تتمسك الدولة المصرية بدورها فى إنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين حركتى فتح وحماس، وتفعيل ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة 12 أكتوبر الماضى، وذلك لتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى الذى يسعى لسرقة المزيد من الأراضى الفلسطينية وزيادة رقعة الاستيطان، إضافة لمحاولات الولايات المتحدة التى تجرى بشكل جدى لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس.
وتتواصل اللقاءات التى يقودها المسئولين المصريين مع قادة الفصائل الفلسطينية كافة لبحث آليات وسبل إيجاد نقطة تلاقى لجميع الأطراف للدفع بالمصالحة الوطنية إلى الأمام، ومراقبة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين حركتى فتح وحماس أكتوبر الماضى.
وتتمسك فصائل العمل الوطنى الفلسطينى بالدور المصرى لرعاية المصالحة الفلسطينية ومراقبة تفعيل التفاهمات التى تمت بين فتح وحماس، وذلك لطبيعة الدور المصرى المحورى والتاريخى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى على مدار العقود الماضية، وعدم وجود أية أطماع مصرية – خلافا لبعض الأطراف الإقليمية – فى الأراضى الفلسطينية.
وتكثف القاهرة من تحركاتها خلال الأشهر القليلة الماضية لرفع العبء عن كاهل الشعب الفلسطينى سيما أبناء قطاع غزة الذين يعانون من حصار إسرائيلى خانق، إضافة لإدخال المساعدات التى يحتاجها أبناء قطاع غزة، وذلك فى إطار التخفيف عن المواطن الفلسطينى الذى يعيش ظروف معيشية صعبة فى ظل دمار البنية التحتية لغزة بسبب الحروب الأخيرة التى دمرت ثلثى البنية التحتية لغزة واستشهاد الآلاف المواطنين وإصابة عشرات الآلاف.
وعقدت فصائل العمل الوطنى الفلسطينى ومنها فتح وحماس والجبهة الشعبية سلسلة لقاءات مكثفة مع المسئولين المصريين خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك لبحث سبل تنفيذ وتفعيل الاتفاقات الموقعة فى القاهرة بين فتح وحماس لإقرار المصالحة الوطنية الفلسطينية وطى صفحة الانقسام الذى كان له تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية.
وتسعى مصر لتوحيد صفوف الفصائل الفلسطينية حول مشروع وطنى يتم الاتفاق عليه، وذلك للدفع نحو عملية تفاوضية بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلى، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
ونجحت مصر منتصف شهر أكتوبر الماضى من تنظيم لقاء بين حركتى فتح وحماس تم التأكيد خلاله على أهمية تفعيل اتفاق القاهرة الموقع بين الحركتين عام 2011، وطى صفحة الانقسام الفلسطينى التى دامت بين حركتى فتح وحماس أكثر 10 سنوات من الانقسام.
ورحبت عدد من الأوساط العربية والدولية بالجهود الكبيرة التى تقودها القاهرة فى إنجاز المصالحة الفلسطينية، مجددة دعمها للدور المصرى فى رعاية مشروع المصالحة وانهاء الانقسام والدفع نحو عملية تفاوضية تسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67.
واحتضنت القاهرة عدد من اللقاءات بين حركتى فتح وحماس للدفع نحو تفعيل ما تم الاتفاق عليه، وإزالة كافة العوائق التى تحول دون إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، والالتزام بالاتفاقات الموقعة فى القاهرة برعاية مصرية.
وتهدد القضية الفلسطينية أخطار عديدة منذ اندلاع ما تعرف بـ"ثورات الربيع العربى" وانكفاء عدد من الدول على أمورها الداخلية، إلا أن مصر أدركت حجم الأخطار التى تهدد القضية الفلسطينية فى ظل التهديدات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة، إضافة لمحاولات فصل غزة عن الضفة الغربية وعدم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينية فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إضافة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين والتوصل إلى تفاهمات لحل الدولتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة