تعانى ليبيا من الفوضى الأمنية والمؤسساتية نتيجة الكتائب المسلحة التى تسيطر على مفاصل العاصمة طرابلس، والتى تديرها قيادات سابقة فى تنظيم القاعدة الإرهابى ولعل أبرزهم عبد الحكيم بلحاج، وفى إطار الصراع القائم بالبلاد بين الكتائب المسلحة فاجأت الولايات المتحدة العالم بإعادة أبرز قيادات بارزة فى تنظيم القاعدة إلى البلاد قادمين من السنغال إلى الأراضى الليبى.
وصلت رحلة الخطوط الجوية الليبية القادمة من مطار تونس إلى العاصمة طرابلس، مساء أمس، حاملة أخطر قيادات إرهابية ليبية مفرج عنها من جوانتانامو، وهم سالم عبدو سالم غريبى، وعمر خليف محمد أبوبكر مهجور، والمفرج عنهما من جوانتانامو بعد سجنهم لمدة 14 عاما.
وأكدت مصادر ليبية لـ"اليوم السابع"، الأربعاء، أن الطائرة التى تقل عددا من المواطنين الليبيين توقفت فى مطار معيتيقة بطرابلس، وتم إنزال جميع المدنيين، موضحًا أن أوامر عليا غامضة صدرت بنقل الإرهابيين إلى مدينة مصراتة وعدم إنزالهم فى طرابلس، مشيرا إلى وصول الطائرة إلى المدينة التى تضم عدد كبير من قيادات الجماعة الليبية المقاتلة.
فيما أكد المتحدث الرسمى باسم الخطوط الجوية الليبية، محمد قنيوة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع، وصول السجينين الليبيين إلى مدينة مصراتة دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وكانت السلطات الامريكية قد طلبت من السلطات السنغالية ترحيل الإرهابيين الليبيين المتواجدين على أراضيهما إلى طرابلس عبر تونس، ويصنف الإرهابيين كأخطر قيادات تنظيم القاعدة.
وأعلن البنتاجون الإفراج على آخر سجينين ليبيين بسجن جوانتانامو من عناصر تنظيم القاعدة والجماعة الليبية المقاتلة اللذان ألقت القوات الأمريكية القبض عليهم فى أفغانستان منتصف عام 2002 عقب اجتياحها للبلاد لقتال تنظيم القاعدة.
وقال موقع "المتوسط" الليبى إن العنصرين البارزين فى تنظيم القاعدة خطران للغاية حيث تم الإفراج عنهما من سجن جوانتانامو بتاريخ 4 أبريل 2016، ولعل أبرزهم الإرهابى عمر خليفة أبوبكر مهجور، مواليد مدينة البيضاء 1972 والمكنى بـ"أبو عمر البيضاوى" وله أسماء حركية أخرى مثل "ﻋﻤﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻣﺤﻤﺪ وﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺑﻮﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺃﺑﻮﻋﻤﺮ ﺍﻟﻠﻴبى ﻭﻋﻤﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒى.، وانخرط فى ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ المقاتلة بداية التسعينيات وسافر إلى السودان خلال العام 1994، وعمل فى موقع لشركة خاصة بالإنشاءات والتى يملكها أمير تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
وفى نهاية عاﻡ 1995 غادر "عمر" ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻟﻴﻨضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن ﻻﺩﻥ ﻭﻟﻴﺸﺮﻑ بنفسه ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍلعديد ﻣﻦ العناصر الإرهابية المتشددة، وخلال عام 1998 أصيب بلغم أرضى، ما أدى إلى فقد ساقه وإصابة عينه اليسرى وفقد النظر.
وكانت السلطات الباكستانية قد ألقت القبض عليه أثناء تواجده فى منزل يعود لقيادة بارز فى تنظيم القاعدة ويدعى "أبو زبيدة" فى شهر مارس 2002 فى باكستان وليتم تسليمه إلى القوات الأمريكية المحتلة، وخلال عام 2011 بعد سقوط النظام السابق أبدى السجين "عمر" الرغبة بالعودة إلى ليبيا وفى العام 2014 تراجع عن ذلك.
أما الإرهابى الآخر يدعى سالم عبد الله سالم غريبى، من مواليد مدينة زليتن والمكنى "أبو لقمان الحكيم" و"أبو لقمان الزليتنى" ولديه إعاقة.
وكان سالم غريبى تحت متابعة أجهزة الأمن الليبية إبان النظام السابق خلال فترة انضمامه إلى الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج والمكنى حينها "أبو عبد الرحمن الصادق".
تمكن الإرهابى الليبى من السفر خلال العام 1994 إلى السعودية ومنها إلى باكستان والتحق بتنظيم القاعدة وتزوج من سيدة باكستانية وأنجب منها العديد من الأطفال، وكان يعمل مدرسا للعلوم فى مدرسة ابتدائية وتم القبض عليه من قبل المخابرات الباكستانية فى مايو 2002 بباكستان.
جدير بالذكر أن ﺍﻟﺒﻨﺘﺎجون أعلن 4 أبريل 2016، الإﻓﺮﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ ﺳﺠﻴﻨﻴﻦ ﻟﻴﺒﻴﻴﻦ ﺑﺴﺠﻦ جوﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة