اليوم السابع على طريق "معديات" الجيزة.. مأوى للأطفال والعواجيز.. الأجرة 50 قرش وببلاش لطلبة المدارس.. والأهالى: عملناها بالجهود الذاتية ومفيش بديل وطالبنا بالكوبرى بقالنا سنين ومفيش رد

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 10:00 ص
اليوم السابع على طريق "معديات" الجيزة.. مأوى للأطفال والعواجيز.. الأجرة 50 قرش وببلاش لطلبة المدارس.. والأهالى: عملناها بالجهود الذاتية ومفيش بديل وطالبنا بالكوبرى بقالنا سنين ومفيش رد معديات الجيزة
كتبت إسراء عبد القادر- تصوير خالد كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طريق سريع يسرى فى قلب محافظة الجيزة، واحدة من أكبر محافظات الجمهورية من ناحية المساحة، تتسارع الخطوات، وحركات السيارات بينما على يمين الطريق مشهد يجبرك على أن تقف وتتدبره، بداية من تجولك فى منطقة الحوامدية، ومرورًا بمدينة البدرشين ووصولًا للعياط.

معديات-الجيزة-(6)
معديات-الجيزة
النيل على يمينك والمساكن تحيط به من الجانبين، ولا وسيلة لعبوره إلا بمعديات حديدية بصم الزمن بصداه على أجزائها، اليوم السابع تجول على طول ترعة المريوطية، والابراهيمية، ورصد كيفية عبورأهالى قرى محافظة الجيزة للنيل بتلك المعديات:
 
أحمد-الرشيدى2-(2)
أحمد-الرشيدى

"أحمد الرشيدى" الحال ضاق بيه فى الوراق فرمى نفسه فى حضن المعديات

تلمحه يقف على الجانب الآخر من ترعة الابراهيمية فى انتظار الزبون الذى يأتى فيسحب العبارة بالحبل، ويقوم بتوصيله للبر الآخر، توصيلة بسيطة، تقاسيم وجهه تملأها البراءة وطيبة العواجيز، بصوت واضح سرد الرجل الذى قارب عمره الستين عام لـ"اليوم السابع"، عن عمله فى المعدية منذ 3 سنوات قائلًا: "أصل شغلى كان فى الوراق بس الرزق قل فجيت هنا، أهل المنطقة اعتبرونى واحد منهم".

معديات-الجيزة-(5)
معديات-الجيزة
 
معديات-الجيزة-(2)
معديات-الجيزة
 
تنظر فى جوانب المعدية فتجدها عبارة عن كتلة حديدية بمقعد خشبى لم يكتب القدر له أن يكون بمفروشات ممهدة للزبائن، وحبل حريرى مجدول يوضع فى مجرى لشده متنقلًا بين شطى الترعة.

تتراص الوسائد على إحدى جانبيها ويضلل المشمع البلاستيكى سطحها، فهى مأوى عم أحمد منذ أن وطأت قدماه منطقة الحوامدية، "الأجرة 50 قرش وأهل المنطقة بقوا أهلى، وبشتغل من 7 الصبح لـ 5 المغرب"، بتلك الكلمات عبر عم أحمد عما يقضيه طوال يومه فى نقل سكان المنطقة من الحوامدية إلى البر الثانى.

 
أحمد-الرشيدى2-(1)
أحمد-الرشيدى

"المعدية بتوفر الوقت، بدل ما الناس تعدى من الكوبرى البعيد"، هكذا يرى عم أحمد أهمية العبارة فى اختصار الوقت لسكان المنطقة، وعن الصيانة اللازمة لها يقول: "كل فترة بتمم عليها، وآخد بالى لو عايزة صيانة ببدلها مع واحدة تانية، وتروح تترش وتصلح فى الورشة"

وعما يدفعه عم أحمد للجهات المسئولة يقول "بندفع 200 جنيه فى السنة للرى، ومأجرين الشط عشان نشغل العبارة، وفى لجنة  بتمر علينا  كل فترة عشان تتأكد إن المعدية حالتها كويسة"، يستمر فى حديثة ساحبًا الحبل الحريرى الذى أصبح رفيق رحلته لأكثر من 3 سنوات فى عمله على المعدية ناقلًا السكان بين الجهتين.

معديات-الجيزة1-(6)
معديات-الجيزة
تجد إحدى السكان تعطيه لفة من الطعام، معبرة عن عبورها بالمعدية يوميًا أكثر من مرة كأسهل وسيلة فى المنطقة، بدلًا من الذهاب للكوبرى البعيد عن المنطقة، أو ركوب التوكتوك الذى يعد الوسيلة البديلة، 6 معديات بهذا الشكل قام أهالى الحوامدية والبدرشين بعملها بالجهود الذاتية لخدمة سكان المنطقة، كحل لعبور الترعة التى يصل عمقها لـ 3 أمتار، بحسب ما يقول عم أحمد، و30 جنيهًا يكتسبهم من عمله طوال اليوم، فيأكل ويصرف منها.
 
معديات-الجيزة-(7)
معديات-الجيزة
معديات-الجيزة-(8)
معديات-الجيزة

شد المعدية بدل المدارس للأطفال فى قرية أبو رجوا

إذا استكملت الطريق على طول ترعة الابراهيمية ستجد المزيد من المعديات باختلاف أشكالها، ولكن وسيلة عملها هى المتشابهة فى كل الأحوال، ولكن تلك المرة تلاحظ عمل الأطفال عليها، فى واحدة من تلك المعديات تجد منزل متهالك ضيق غير ممهد تم رص العديد من الجوالات الممتلئة بالفحم حتى تكون بديلة للسلالم الممهدة لركوب العبارة، وطفلان لا يتعدى عمرهما الـ 10 أعوام، "محمد" الذى يعمل على  المعدية و"أحمد" ابن خالته التى يأتى لمرافقته فى وقت فراغه بعيدًا عن الدراسة، بملامح طفل بسيط تكلم محمد لـ"اليوم السابع"، عن عمله على العبارة قائلًا: "الأجرة 50 قرش، والطلبة ببلاش، بشتغل من 9 الصبح لحد العصر وبنقفل الساعة 9 بليل".

معديات-الجيزة-(10)
معديات-الجيزة

وعلى بعد مسافة ليست بالبعيدة تجد "رمزى" صاحب الـ 16 عام يسحب السلك المسير للمعدية ليجلبك من الناحية المقابلة، "أبويا قال للشيخ  سعيد أبو رمضان اللى عامل المعدية يشغلنى عشان سيبت المدرسة وشغال عليها من 3 شهور"، بتلك الكلمات تحدث رمزى محمد عن عمله على المعدية، مضيفًا "بنقل الركاب من العمرانية لأبو رجوان خلال ترعة النوبرية، وعن عدد الركاب يقول إنه يسمح بركوب 8 ركاب بالكتير فى النقلة الواحدة، بأجرة 50 قرش فقط".

معديات-الجيزة1-(4)
معديات-الجيزة
معديات-الجيزة1-(10)
معديات-الجيزة
معديات-الجيزة1-(3)
معديات-الجيزة

وعن مطلع ومنزل المعدية يقول رمزى إن جوالات الفحم صاحب المعدية هو من أعدها بهذا الشكل، ويقوم رمزى بترتيبها بالزيادة والنقصان بحسب مستوى المياه فى الترعة.

رأى الأهالى بين التوفير وعدم وجود البديل

وعن آراء الأهالى فى تلك المعديات يقول الحاج "أحمد" أحد مستخدمى العبارة فى النقل إنها موفرة للوقت، بدلًا من اللجوء للكوبرى الذى يبعد مسافة عن القرية، بالإضافة لأجرتها التى لا تتأثر بارتفاع الأسعار مع مرور الوقت.

معديات-الجيزة1-(9)
معديات-الجيزة
معديات-الجيزة1-(8)
معديات-الجيزة

أما الحاج "عبد الله بدوى" فهو واحد من أهم الرجال فى قرية أبو رجوان البحرى والذى يرى أن ظهور تلك الأشكال للمعديات كوسيلة لنقل السكان فى المنطقة هو وليد الصدفة، وحل مؤقت لعدم وجود كوبرى للمشاه قريب فى تلك المنطقة، حيث وضح  فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن قرية أبو رجوان تعداد سكانها حوالى 50 ألف نسمة، وتعد من القرى مترامية الأطراف، وتمتد لمسافة 3 كيلو داخل منطقة العمرانية، مضيفًا أن أهالى القرية دائمًا ما يطالبون بإقامة كوبرى أو سلم للمشاه مؤهل يقيهم الحوادث التى تتسبب فيها وجود المعديات بجانب سكة القطار، وبعد مطالبات عديدة تم إنشاء كوبرى الدكنة على بعد 150 متر من مكان وجود العبارات، وهو ما يضطر السكان لاستخدام العبارات لعبور الترعة للجانب الآخر.

معديات-الجيزة1-(7)
معديات-الجيزة

ووضح الحاج عبد الله خلال حديثه أن إنشاء السلم سيتكلف 300 ألف جنيه، وبالرغم من أن هناك العديد من المساجد والمدافن والمرافق الأخرى التى تمت إقامتها بالجهود الذاتية، إلا أن إنشاء السلم فى تلك المنطقة يرفضه الكثيرون بسبب دعوى استفاده أصحاب الأراضى الزراعية المحيطة بالمكان.

معديات-الجيزة1-(2)
معديات-الجيزة

"عندنا 4500 طالب بيعدوا بالمعديات كل يوم ومحتاجين وسيلة نقل آمنة"، هكذا تحدث الحاج عبد الله عن عدد الطلاب الذين يستفيدون يوميًا من المعديات، والذين يلزمهم اهتمام وتوفير وسيلة نقل سريعة وآمنة، ووضح بكلمات واضحة عن آمال ومطالب أهالى وسكان المنطقة بضرورة إنشاء سلم فى تلك المنطقة ليستغنوا عن وجودها، مشددًا على أن أهالى العمرانية، وقرية أبو رجوان بالكامل سيوفرون المساعدة، ويقفون جنبًا إلى جنب مع العمال أثناء إنشاء البديل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة