تراصت صنائع يديها من المشغولات النوبية على طاولة كبيرة أمامها، بينما انهمكت فى شغل الطاقية النوبية بألوانها الزاهية، "الست دليلة" التى يعرفها زوار متحف النيل بأسوان عن ظهر قلب، تأتى المرأة الخمسينية للجلوس عند باب خروج المتحف عند الثامنة صباحًا، فتبدأ إعداد العدة لعرض المشغولات اليدوية التى تكتسب منها الرزق.
دليلة
"بعد سفر ولادى المشغولات النوبى هى اللى ملت حياتى ومليش مصدر رزق غيرها"، كلمات قالتها دليلة عن وضعا الحالى، حيث تشغل الطواقى والإكسسوارات النوبية وأعمال الخوص المختلفة لبيعها فى محيط المتحف، زوار المتحف بيسألوا عليا بالاسم ولما بغيب بيحاولوا يوصلولى"، فثمة علاقة وطيدة تولدت بين دليلة وبين زوار المتحف، ويحرصون على شراء الهدايا النوبية منها بعد الجولة فى المتحف.
تحدثك وإبرة الكروشيه تسير بانسيابية منظمة الطاقية النوبى بممارسة محترفة منها، ويتخلل الحزن نبرة صوتها عند تحدثها عن سفر أبنائها للعمل فى الخليج، وهو ما جعلها تبحث عن شغفها وممارسته ليعينها على الحياة، "بقضى معظم اليوم هنا، ولما بروح بكمل شغل وأنا اللى بختار ألوان وأشكال المشغولات"، هكذا تحدثت دليلة عن تفاصيل يومها الذى يقتصر على عمل تلك المشغولات النوبية.
دليلة
أسعار تتراوح بين الـ10 جنيهات والـ50 جنيها هى ما وضعته دليلة ثمن للبضاعة التى تنسجها بأياديها على مدار اليوم، وأمنيات براحة البال، وعودة أبنائها من السفر هو كل ما يراودها وتبحث عنه، " فرحة الدنيا لما يتصلوا يسألوا عنى، وببعتلهم المشغولات عشان يعرفوا أن أمهم شاطرة"، قالت تلك الكلمات مبتسمة وكأنها أرادت أن تثبت لابنائها أنها لا تزال الأم القوية التى تبحث عن الجمال بل وتصنعه بالرغم من تأثرها ببعدهم عنها.