أيادٍ رفضت أن تكون ناعمة، لم تجد فى نفسها شيئًا من دلع السفيرة عزيزة، رفعن شعار التوكل على الله، دخلن عالم العمل الشاق، بعضهن ذهبت روحه مع رائحة الخشب فعملت بالنجارة، وأخريات رأين ألا يفل الحديد سوى الحديد فاشتغلن بالحدادة ومنهن من وجدت فى يدها الرقة والإبداع فعملت بالمشغولات اليدوية وصناعة الحلوى.
اسطى فى الحدادة
الأسطى منة الجمال، أشهر فتيات كفر الشيخ، تقف فى ورشة والدها تعمل بجد، فى مهنة قلما يمتهنها الرجال لصعوبتها وحاجتها لقوة بدنية وعضلية عالية.
تقول منة البالغة من العمر 16 عامًا والطالبة فى الصف الأول بمدرسة دسوق الصناعية بنات: "والدى حداد كنت بروح معاه الورشة وأنا صغيرة كنت لسة فى الابتدائية كنت بناوله حاجة يبعتنى مشوار مش أكتر من كده، وعندما بلغت سن التاسعة من عمرى بدأت أتعلم الصنعة وبابا هو اللى علمنى، اتعلمتها فى شهر واحد بس بقيت أعرف أقطع والحم وأعمل كل حاجة وبعد كده بدأت أعرف أميز بين أنواع الحديد وأنزل اشتريه بنفسى ودلوقتى بقيت أنا اللى قايمة بشغل الورشة كله".
نجارة بشطارة
"هيام جلال" صاحبة الـ27 عامًا والتى لفتت أنظار كل من يعرفونها ومن يمرون عليها فى ورشة النجارة ليروا "أجدع أسطى" وهى تقوم بتشكيل أفضل أشكال قطع الأثاث من الأخشاب وتضع لمساتها الخاصة عليه.
تحكى هيام بدايتها مع عالم النجارة أنها بعد تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة العربية، اهتمت بعالم الأخشاب كثيرًا وبدأت تشترك فى إحدى الدورات التدريبية لتعليم النجارة، قائلة: "نفسى الناس تعرف أكتر عن الخشب"، وعبرت هيام عن علاقتها الوطيدة مع الأخشاب وما وصلت إليه من حب لمهنتها التى تفعلها وتبدع بها .
سباكة بميت راجل
"مى جمال" فتاة فى التاسعة عشرة من عمرها، لم تكذب مقولة أن "البنت بمية راجل" تستيقظ مبكرًا يوميًا وتحمل عدتها، وتنتقل من منزل لمصنع لشركة لقرية سياحية، خفة يديها ومهارتها وإتقانها فى العمل هو ما تميزت به فى عملها بالسباكة.
امتهنت مى حرفة السباكة كهواية فى سن الثامنة، قبل أن تتحول تلك الهواية إلى عمل شاق لا تستطيع الاستغناء عنه، لتنفق على أخواتها الـ14.
منى جزارة حنينة
منى قاسم محمود، الملقبة بـ"منى الجزارة"، ذات 45 عامًا بالرغم من عملها الشاق بالجزارة فتجده أكل عيشها، وعن اقتحامها مهنة الجزارة تقول: "اعمل فيها منذ أكثر من 25 سنة، فعائلتى تعمل جميعها بالجزارة، وارتباطى بوالدى جعلنى مرافقته طوال اليوم فى محل الجزارة، وفى سن 15 عامًا بدأت أمسك السكين وأعاونه فى الذبح، على الرغم من وجود أشقاء رجال، إلا أن والدى كان يعتمد على فى معاونته حيث لمح فى الجرأة والرحمة معًا فى التعامل مع الذبيحة، رفضت الزواج من أجل التفرغ للمهنة والاهتمام بشئون والدتى وأشقائى.
واضافت منى قائلة: "رغم مهاراتى فى ذبح كل الأنواع من الحيوانات، إلا أننى لا استطيع ذبح الأرنب فهو له صرخة تشبه صرخة الإنسان، الأمر الذى لا أستطع مقاومته".
الحياة لونها بينك
فى الشرقية تجد أيدى ناعمة تعمل ولكن وسط الألوان المبهجة فوسط المحلات تجد محل بألوانه الوردية يحمل اسم "بينك" الذى يحمل شعار "للبنات فقط" صاحبته إيمان السيد، قائلة اننى متخصصة فى مجال التدريب على علوم الكمبيوتر، أنا وزوجى بالرغم أن مجال عملنا يختلف تمامًا عن مجال العمل فى الكافيهات، إلا أنه طرأت الفكرة قبل عام ونصف وبالفعل تم عمل دراسة جدوى، وتعطل تنفيذها، ومنذ عدة شهور عادت الينا الفكرة أخرى وتم بتنفيذها .
وأضافت ايمان، حرصت على اختيار فتيات يتمتعن بالذوق العالى وجميعهن حاصلات على مؤهلات عليا، وقمت بإحضار مدرب متخصص قام بإعطائهن دورة تدريبية عن كيفية تقديم المشروبات والوجبات الخفيفة والتعامل مع رواد الكافية.
سواقة تاكسى الأمان
أسماء مالك صاحبة فكرة تأسيس شركة وصلنى شركة وليدة بالشرقية، وأسماء حاصلة على بكالوريوس إعلام ولديها معرض ملابس، وحيث ضمت إليها مجموعة من السيدات واللاتى يمتلكن سيارات خاصة، وتخصصن فى توصيل السيدات والأطفال فقط.
وقالت أسماء مالك، إن الفكرة تعتمد على تطبيق الواتس آب، حيث تطلب السيدة السيارة وتحدد مكانها والمكان المتوجهة إليه وتنتقل إليها أقرب سيارة من مكان تواجدها، بالإضافة إلى التعاقد مع بعض الأسر لتوصيل أولادهم من وإلى المدارس .
غازلات الخرز
٤ فتيات غزلن من الخرز فوانيس وأعمال يدوية هن ياسمين محمد، وإيمان إبراهيم، وولاء أحمد ونجلاء أحمد، أصبحن صديقات وشريكات فى فن التشكيل باستخدام الخرز، واستكملن التدريب بأنفسهن، حتى أصبحن ضيوفًا شبه دائمين على معارض الأيام المفتوحة فى الجامعات والأسر المنتجة.
تقول ياسمين، وهى خريجة كلية الحقوق بجامعة الزقازيق: "التقينا قبل عامين فى ورشة تدريبية للتطريز فى جمعية عثمان أحمد عثمان الخيرية، وكان من ضمن فصول الورشة تشكيل الخرز، وهناك صنعنا أول فانوس بعد ذلك بدأنا العمل على صناعة مفروشات بالخرز.
أسطورة الـ"كب كيك"
أيدى المرأة لا تعمل فقط فى الأعمال الشاقة فهناك أعمال تحمل من الحلاوة نصيب، وهى ما جسدته ليلى صدقى، ابنة الـ27 عاما، وهى شابة مصرية عاشت خارج مصر فترة طويلة، لكنها كانت صاحبة فكر مختلف وأحلام لذيذة، ترجمتها مع عودتها بمشروع لصناعة الـ"كب كيك".
بعد تعلم ليلى صدقى فنون الطهى بشكل عام، وطرق صناعة الـ"كاب كيك" بصفة خاصة، بدأت تدريب أول فريق عمل لها استعدادًا لإطلاق مشروعها، أنشأت محلا بـ٣ فروع متخصص فى الـ"كب كيك" فى مصر.
أيدى الإنسانية
بالرغم من أنها لا تعمل عمل شاق بل إنسانى فى المقام الأول هى امرأة أربعينية بملامح هادئة قضت 10 سنوات من عمرها فى الحفاظ على نظافة مستشفى57357، "محاسن طه"، أو "أم آية" كما يناديها الأطفال، التى قررت أن تأتى للمستشفى لتساعد بما تقدر عليه فى المساهمة فى شفاء الأطفال، فهى أقدم عاملة نظافة بالمستشفى.
وبفخر شديد تقول: "بعتبر نفسى بشارك فى محاربة السرطان، ورجوع البسمة لوشوش الأطفال هنا"، حيث تبدأ يومها من السابعة صباحًا، رافعة شعار "نظافة المستشفى أهم حاجة عندى"، وتقضى ساعات عملها متجولة بين العيادات والغرف للتنظيف.