"اتبسطت وفرحت من قلبى" كلمات استهل بها "مازن " 6 سنوات حديثه فى لحظة توقف افترش خلالها بساط ملعب مركز شباب العريش الأخضر، مضيفًا أنه حضر من حى "السمران" وسط العريش، لقضاء وقت جميل بعيدا عن أصوات الطلقات النارية، واستطاع أن "يشبع لعب" على حد تعبيره، ويرسم جندى يقتل إرهابى.
الصغير مازن، كان من بين 150 طفلا استضافهم مركز شباب مدينة العريش، فى أول فعالية من نوعها للترويح عن الأطفال فى مدينة العريش، بهدف محو الآثار النفسية لديهم جراء الحرب على الإرهاب التى تشهدها شمال سيناء.
الفعالية كانت انطلاق لفعاليات مقرر لها أن تتوالى فى كافة مناطق المحافظة خلال الأيام القادمة بحسب قول الدكتور خليل إبراهيم، رئيس مجلس إدارة الكشافة البحرية بالعريش، لافتًا إلى أن فعالية الترويح عن الأطفال الصغار فى مركز شباب العريش كانت تحت عنوان "يلا نفرح"، لطلبة المرحلة الابتدائية والإعدادية، وهى أول محاولة لمحو الآثار النفسية المترتبة على محاربة الإرهاب لدى الأطفال فى شمال سيناء، تم تكليفهم بها بعد نجاح العملية الشاملة لتطهير سيناء من الإرهاب.
وقال الدكتور خليل إبراهيم، إن الأطفال هم أكثر فئة تأثرت بالحرب على الإرهاب، وتم التفكير بالحلول للخروج بهم من هذه الأجواء من خلال برامج وأنشطة الكشافة، التى تحث على الاعتماد على النفس والإبداع فى مجال التفكير والخدمة العامة والأنشطة المنوعة من بينها العاب رياضية وفنون الرسم وتشكيل الصلصال وغيرها.
وأشار رئيس مجلس إدارة الكشافة البحرية بالعريش، إلى أن هذه الأنشطة تمارس بمساعدة مدربين مهرة، تختتم فى نهاية اليوم بمشاركة أهالى الأطفال المشاركين فى الفعاليات، وهذا يساهم فى محو جزء كبير مما تتركه آثار الحرب، ومراحل الفعاليات ستتوالى وستشمل كل مدن المحافظة.
فيما قال ناصر العزازى، مدير مركز شباب مدينة العريش، إن المركز يستضيف الفعاليات باعتباره أكبر مراكز المحافظة، ومن هنا كانت انطلاقة يوم "يلا نفرح" بالتعاون مع جمعية الكشافة البحرية، للخروج بالصغار من ظروف صعبة تمر بها شمال سيناء، والتى أثرت سلبيا عليهم، ومن هنا تتضافر الجهود مع كل الجهات المعنية، للإجابة بالفعل وليس قولا عن سؤال واحد وهو كيفية إزالة هذه الآثار من نفوس الصغار.
بينما أشار محسن كمال، مدير إدارة الشباب بمديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، إلى أن الفعالية جزء من دور رئيسى لإدارة الشباب فى هذا المجال وانشغالها بأن تؤهل الشباب للمعايشة للأجواء التى تعيشها شمال سيناء وتحويلهم لظهير ومساند قوى للجيش والشرطة فى معارك الحرب على الإرهاب.
ولفت مدير إدارة الشباب بمديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، إلى أن الأنشطة فى الإدارات الرياضية على مستوى المحافظة فى الوقت الراهن تصب فى هذا الميدان، من خلال برامج رحلات، وترفيه، وجوالة وأنشطة مراكز الشباب، وبرنامج الدورى الرياضى لمراكز الشباب.
وقال كمال، إن برنامج الرحلات من أهم البرامج وهو خاص بشباب القبائل واعرف بلدك لزيارة المعالم المختلفة، وخلال الفترة القادمة سيتم عمل برامج مكثفة للرحلات داخل المحافظة.
كما تم عمل برامج مساندة للجيش والشرطة فى العملية الشاملة سيناء 2018، ومنها فريق تطوع للمساعدة فى توزيع الأغذية وهم فرق عمل فى أحياء العريش، وبرنامج التبرع بالدم، وفعالية يوم فى حب مصر وخلاله أرسلت رسالة من سيناء للعالم أن شباب سيناء مساند للقوات المسلحة من خلال وعيه بدوره داخليا.
وبدورهم أشاد الصغار المشاركون فى فعالية "يلا نفرح" بأهميتها فى إدخال الفرح والسرور على قلوبهم، وخروجهم من أجواء معايشة الحرب على الإرهاب وسماع طلقات الرصاص، بحسب تعبير محمد حسن أحد المشاركين وهو طالب فى الصف الأول الابتدائى.
أضاف عبد الرحمن محمد، أنه وجد الفعالية فرصة للتدريب وإشباع هواية عشقه للرياضة، بينما تابع عمر محمد أحد الصغار المشاركين، أنه جاء ليلعب ويستمتع وسط أصدقائه ومعلميه.
وفى سياق متصل، أشار بكر محمد جمعة، طالب بالصف الخامس، إلى أنه جاء للتدريب والمشاركة فى ألعاب وأنشطة الكشافة، وحلمة أن يصبح قائدًا فى مجال عمله.
وعبرت فاطمة صابر بالصف الثالث الابتدائى عن سعادتها بتعلم فنون الرسم والصلصال، وهو أيا ما اكدت عليه ملك برهوم التى أضافت أنها أحيت مجددا هواية الرسم التى تجيدها.
وأعرب كل من منذر جمال وعمر زكريا محمد، طالبان بالصف الثالث الإعدادى، عن تقديرهم للجهود التى بذلت لتعليمهم فنون الكشافة والاعتماد على الذات ضمن فعالية يوم "يلا نفرح"، وقضيا وقتا نافعا بين زملائهم وكانت فرصة للخروج من أجواء سماع ضرب النار وأصواتها المرعبة من بعيد وأنهم استفادا من الاعتماد على النفس فى إجادة فنون التخييم والاستفادة من خامات البيئة فى مساعدة الغير.
وقال أحمد حمزة، أحد المدربين المتطوعين، إن دورهم تعليم الأطفال والفتيان الصغار فنون الاعتماد على النفس فى أماكن خالية من السكان، فضلا عن مساعدة الغير فى حالة وجود كوارث طبيعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة