خيمت أجواء من الحذر على مسئولى الحكومة اليابانية، اليوم الأحد، بعد كشف كوريا الجنوبية استعداد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون لعقد قمة ثنائية مع رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي، فرغم أنه يبدو للوهلة الأولى أنه خبر جيد لطوكيو إلا أنها تحترس من العقبات التى يجب تجاوزها قبل عقد الاجتماع ومن النوايا الحقيقية لبيونج يانج.
وقالت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية، اليوم، إنه منذ إعلان آبى عن الحاجة لإحراز تقدم فى قضية اليابانيين المختطفين منذ عقود على يد عملاء كوريين شماليين، فإنه لا يستطيع ببساطة لقاء كيم دون أى ضمانة بأن تكون القمة مثمرة.
ونقلت الوكالة عن مسئول بارز فى مكتب رئيس الوزراء اليابانى قوله: "إذا وافقنا على قمة بدون شروط مسبقة (حول قضية المختطفين)، سيتجاهل (الكوريون) القضية وبدلا من ذلك سيطالبون بتعويضات عن التاريخ الماضي".
وأشارت إلى أن وزارة الخارجية اليابانية تناقش سرا أنواع التقدم التى يجب تحقيقها من أجل عقد قمة مع كوريا الشمالية.
وأوضحت الوكالة، أن إحدى الأفكار المطروحة هو تأكيد كوريا الشمالية على الاتفاقية الثنائية مع اليابان فى 2014، والتى تنص على تحقيق بيونج يانج فى قضية المختطفين، وهو ما بدأته بالفعل قبل أن تتوقف فجأة بعد فرض اليابان عقوبات غير أحادية على كوريا الشمالية فى 2016 بعد إجرائها سلسلة من الاختبارات النووية.
ولفتت إلى أنه لا يوجد طريقة حاليا أمام اليابان للتأكيد على ما يفكر فيه كيم جون أون نظرا لأن قنوات الاتصال الدبلوماسية بين البلدين مجمدة، حيث قال مسئول فى الخارجية اليابانية إنه "لا يوجد شيء يمكن فعله حتى تنتهى القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية".
وذكرت الوكالة أن هناك أيضا تشككا متناميا فى اليابان ضد رئيس كوريا الجنوبية مون جاى إن وحكومته، فعندما أخبر مون شينزو آبى خلال مكالمة هاتفية، اليوم الأحد، بأن كيم مستعد لعقد محادثات ثنائية مع طوكيو، امتنع رئيس الوزراء اليابانى عن كشف هذه المعلومات لأن طوكيو غير قادرة على التحقق من تصريحات كيم بشكل مستقل.
وأضافت أنه من الواضح أن إدارة آبى كانت تنوى إبقاء هذه المعلومة سرا حتى انعقاد قمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع كيم جون أون، حينها ستكون قد حصلت على المزيد من المعلومات حول نوايا الزعيم الكورى الشمالي.
ونقلت الوكالة عن مسئول بارز آخر فى مكتب شينزو آبى أن طوكيو "لا يمكنها حاليا التأكد من مدى دقة مون فى نقل تصريح كيم، هناك احتمالية أن مون يريد تعزيز معدل شعبيته فى بلاده تحت صورة الوسيط بين اليابان وكوريا الشمالية، ليس من الحكمة أن نتفاءل بشكل مفرط".
وبأخذ آبى ذلك فى الاعتبار، عندما سئل من قبل الصحفيين اليوم الأحد إذا كان مون أخبره بأى تعليق لكيم حول علاقات كوريا الشمالية واليابان، رد رئيس الوزراء اليابانى ببساطة: "لا يمكننى القول فى هذه اللحظة".
لكن بعدها بلحظات، ظهرت أخبار أن القصر الرئاسى بكوريا الجنوبية كشف علنا تصريحات كيم عن اليابان، وهو أمر لم تكن تتوقعه طوكيو.
وبرر مسئول فى مكتب رئيس الوزراء اليابانى ذلك قائلا: "لم أتوقع أن كوريا الجنوبية ستطلق هذه المعلومات، القصد منها هو جذب الانتباه محليا ودوليا"، وهو ما أثار غضب اليابان وسيدفعها إلى مطالبة كوريا الجنوبية بتفسير سبب كشفها لتلك المعلومات.
ورغم ذلك فإن العديد من المسئولين اليابانيين يرون نية كيم الواضحة لإصلاح العلاقات مع اليابان جاءت نتيجة سياسة آبى بممارسة الضغط على كوريا الشمالية.
وقال مسئول حكومى بارز، رفض عدم الكشف عن هويته، إنه "إذا كان التفسير الكورى الجنوبى (لتصريحات كيم) حقيقيا، فقد يعنى ذلك أن تؤتى الجهود التى تقودها اليابان ثمارها لممارسة ضغط دولى على كوريا الشمالية ما دفع كيم لعرض الحوار".
لكن مع عدم وجود طريقة مباشرة لمعرفة نوايا كيم الحقيقية وراء رغبته فى إصلاح العلاقات مع اليابان، فإن طوكيو تميل إلى الحذر أكثر من التفاؤل.