وطور الباحة بلحج، ما كانش حد عارف يجيب خضار أو سلع، وقطعوا طريق تعز ـ لحج بعد ما حاولوا يسيطروا على جبل هان ليقفلوا المدخل الجنوبي الوحيد إلى مدينة تعز".
واستكمل حديثه قائلا:"بعد فترة مشيوا بفضل الجيش الوطنى والتحالف دلوقت بيطلقوا قذائف القناصة والهاون من وقت لآخر آخرها من أمس كان الضرب من الجبل اللى قدامنا عند السوق هنا، الضرب عشوائى، ولما بنلاقى ضرب بنلم حاجات ونمشى وممكن ننصاب وأنت وحظك".
أضاف بليغ عبدالله أحد المواطنين بالسوق:"الأسبوع اللى فات رموا علينا قذيفة موتت اتنين ويشتد الضرب بالليل، ممكن تتصابى أو تموتى أو تنفدى، دى حياتنا واتعودنا على كده بس مش بنخلى العيال تطلع وحدها من البيت".
وقد اشتهرت تعز بتعدد أسواقها ولكن تناقصت تدريجيا وأثرت الحرب على العديد منها ومن أشهر أسواقها " سوق الشنيني ، سوق الضباب، سوق النشمة، سوق دمنة خدير، سوق الأربعاء، سوق الخلة، سوق موزع، سوق هجدة، سوق ماوية، سوق المسراخ، سوق يفرس، سوق البرح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة