ألقى وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطنى الليبية، محمد الطاهر سيالة كلمة رسمية باسم ليبيا فى افتتاح القمة الوزارية لوزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز المنعقدة بقاعة الاجتماعات الكبرى بالعاصمة الأذربيجانية باكو صباح اليوم الخميس.
وأكد سيالة فى كلمته أن الاجتماع يأتى فى ظروف مختلفة فرضتها الأوضاع والتحولات التى نعيشها اليوم، والتى أوجدت جملة من المتغيرات والتحديات الكبرى وفِى مقدمتها محاربة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية والتى باتت تفرض ضرورة العمل من أجل تعزيز علاقاتنا فى كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، ليكون التعاون شاملا وعميقا فى أهدافه وآلياته.
وشدد سيالة على أن ليبيا وهى فى طريقها لبناء دولة ديمقراطية مدنية حريصة على بناء علاقات ودِّية وبنّاءة مع كافة دول العالم، علاقات تنشد تحقيق مصالح مشتركة مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى مع المساهمة الإيجابية فى معالجة كافة القضايا التى تخدم السلم والعدل والتنمية فى العالم.
وأوضح إن تحقيق أهداف حركة عدم الانحياز يعتمد على وحدتها وتضامن أعضائها فى مناخ سياسى يسوده الاحترام المتبادل والعمل على المساهمة فى خلق توازن عادل فى العلاقات الدولية ،والقدرة على مواكبة التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة، لكى تصبح الحركة عنصرا مؤثرا فى حل القضايا الإقليمية والدولية.
ودعا إلى أن يكون دور الحركة معبرا عن عن إرادة جماعية والتزام سياسى من أجل تحقيق تأثير أكبر فى مجرى العلاقات الدولية والمساهمة بفعالية فى رسم السياسات والإستراتيجيات لمواجهة التحديات الماثلة، وهو الأمر الذى يدفعنا إلى الاستفادة من دروس الماضى من أجل بناء رؤية الحاضر واستشراف المستقبل وتقديم المبادرات الإقليمية والدولية التى تساهم فى تحقيق مصالح دول الحركة ،ويكتسى تكثيف التشاور السياسى مع المنظمات والحركات الأخرى التى تؤمن بمبادئ الحركة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشدد على أهمية تنسيق المواقف السياسية مع تلك المنظمات والحركات فى اللقاءات الإقليمية والدولية ، بحيث تكون هذه الجهود جزء لا يتجزأ من تفعيل شراكات إستراتيجية بين دولنا فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
ودعا سيالة الحركة للقيام بخطوات ملموسة تضامنا مع الدول التى تمر بمراحل انتقالية ، وتقديم الدعم لها فى المحافل الدولية والإقليمية حتى تتمكن من تجاوز التحديات التى تواجهها من أجل الوصول إلى الاستقرار السياسى والأمنى وإرساء السلام اللازمين لتحقيق التنمية المستدامة وتعد ليبيا من بين الدول التى تواجه تحديات عديدة لا تخفى عليكم.
وأوضح أن الإرادة السياسية القوية لدول الحركة سوف يجعلها تلعب دورا بناء على المستويين الإقليمى والدولى لمساعدة ليبيا وغيرها من دول الحركة التى تواجه نفس الظروف، مشيرا لدور ليبيا فى تحقيق تقدما واضحا فى محاربتها للتطرف والإرهاب وهزيمتها التنظيم المتطرف داعش.
وأشار إلى خطر بعض البؤر الإرهابية فى بعض الأماكن الصحراوية الجرداء القريبة من الحقول النفطية وهو ما يشكل خطرا على المنشآت النفطية وخطوط النقل من تلك المنشآت إلى الموانئ وفِى هذا الصدد ندعو إلى تكاثف الجهود الإقليمية والدولية للتصدى للتنظيمات المتطرفة والقضاء عليها فى جميع البلدان التى تعانى من هذه الآفة اللعينة .
وأوضح أن ليبيا استطاعت التخلص من بقية مخزونها من الأسلحة الكيميائية بعد إتمام برنامج تدمير ما تبقى من تلك الأسلحة من الفئة (2) الذى تم تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التى قامت بتاريخ 11 يناير الماضى، بمنح ليبيا شهادة بهذا الخصوص تؤكد وفاء ليبيا بالتزاماتها تجاه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وأكد سيالة وقوف ليبيا مع الشعب الفلسطينى فى مطالبته بحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف بما فى ذلك حقه إقامة دولته المستقلة على كامل أرضه وعاصمتها القدس ،وعودة جميع اللاجئين إلى وطنهم، وأن يتحمل المجتمع الدولى مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية وأن يقف بصلابة إلى جانب الحقوق المشروعة للفلسطينيين التى تكفلها القوانين والمواثيق الدولية، مؤكدا أن مشاريع الحل المبنية على فرض الأمر الواقع لن تحقق العدل ولن توفر السلام وأن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلى هو تحد سافر لكافة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الصادرة بهذا الخصوص .
وشدد على ضرورة أن تكون القضية الفلسطينية على رأس أولويات أعمال الحركة ،حتى ينال الشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة، وان تستمر الحركة فى التزامها بدعمها للقضية الفلسطينية على كافة المستويات .
وأوضح أن المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق الوطنى يعملان جاهدين على إرساء دعائم الأمن والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وكذلك تحريك عجلة الاقتصاد بما يحقق التنمية والازدهار للشعب الليبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة