انطلقت منذ قليل الدورة الـ23 للمجلس الوطنى الفلسطينى، أعلى هيئة تشريعية فلسطينية، وذلك للمرة الأولى منذ 22 عاما، وسط مقاطعة غالبية الفصائل الفلسطينية، وهو ما سيصعب هدف المجلس الوطنى فى تحقيق الوحدة بين كافة الفصائل لمواجهة المخططات الأمريكية التى تدعمها إسرائيل لسلب حقوق الشعب الفلسطينى.
ويسعى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن لاستغلال اجتماعات المجلس الوطنى الفلسطينى لتجديد شرعيته وتعيين مقربين منه فى مناصب قيادية قبيل مغادرة الحياة السياسية.
الرئيس أبو مازن
ووصف الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن اجتماعات المجلس الوطنى، الذى يعتبر البرلمان الفعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، بأنه فرصة لتأسيس جبهة موحدة فى مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة بعد أن اعترف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
نبيل أبو ردينة
بدوره قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن انعقاد المجلس رسالة قوية لكل العالم بأن الشعب الفلسطينى متمسك بحقه فى إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى، حيث قاد اجتماعات المجلس وتوقيته والحاضرين فيه واجهت انتقادات من داخل وخارج منظمة التحرير الفلسطينية.
وتقاطع حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعمال الدورة الـ23 للمجلس الوطنى الفلسطينى، ويواجه الرئيس الفلسطينى انتقادات واسعة من الفصائل الفلسطينية المقاطعة لجلسات المجلس الوطنى بسبب عقد الدورة الـ23 فى الضفة الغربية.
إسماعيل هنية
وقالت ثلاثة من فصائل منظمة التحرير، إنها ستقاطع اجتماعات المجلس المؤلف من 700 عضو ومن بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مطالبة بتأجيل الاجتماعات لإتاحة مزيد من الوقت لجهود المصالحة بين فتح وحماس وتخطى الانقسامات بما يضمن مشاركة أوسع فيها.
بدوره قال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، إن المجلس الوطنى الفلسطينى سيجرى مراجعة شاملة لمسيرة العمل السياسى وعملية السلام منذ عام 1993، إضافة إلى سبل مجابهة كل المخاطر التى تعترض القضية الفلسطينية وعلى رأسها إعلان ترمب بشأن القدس.
وأضاف الأحمد، أن المطلوب من المجلس الوطني الفلسطينى دراسة الانتقال من السلطة إلى الدولة وتحديد العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية فى ظل عدم تنفيذ إسرائيل للاتفاقات، التى وقعت مع منظمة التحرير.
عزام الأحمد
وأوضح الأحمد، أنه سيتم أيضا البحث في آليات تعزيز المقاومة الشعبية السلمية، وانتخاب الهيئات القيادية كافة.
وردا على إصرار الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن على عقد الدورة الـ 23 للمجلس الوطنى، دعا رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطنى فورية يشارك فيها الكل الفلسطينى، مؤكدًا على أن حركته ستتخذ مواقف واضحة للحفاظ على القضية والثوابت الفلسطينية.
واعتبر هنية فى خطاب له من منزله بمخيم الشاطئ بمدينة غزة، حول عقد المجلس الوطنى برام الله، أن انعقاد المجلس الوطنى دون تحقيق التوافق يمثل إصرارا على الخطوات الانفرادية التى تضر بالقضية الفلسطينية.
وشدد هنية، على أن أى مجلس لا يحمل بشكل عملى مفهوم وحدة هو مجلس لا يعبر عن الكل الوطنى، يضرب المنظمة وشرعيتها وجدارة تمثيلها لكل أبناء شعبنا الفلسطينى، مشيرًا إلى أن حركته قدمت كل ما يطلب منا لتحقيق التوافق الفلسطينى عبر الوساطة المصرية.
وأكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، على خطورة الوضع الراهن والحاجة الماسة للوحدة الوطنية لمواجهة مخاطر تاريخية لم تمر من قبل؛ فهى تهدد الوجود الوطنى الفلسطينى فى كل مكان، وهذا المنطق الذى دفع حماس للبحث بشكل دائم وبرعاية مصرية فى كيفية توحيد الصف الفلسطينى وقدمت الحركة كل ما طلب منها لضمان تحقيق ذلك لأن وحدة الموقف الفلسطينى الطريقة الوحيدة التى يمكن لها أن تعطل أو تفشل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة