التاسعة صباحا.. جلس جميع الموظفين على مكاتبهم فى انتظاره.. صرح البعض بأنه لن يعمل قبل أن يحضر.. والبعض يغمض عينيه المرهقتين من أثر السهر متعللا بعدم قدرته على العمل قبل حضوره.. وتلك أصابعها تداعب جهازها الخلوى تبحث عن رقمه كى تهاتفه وتتأكد من عدم غيابه اليوم.. وهذا وذاك والجميع فى انتظاره.. إلى أن ظهر فجأة، يمر على جميع المكاتب سعيدا كعادته.. مبتسما ليظهر سنتين أماميتين بارزتين للخارج كأسنان الأرنب.. نحيف ذو قامة طويلة.. شعره "الأكرت" يذكرهم بدرس الجغرافيا عن الغابات الاستوائية.. ملابسه غير مهندمة لكن لا يهم طالما سينطق بما يحبوا أن يسمعوه ألا وهو... فطير فطير فطير... فلافل.
إنه سامى رئيس مجلس إدارة البطون.. إنه صبى البوفيه الذى يبيع لهم الإفطار يوميا.. فطير فلافل فول بيض.. كم تسعدهم كلماته... كم يسعدهم ظهوره.
اليوم فقط كان رائعا.. فقد نطق ما أذهلهم وجعلهم يتصارعون عليه... حواوشى.
إنه الحواوشى يا سادة يا كرام. واستعد الجميع لإفطار شهى وهم سعداء وإذ بصوت جهور يأتى من بعيد، إنه زميلهم جورج قائلا: رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.
تسمر الجميع فى مكانه.. فتحت العيون من الذهول.. نكست الأكواب والأطباق.. نعم إنه اليوم الأول من رمضان.. اتجه الجميع إلى مكاتبهم منكسى رؤوسهم وأكوابهم قائلين: رمضان كريم على الجميع.
اتجه سامى إلى جورج قائلا: فطير فطير فطير حواوشى.
رد جورج قائلا: إنى صائم دعما لإخوتى إلى يوم الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة