سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 إبريل 1955.. عبد الناصر والأمير فيصل يجتمعان فى القاهرة لبحث «انقلاب الثلايا» فى اليمن

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 إبريل 1955.. عبد الناصر والأمير فيصل يجتمعان فى القاهرة لبحث «انقلاب الثلايا» فى اليمن جمال عبد الناصر والملك فيصل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بثت الإذاعة اليمنية بيانا ذكرت ما أسمته بـ«اندلاع ثورة الشعب اليمنى ضد حكم الإمام أحمد»، «راجع: ذات يوم 2 إبريل 2018»، وتناقلت وكالات الأنباء الأخبار، وتلقت القاهرة البرقية الأولى من المقدم أحمد الثلايا قائد الانقلاب، يؤكد فيه نجاحه فى حصار الإمام فى قصره، وبداية تنفيذه لخطة الإطاحة به، حسبما يؤكد فتحى الديب فى كتابه «عبدالناصر وحركة التحرر الوطنى» عن «دار المستقبل العربى - القاهرة».
 
يؤكد «الديب» أن «الثلايا» طالبه بأن يسافر إلى اليمن ليكون إلى جانبه، فبادر بإبلاغ الرئيس جمال عبد الناصر بهذا الطلب، ورد الرئيس عليه بأن يحضر إليه فى منزله للقائه، وأن الأمير فيصل ولى العهد السعودى سيحضر اللقاء، وكان فى القاهرة لحضور مؤتمر الرؤساء العرب لمواجهة قرار نورى السعيد، رئيس وزراء العراق، بتوقيع الاتفاق مع تركيا للانضمام إلى حلف بغداد، وحسب الديب، فإن عبد الناصر كان التقى مع «سيف الإسلام الحسن» الموجود فى القاهرة أيضا، الذى طلب من الأمير فيصل مساعدة المملكة العربية السعودية للإمام أحمد وله بكل الإمكانات المالية للقضاء على الذين حاولوا الإطاحة بشقيقه، ويضيف الديب: «طلب الأمير فيصل من الرئيس عبد الناصر تعاون مصر والسعودية فى اتخاذ موقف مشترك»، وأكد فيصل أنه لم يعد الأمير سيف الإسلام الحسن بأى موقف، وطالبه بالتريث بعض الوقت حتى ينجلى الموقف.
 
رفض «عبد الناصر» سفر الديب حسب طلب «الثلايا»، وأشار عليه بالانتظار، ووفقا للديب فإنه منذ اليوم التالى للانقلاب «3 إبريل مثل هذا اليوم 1955»، بدأت تتضارب المعلومات بشأن ما يحدث، وكانت مصادر الأخبار تأتى عن طريق عدن أو السعودية، ومن داخل اليمن، وأكدت فى مجملها عدم تمكن «الثلايا» ورجاله من السيطرة الكاملة على الأوضاع، بعد أن تمكن الأمير البدر بن أحمد، وبعض أفراد أسرته من الهروب إلى منطقة «حجة» واستنفارهم لبعض القبائل الموالية لأسرة حميد الدين، ووقوفها ضد الثورة، ولجوء البعض الآخر من شباب الأسرة إلى المنطقة الجبلية الوعرة، التى يعيش فيها بعض القبائل الزيدية المناصرة للإمام، مع اتخاذ كل من الأمير البدر ورفاقه من أفراد الأسرة لسلاح الذهب، والإغداق به على رؤساء القبائل التى استنفروها، وسيلة للتصدى للثورة ومن قاموا بها، وتهديدهم بالزحف القبائلى على صنعاء وتعز وإبادة كل من فيها.
 
يضيف الديب، أن أنباء تسربت عن طريق البعثة المصرية فى اليمن تفيد بقيام الإمام الذى تحصن بقصره، بشراء بعض الضباط والجنود ممن قاموا بحصار قصره بالذهب فى صورة جنيهات ذهبية أو بعض قطع حلى أسرة الإمام، الأمر الذى ترتب عليه وقوع تصدع واضح فى تماسك الجيش اليمنى الذى كان يعتبر السند الرئيسى للثلايا ورفاقه.
 
يذكر محسن العينى، رئيس الوزراء اليمنى الأسبق، فى مذكراته «خمسون عاما من الرمال المتحركة - قصتى مع بناء الدولة الحديثة فى اليمن» عن «دار الشروق - القاهرة»: «انتقل الأمير البدر إلى حجة الحصينة، ودعا القبائل إلى نصرة أبيه المحاصر فى تعز، وأفرج عن الأحرار فى سجون حجة، واستعد للتوجه إلى تعز لمقاومة الانقلاب الذى يقوده عمه السيف عبد الله والمقدم الثلايا، ولكن الإمام أحمد من قصره المحاصر أجرى اتصالاته عبر من خرج من النساء والحرس بمن يثق بهم ويعتمد عليهم هنا وهناك، وفجأة يوجه المدفع من قلعة القاهرة المطلة على تعز طلقاته على ثكن الجيش ويهتز الوضع، ويخرج الإمام ممتطيا فرسه «والله يحفظ الإمام»، ويتوجه إلى وزارة الخارجية حيث يقيم السيف عبدالله ويقول له: «الآن أوريك كيف تكون الثورة».
 
وينقل محمد حسنين هيكل فى كتابه «ملفات السويس» رواية ذكرها الإمام أحمد لجمال عبد الناصر فى لقائهما بالسعودية يوم 20 إبريل 1956 عن كيف تم إفشال الانقلاب، ويذكر أنه تم القبض عليه وحبسه فى غرفة بالقصر، ورفض أن يعطيهم خاتم الملك ومد يده وفرد إصبعه لكى يرى عبد الناصر الخاتم فى إصبعه، وكان من الذهب يتوسطه حجر من العقيق حفر عليه اسمه، وبعد عدة أيام سمع ضجة من الحريم لأن الحرس حاولوا منع إحدى زوجاته من الخروج، وغلى الدم فى عروقه وصاح: «لا يعتدى على النساء وأحمد فى المدينة»، ثم هجم على أحد الحراس وانتزع منه سلاحه، ومضى صائحا وهو يجرى: «الله أكبر»، ولما وصل إلى الساحة، وأخذ مدفعا رشاشا من أحد الجنود وراح يطلق النار فى كل اتجاه، وهو يكبر ويهلل، وظن الناس والحرس خارج القصر أن الانقلاب فشل، وأن «الإمام» عاد إلى ملكه فتدفقوا إليه بالتأييد، وتم القبض على قادة الانقلاب.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة