تسود حالة من الترقب والحذر من تداعيات قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى مع إيران، وسط مخاوف من تصاعد حدة التوتر فى المنطقة، فيما يرى خبراء ونواب أن القرار الأمريكى قد يؤدى لمزيد من الاضطرابات فى المنطقة وارتفاع وتيرة الصراعات بين الأطراف الإقليمية فى الوقت نفسه أكدوا أن الموقف المصرى كان واضح بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والتزام إيران الكامل بمعاهدة عدم انتشار النووى.
وقال السفير محمد العرابى، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن إعلان الولايات المتحدة الامريكية الانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران يزيد منطقة الشرق الأوسط توتراً ويضيف المزيد من القرارات غير المدروسة من الإدارة الأمريكية للمنطقة.
وأضاف العرابى أنه بعد أيام سيتم تنفيذ قرار نقل السفارة الامريكية للقدس، فقرارات الرئيس دونالد ترامب تزيد الأمور تعقيده فى منطقة الشرق الوسط وقد تكون هناك أمور غير محسوبة يكون لها عواقب فى زيادة الصراعات فى المنطقة، فاعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الاتفاق يجعل أطراف إقليمية متربصة يبعضها.
وأشار عضو لجنة الشئون الخارجية إلى أن القرارات الامريكية تطلق يد إسرائيل فى المنطقة، لافتا إلى أن أمريكا لن تسمح بقرارات تدينها هى وإسرائيل فى مجلس الأمن، وأكد " العرابى" أن مصر حريصة على دعم الاستقرار فى المنطقة وتفادى الصراعات المسلحة.
من جانبه، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيان وزارة الخارجية المصرية حول قرار الرئيس الأمريكى بالانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران جيد وواضح وحدد بشكل واضح الموقف المصرى بالاهتمام بالقرار الأمريكى وحرص مصر وتفهمها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية بمعالجة الاتفاق النووى.
وأضاف "فهمى" أن بيان الخارجية المصرية ركز على ضرورة معالجة الاتفاق النووى ووقف التدخلات الايرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية كما أن البيان به نقاط ايجابية كثيرة حول ضرورة استيفاء إيران الشروط والضمانات الوكالة الدولية للطاقة، لافتا إلى أن مصر أوضحت فى بيانها ضرورة وجود منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كما أكد البيان على ضرورة مشاركة الأطراف العربية فى أى تعديل على الاتفاقيات.
من جانبها، قالت الدكتور سامية رفلة، وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إنه بات من الواضح أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتخذ قرارات عشوائية منذ توليه إدارة الحكم الولايات المتحدة الامريكية، مشيرا إلى أن كافة القرارات التى تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية تخدم فى الأساس إسرائيل.
وأوضحت وكيل لجنة الشئون الخارجية فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى مع إيران قد يؤدى لمزيد من الصراعات فى المنطقة العربية، مشيرا إلى أن إسرائيل وجهت ضرباتها لسوريا عقب اعلن الرئيس الأمريكى الانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران.
وأشارت إلى أنه العديد من الدلالات تشير إلى أن قرار الرئيس الأمريكى بالانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران ينذر بإشعال المنطقة لخدمة إسرائيل فحزب الله فى لبنان توعد بالرد على الضربات الإسرائيلية لسوريا، وأن إيران ستتحدى أمريكا بعد نقض اتفاقها بشأن النووى.
ولفتت إلى أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية لن يساعد فى الهدوء بالمنطقة فبالعكس قد يؤدى لدمار شامل وستكون سوريا والدول العربية هم الضحية.
وفى سياق متصل قال محمد حامد، الخبير فى الشئون الدولية أن الموقف المصرى يتسق مع مبادئ القانون الدولى وترى أن إيران توسعت فى نفوذها خارج حدودها الإقليمية بما يهدد الأمن القومى العربى والخليجى.