ليست تلك هى المرة الأولى، التى ينجح فريق طبى من جامعة المنصورة، فى إجراء العمليات الجراحية الصعبة، حيث أثبتت مستشفى الطوارئ بالجامعة فاعليتها فى إجراء مثل تلك الجراحات المميزة بعد توصيل يد مكسرة ومتهتكة بجسد صاحبها، وهى الجراحة التى قد تكون من الأصعب داخل مصر.
ونجح أطباء مستشفى الطوارئ فى المنصورة فى إجراء عملية توصيل الذراع اليسرى وترميم عدد من الجروح القطعية باليد والذراع اليمنى فى عملية استغرقت أكثر من 23 ساعة بالعمليات الكبرى بمستشفى الطوارئ.
.jpg)
تفاصيل العملية بدأت عندما دخل المريض تامر عبد الرازق جمعة من قرية شوشر، التابعة لمركز المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، قسم الاستقبال بمستشفى الطوارئ مصابا بجرح قطعى وكسر عظمتى الساعد اليسرى وقطع أوتار وشرايين اليد اليسرى، وجروح قطعية بجميع أجزاء جسمه وكانت أكثر الإصابات المؤثرة باليدين والمعصمين، وعدد 2 جرح قطعى بالكتف جراء خلاف وقع بينه وبين آخر وصل إلى قيام الأخير بتقطيع جسده، وتمزيقه، ودخل المريض إلى غرفة العمليات، ويده اليمنى، غارقة فى حبر قلم جاف، مختلط بكميات كبيرة من الدماء التى نزفها.
وهنا فى مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة عمل على علاجه بالعمليات أكثر من 20 طبيبا من مختلف التخصصات من طب جراحة التجميل والحروق، وتمت العملية تحت إشراف الدكتور سمير محمد عطية أستاذ جراحة الأوعية ومدير مستشفى الطوارئ، ويضم الفريق الدكتور أحمد الشبلى مدرس مساعد، وطبيب مقيم محمد هادى، وطبيب مقيم نبيل مختار.
.jpg)
كما شارك فى الجراحة فريق من طب جراحة الأوعية الدموية، طب جراحة العظام، طب التخدير والعناية المركزة وأكثر من 12 من فنيى تمريض، و6 من أخصائيى التمريض، و4 من فنيى الأجهزة الطبية.
قال الدكتور سمير عطية، مدير مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة، إن ما تم هو استمرار للإنجازات الطبية والراية العاجلة التى تقدمها مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة، وتقديم جميع الخدمات الطبية المميزة والحرجة، وغير العادية لجميع المواطنين المصريين وغير المصريين، فنحن نتعامل مع النفس البشرية التى أقسمنا على الحفاظ عليها بكل السبل التى سلكناها.
ويضيف سمير عطية قد بدأت العملية الساعة 12 ونصف ظهرا وانتهت اليوم التالى، فى الساعة الحادية عشرة ظهرا، حيث استمرت 23 ساعة متواصلة، وذلك من أجل إنقاذ حياته، وإنقاذ يديه، حتى لا يعيش عاجزا من خلال الاضطرار إلى بتر يديه وذراعيه.
فيما قام أطباء العظام أولا، بتوصيل عظام الذراع اليسرى، وبعدها توصيل عظام الساعد الأيسر والمرفق، فى اليد المبتورة، وعمل تجبير لها، وتركيب المسامير والشرائح اللازمة لذلك من أجل تثبيتها، وعلى الفور قام أطباء الأوعية الدموية بتوصيل شرايين اليد اليمنى من خلال أوعية طبية اصطناعية وأخرى طبيعية، من أجل المحافظة على تدفق الدماء بشكل طبيعى لكامل اليد، وعدم موت الخلايا الخاصة باليد حتى تعود للعمل من جديد.
فيما قام أطباء التجميل والحروق والجلدية، بتوصيل الجلد المتهتك والمتقطع، وعمل عمليات دقيقة بأحدث الأجهزة الطبية، لترميم الجلد الذى تساقط جراء تقطيع من قبل الجناة بالآلة الحادة واستمرت تلك العملية الحرجة طيلة 23 ساعة، تناوب عليها العديد من الأطباء العشرين المشاركين من جميع التخصصات، وتم إدخال المريض فى غرفة العناية المركزة، تحت متابعة العناية الفائقة.
.jpg)
