يبحث كتاب "الله والمنطق فى الإسلام.. خلافة العقل" لـ جون والبريدج عن الدور المركزى للعقل فى الحياة الفكرية الإسلامية، إذ يذهب المؤلف فيه، بصرف النظر عن التوصيف الذائع للإسلام على أنه نظام من الاعتقاد مؤسس على الوحى فحسب، إلى أن المناهج العقلية، لا المذهب الأصولى، هى التى تميز الشريعة، والفلسفة، وعلم الكلام.
ويبرهن الكاتب على أن هذا التراث العقلى الإسلامى الوسيط عارضه كل من الحداثيين والأصوليين على السواء، فتكشف هذه المعارضة بصورة عامة عن انهيار الحياة العقلية الإسلامية التقليدية، والاستعاضة عنها بأنماط من التفكير باللغة الضحلة.
والكتاب ينطلق من فكرة أن قضية مكانة العقل والعلوم العقلية فى الإسلام تمثل مساحة من الجدل والنقاش حول دور العقل فى ترسيخ المنظومة التشريعية والمعرفية فى الإسلام خاصة فى التعاطى الغربى والعربى الحداثى مع هذه القضية ولاسيما مع المغالطة الفجة التى تطال غالب دعاوى هؤلاء حول انحسار دور العقل بصورة كبيرة عند الفقهاء والمحدثين والمتكلمين وهو ما يخالف الحقيقة التاريخية والمعرفية لمن تأمل بموضوعية وعمق فى التراث.
والكتاب الذى تصدر ترجمته العربية عن مركز نماء يكشف عن معالم المكونات العقلية وتغلغلها فى بنية التراث الإسلامى وقد سعى من خلالها المؤلف لدراسة التراث العقلى المدرسى لدى المسلمين وخاصة التلقى الإسلامى لعلوم الأوائل المنطقية والفلسفية وتجليات العقلانية فى العلوم الاسلامية الأخرى.
رجع المؤلف إلى النصوص الأصلية المؤسسة فى الفنون المختلفة لدى مختلف الاتجاهات والمذاهب الاسلامية وأحسن الإفادة منها ولعل اقتباساته وإحالاته الكثيرة تكشف عن سعة اطلاعه وتبصره بمواطن خطوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة