سامح حامد يكتب: من هو صديقك؟

الجمعة، 06 أبريل 2018 04:00 م
سامح حامد يكتب: من هو صديقك؟ الصداقة – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل لديك أصدقاء؟ قبل الإجابة من هو صديقك؟ هل صديقك هو من ساعدك يوما؟ أم هو من استمع إليك؟ أم يا ترى هو من شاركك أفراحك وأحزانك؟ تلك أمور جيدة ولا تصدر إلا من الصديق، ولكن مع كثرة من حولك لم تعد تميز من هو الصديق؟ ومن هو الزميل؟ بشرط أن تكون أنت أحد الذين يستحقون حمل هذا الوسام الذى يحمل فى طياته أقدس معنى ينشده البشر ألا وهو الصدق .
 
والحاجة إلى صديق حاجة نفسية ضرورية فى حياة الإنسان، إذ أن الإنسان اجتماعى بطبعه يسعى إلى إقامة العلاقات الإنسانية السوية، التى تحقق الغرض من وجوده، ومهما علا الإنسان وارتفعت مكانته يبقى ضعيفاً إذا اكتفى بنفسه دون الآخرين، فهو فى حاجة دائمة إلى من يسمع إليه، يشكوه همه، ويخفف أحزانه، وفى الوقت ذاته يجب أن يتحمل مسئولية هذه الصداقة، ويكون عوناً لمن يصادقه وبذلك تستمر الحياة وتنشأ العلاقات السوية، والمجتمعات ذات العلاقات الإنسانية الراقية.
 
فالإنسان الصدوق ودوداً وذكياً، وهو منفتح على العالم والحياة، فهو يرغب بأداء دور أفضل صديق، كما يرغب بأن يسعد الآخرين، ووسيلته فى كل ذلك هى الإقلاع عن الكآبة فى سلوكه النفسى، والتخلى عن فلسفة البعد الواحد فى سلوكه العقلى. 
 
كن صدوقاً، فالصداقة تخلق مناخاً نفسياً مشحوناً بالسرور والغبطة والارتياح، ومثل هذا النموذج الصحى يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة ويسر، ويهيئ الطاقات العقلية للامتلاء والتمدد، فالصداقة لا يعنى الابتسامة أو الضحك، فهذه آليات قد يلجأ إليها الجميع، إنما الصداقة فلسفة ذاتية تنطلق من إيمان الفرد بأنه يمتلك صحة عقلية جيدة، ونظرة متفائلة للحياة ويرسم خطة مستقبلية بنفسه ولنفسه ولعمله.
 
ولكى تصبح أهلاً لهذه الصداقة فمن الواجب عليك كصديق أن تستمع لصديقك بقلبك وعقلك وتساعده على اجتياز أحزانه وتوجهه إلى الطريق الصحيح لمواجهة الواقع، ومن الواجب عليك أيضاً أن تحرص على انتقاء الكلمة التى تزيده فرحاً وترسم الابتسامة على وجهه، ترعى مشاعره، وتقدره ورأس الأمور كلها أن تحفظ سره فهو من اختارك من بين الناس صديقاً له فهل تكافـئه بأن تكون أول من تفضحه؟!
 
كن أنت اليد الأمينة والقوية التى تعينه على النهوض مرة أخرى و إن أظهر غضبه وتكدره ولتذكر الخير منه ترَ نفسك راضى النفس غير حانق، صفوة القول هى.. أن الصداقة زاد العقل، وغذاء الروح وأكسير الحياة، فهو يضاعف من متانة صحة الفرد ويجعل عقله متفتحاً نحو آفاق أرحب. فلنستبشر بغد أفضل أو بوضع أحسن أو بحالة أكثر إشراقاً، وذلك ليس من قبيل التفاؤل الساذج أو الخيالى، وإنما استقراء أحداث التاريخ الإنسانى يكشف بأنه بعد النكسات أو الركود يحدث التقدم والنهوض والنجاحات، وهذا بالطبع سيدفعنا لمباشرة العمل، والإبداع وتحدى المستحيل .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة