انطلق اليوم الخميس، مارثون الانتخابات التشريعية العراقية فى الخارج، وذلك بتصويت أبناء الجاليات العراقية فى كافة دول العالم، إضافة لتصويت القوات الأمنية العراقية فى الداخل، وهذا فى أول انتخابات عراقية عقب القضاء على تنظيم داعش الإرهابى فى البلاد.
وشهدت المقار الانتخابية فى العراق، إقبال كثيف من رجال القوات الأمنية من الجيش والشرطة للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات التشريعية.
وحرص أبناء القوات الأمنية العراقية على المشاركة فى "انتخابات النصر" وتزيين أصابعهم بـ"فسفور الانتصار" على تنظيم داعش الإرهابى، والقضاء على مشروع تقسيم وتفتيت العراق ودفعه نحو مستنقع الطائفية والصراعات المذهبية.
وتوافد الآلاف العراقيين المقيمين فى الخارج على مقار البعثات الدبلوماسية العراقية بالخارج للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية، فيما شارك الآلاف من أبناء الجالية العراقية فى الانتخابات التشريعية الجاليات العراقية بالخارج والتى تستمر يومين اليوم الخميس وغدا الجمعة.
وأدلى سفير العراق فى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية الدكتور حبيب الصدر، بصوته فى المركز الانتخابى الكائن بالمهندسين بمحافظة الجيزة.
ووجه السفير العراقى فى القاهرة الشكر والتقدير للسلطات المصرية لما قدمته من تسهيلات فى العملية الانتخابية التى تجرى اليوم.
وقال السفير العراقى، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط عقب إدلائه بصوته، إن شقيقتنا الكبرى مصر بكافة سلطاتها دعمت وسهلت الإجراءات المرتبطة بإجراء انتخابات الجالية العراقية وكل الترتيبات التى سبقت الانتخابات.
وأكد أهمية الانتخابات العراقية هذا العام لأن البلاد خرجت منتصرة من الحرب على داعش وتدخل معركة جديدة هى معركة البناء والإعمار وإعادة ما تبقى من نازحين لمناطقهم وكذلك القضاء على الفكر الداعشى، قائلا: لقد انتصرنا على داعش عسكريا وعلينا أن ننتصر عليها فكريا.
وأضاف أن كل أبناء الشعب العراقى ينتظرون تنفيذ الاستحقاقات المؤجلة وكانوا ينتظرون هذا العرس الانتخابى بفارغ الصبر، لأنهم يدركون جيدا أن صناديق الانتخابات تحمل لهم الأمل، مشيرا إلى أنه يسمى صناديق الانتخابات صناديق الأمل.
وتجرى الانتخابات البرلمانية داخل العراق بعد غد السبت، أى فى اليوم التالى لانتخابات الجاليات بالخارج.
وتعتبر الانتخابات البرلمانية العراقية 2018 الأولى التى تجرى فى البلاد، بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابى نهاية العام الماضى، والثانية منذ الانسحاب الأمريكى من العراق عام 2011.
كما أنها رابع انتخابات منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق صدام حسين عام 2003، والتى ستجرى فى 12 مايو المقبل لانتخاب أعضاء مجلس النواب، الذى بدوره ينتخب رئيسى الوزراء والجمهورية.
ويتنافس فى الانتخابات 320 حزبا سياسيا وائتلافا وقائمة انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفا انتخابيا، وذلك من خلال 7 آلاف و367 مرشحا، وهذا العدد أقل من مرشحى انتخابات عام 2014 الماضية الذين تجاوز عددهم 9 آلاف.
واحتدمت المنافسة بين عدد من التحالفات العراقية التى تعد الأبرز فى المعركة الانتخابية ويأتى فى مقدمتها ائتلاف النصر الذى يقوده رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى، ويتميز ائتلاف العبادى بأنه تحالف عابر للطائفية ويحارب الطائفية والمحاصصة الحزبية ويعتمد على مشروع وطنى يجمع كافة الطوائف العراقية.
ويأتى تحالف الوطنية الذى يقوده نائب رئيس الجمهورية العراقية إياد علاوى أحد أبرز التحالفات المنافسة فى المعركة الانتخابية، وهو الائتلاف الذى يدعمه رئيس مجلس النواب العراقى الدكتور سليم الجبورى وعدد كبير من الكيانات الحزبية.
وينافس الحشد الشعبى العراقى بقائمة "الفتح" وهى تحالف من 18 كيانا وحزبا سياسيا نصفها من الحشد الشعبى العراقى، ويقود التحالف هادى العامرى ويحظى بدعم مقاتلى الحشد الشعبى وكافة الداعمين له.
فيما تنافس القوى السنية العراقية بـ"قائمة القرار" وهو ائتلاف يقوده نائب رئيس الجمهورية العراقية أسامة النجيفى، ويطالب التحالف بتوفير أجواء ملائمة للنازحين العراقيين فى المحافظات السنية للمشاركة بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية التى ستنطلق فى الداخل بعد غد السبت.
ونفى المتحدث الرسمى باسم ائتلاف النصر حسين العادلى، أى اتفاق مع أى كتلة انتخابية بعد الانتخابات، مؤكدا أنه لا وجود لأى اتفاق بين العبادى وائتلاف النصر من جهة وبين أى كتلة انتخابية لما بعد الانتخابات.