قال الدكتور عبد الناصر عمر أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، سكرتير عام المؤتمر الدولى لقسم الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن هناك أدوية جديدة ظهرت لعلاج مرض الفصام ممتدة المفعول يتناولها المريض شهريا وهى موجودة حاليا فى مصر، وهناك نوع آخر يستمر لمدة 3 شهور.
وقال الدكتور ناصر فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع"، إن استعمال أدوية الفصام طويلة المفعول، تجعل الانتكاسة فى مرضى الفصام قليلة جدا. وتغير نظرة المجتمع بأنه مرض خطير، ولا يتم الشفاء منه.
وأضاف الدكتور طارق أسعد أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، أن هذه الأدوية حصلت على موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية"FDA "، وتمتاز هذه الأدوية بأنها تحسن من مواظبة المريض على تناول العلاج، حيث إنها تعطى شهريا، وهناك أدوية حديثة يمكن أن يتم تناولها كل 3 شهور وبالتالى، ليس هناك عبء على الأسرة فى التأكد من أن المريض يأخذ الدواء يوميا.
وأضاف أن هذه الأدوية أقل فى الأعراض الجانبية عن الأدوية التى تعطى بالفم، لأنها تحافظ على مستوى ثابت من الدواء بعكس الأدوية التى يتم إعطاؤها من خلال الفم، والذى يتغير فيها مستوى الدواء يوميا، حيث إن الأقراص التى تعطى عن طريق الفم لها مدى أقل ثم يتخلص منها الجسم، ويتكرر هذا يوميا، بينما فى حالة الأدوية طويلة المفعول فان الدواء يكون متخزنا فى الجسم، ويتم إرسال جرعات متساوية منه بالدم بانتظام على مدار فترة عمله، مشيرا إلى أن أهمية هذه الأدوية تكمن فى أن معظم مرضى الفصام لا يدركون أنهم مرضى وبالتالى يرفضون تناول العلاج، وبعضهم حتى بعد تناول العلاج أمام الأهل يقومون ببصقه بعد ذلك،أى أن المريض يتحايل على أخذ العلاج، ولكن فى حالة الحقن طويلة المفعول لا يستطيع المريض التحايل على تناول العلاج، وبالتالى نتأكد من أن الدواء وصل إلى جسمه.
وأوضح أنه على الرغم من غلاء هذه الحقنة لكن إذا قارنا سعر العلاج بما قد يتكبده المريض عند الانتكاسة،ودخول المستشفيات فإنها تعتبر أقل فى التكلفة الفعلية،حيث أن الحقنة سعرها 3500 جنيه يتناولها المريض شهريا، مشيرا إلى أن المريض لا يعانى من الأعراض الجانبية، ولا تسبب السمنة أو المضاعفات الأخرى مثل التشنجات أو رعشة اليدين.
وقال إن مرض الفصام يصيب 1 % من الناس ويتميز فى وجود اضطراب فى التفكير والمشاعر والإدراك مع عدم القدرة على الحكم على الأمور، وعدم الاستبصار لذلك يسمى مرض ذهانى أو عقلى ويؤثر بصورة سلبية على التكيف الاجتماعى والدراسى والوظيفى، موضحا أنه لا يقل عن نصف المرضى يتحسنون على العلاج ومزاولة الأنشطة الحياتية المختلفة بصورة شبه طبيعية، مشيرا إلى أن الاصابة نتيجة العوامل الوراثية وعوامل عضوية حيث أن مادة زيادة مادة الدوبامين فى المخ فى مناطق معينة تؤدى إلى حدوث الضلالات والهلاوس، ونقصها فى أماكن أخرى يؤدى إلى الأعراض السلبية، وهذا ما يعمل عليه العلاج،ويقوم بتصحيحه.
وأوضح أن الأدوية الجديدة تقلل الدوبامين فى الأماكن التى يكون ضار فيها بينما تحافظ عليه فى بقية الأماكن.
وقال أن عيب هذه الأدوية وطريقة تحضريها صعبة ولم تقم الشركات المصرية بإنتاجها حتى الآن،وهناك شركات تحاول إنتاجها، موضحا أنه لا يوجد علاج على نفقة الدولة بالنسبة للأمراض النفسية، ويتم صرف الأدوية من خلال التامين الصحى فقط.