كشف المفكر الإماراتى على محمد الشرفاء الحمادى، عن حجم حب الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات، مؤكدا أن الشيخ زايد كان يعتبر الدولة المصرية هى المظلة الوحيدة للعالم العربى، وقائدته للتقدم.
وقال "الشرفاء" الذى كان عمل مديرا لديوان رئيس دولة الإمارات فى التسعينيات :" أكتب شهادتى للتاريخ، حول رجل اقتربت منه وعرفته، وشهدت على إخلاصه وحبه وعشقه الوطنى لمصر، أتحدث عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعن محطات مضيئة عشتها معه، تؤكد أنه يستحق عن جدارة لقب حكيم العرب، ولعل ذاكرتى تستدعى أنه أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الكويت عام 1973 سألنى الشيخ زايد، ماذا كانت نتائج المؤتمر؟! فأجبته: قرروا تخفيض إنتاج البترول 5% فقط، فاكفهر وجهه، وطلب منى أن أتصل بوزير البترول الإماراتى الدكتور مانع العتيبة، وقمت بتوصيله تليفونيا مع الوزير وسمعته يأمره بعقد مؤتمر صحفى فورا، يعلن فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقطع البترول بالكامل عن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية التى تساند إسرائيل، ثم قال مقولته الشهيرة: "ليس النفط العربى بأغلى من الدم العربى" وبعد الإعلان عن هذا القرار توالت قرارات الدول العربية، وهنا أذكر أنه فى مؤتمر قمة دول الأوبك فى الجزائر عام 1975 فى كلمة الافتتاحية، أشاد الرئيس بوميدين بموقف الشيخ زايد البطولى بقطع البترول، وكان ذلك بحضور الرؤساء والملوك".
وأضاف "الشرفاء" :" من موقف إلى آخر أتجول فى سنوات عمرى مع الشيخ زايد، لأتذكر أنه فى مؤتمر بغداد 1976 - 1977، كانت تتم مناقشة موضوع اتفاقية كامب ديفيد، واقترح الشيخ زايد عدم اتخاذ أى إجراء ضد مصر وضد السادات إلا بعد اختيار ثلاثة من الرؤساء بالمؤتمر، للقيام بزيارة الرئيس السادات والإطلاع على قراره بشأن الاتفاقية، فإذا كانت فى صالح مصر والعرب، فنحن معه، وإن كانت عكس ذلك، فسوف يتم الحوار فى كيفية معالجة الموقف، واقترح أن يكون الرؤساء الذين يذهبون إلى السادات، هم، الملك حسين، و الأمير فهد بن عبد العزيز، والشيخ زايد".
وتابع :" ولأن هناك قوى داخل هذا المؤتمر، لا تريد لمصر أن تبقى فى الصدارة للعالم العربى، فقد تم تخصيص مستوى الوفد من الرؤساء وإلى درجة وزراء الخارجية، منهم وزير خارجية الإمارات أحمد خليفة السويدى وغيرهم، وحملوهم برسالة للرئيس السادات، وأثناء ذهابى إلى وزير خارجية الإمارات لتوصيله إلى المطار، كانت الإذاعات العربية تذيع نص الرسالة لإفشال المهمة، ولذلك عندما وصلوا إلى المطار بالقاهرة لم يجدوا أحدا فى استقبالهم، وقضى على المهمة قبل أن تبدأ".
وتابع :" ومن بين الشهادات التى يجب توثيقها أيضا، أن الشيخ زايد كان دائما يقول: إن مصر يجب ألا تتحمل المسئولية كاملة تجاه القضية الفلسطينية، لكن نحن ندعو إلى توحيد الصف الفلسطينى ونقف جميعا خلفه، فهو كان يعتبر مصر المظلة الوحيدة للعالم العربى، وهى التى تقود الأمة العربية نحو التطور والرقى".
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد الله
صدقت يا بو محمد
معالي علي الشرفا ، تصديقاً لحديثك هذا فلقد عشت وسمعت ذلك الكلام من الشيخ زايد رحمة الله عليه شخصياً وكان ذلك في أواخر عام 1980 وكانت العلاقات بين معظم الدول العربية ومصر مقطوعة بسبب كامب ديفيد ، أما كيف سمعت ذلك مباشرة من الشيخ زايد فلقد كنت أعمل في نادي أبو ظبي السياحي وكنا وقت العصر إذ بي أرى مركب خشبي يقف على شط النادي وينزل منه أثنان من مواطني الدولة بزيهما التقليدي ولم أستدل عليهما من بعيد فأقتربت منهما لأخبرهما أنه لا يصح أن يدخلا بالمركب هكذا وسط رواد النادي وإذ بي أجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن أحمد المعلا حاكم أم القيوين رحمة الله عليهما فقمت بالترحيب بهما وأصطحبتهما إلى قاعة المطعم وأرسلت أحد العمال لإستدعاء مدير النادي محمود السكران عليه رحمة الله من سكنه داخل النادي وجلسنا جميعاً نحن الأربعة على طولة واحدة وكان المتحدث الوحيد في هذه الجلسة والتي أستمرت قرابة الثلاث ساعات هو الشيخ زايد وكان حديثه عن موضوع واحد وهو مصر ولم يتحدث في موضوع أخر قال عن مصر كل شيء جميل وأن العرب بدونها لا شيء ،وقتها أحسست بمشاعر لاأستطيع أن أوصفها من فرط جمالها خصوصاً وأن مدير النادي كان فلسطيني الجنسية وكانت فلسطين من بين الدول التي قاطعت مصر وكان كل من هب ودب يقطع في أوصال مصر ، حتى سمعت حديث الشيخ زايد فأيقنت وقتها أننا أمام قائد بصيرته نافذة ويرى ما لايراه الأخرون ، وكذلك لاننسى موقفه في قمة عمان بالأردن حينما أخبر القادة العرب إذا لم يصدر قرار بإعادة العلاقات مع مصر فسوف يعيدها هو منفرداً ، رحم الله الشيخ زايد رحمة واسعة فلقد زرع حب مصر في قلب كل إماراتي