النقيب أحمد أمير، صاحب فكرة إنشاء المدن المرورية في المدارس لتعليم الأطفال القيادة السليمة، تحدث لـ"اليوم السابع"، عن أسباب لجوئه لهذه الطريقة، للحد من حوادث الطرق.
وقال النقيب أحمد أمير: كنا قديما نقوم بحملات توعوية للمواطنين بالسلوكيات المرورية السليمة، وكنا نواجه العديد من الصعوبات أبرزها الأماكن الثابتة، وعدم قدرتنا على استقبال عدد كبير من الأطفال، وكان يتم تدريب الأطفال على الأرصفة بوسائل لا يوجد فيها وسائل أمان كافية.
وأضاف النقيب أحمد أمير: جاءتنى فكرة إنشاء المدينة المرورية، والتى تعتبر محاكاة لما يحدث في الشارع تماماً، من خلال توفير مواد آمنة، ويمكننا الاحتفاظ بها لعدة سنوات، ونقلها من مكان لآخر بسهولة، بواسطة سيارات مخصصة لهذا الغرض.
النقيب أحمد أمير
وتابع "أمير": عرضت الفكرة على مدير المرور، وتحمس لها، فضلاً عن إيمان قيادات الوزارة بها، ودعمونى لتنفيذ فكرتى على أرض الواقع، وبالفعل تم توفير كافة الإمكانيات والأدوات اللازمة لذلك.
وأردف "أمير": لدينا الآن مدينة مرورية كاملة على مسافة 675 متر يتم وضعها في فناء المدرسة، واستقبال الأطفال لممارسة القيادة بها، حيث يتم تقسيم الأطفال مجموعات، ما بين أشخاص يقودون السيارات وآخرين مشاة ومجموعة من رجال المرور، ويمارس كل طفل دوره، ويتعلم على أرض الواقع السلوكيات السليمة، ونكرر الأمر عدة مرات، حتى نرسخ المفاهيم الصحيحة في عقول أطفالنا الصغار.
تعليم الأطفال بالمدينة المرورية
وأكد "أمير"، أن مصر رائدة فى هذا المجال، فهى الأولى بالوطن العربى، بل هناك دول أوروبية لا يوجد فيها مثل هذا المشروع، ونجحنا خلال هذا العام فى استهداف 20 ألف طفل وتلميذ وتعليمهم السلوكيات السليمة، الأمر الذي يجعلنا نضم خلال السنوات الماضية وجود جيل بأكمله ملتزم مما يحد من الحوادث، حيث أن المدن المرورية من المتوقع أن تقضي على 80% من الحوادث، ولك أن تعلم أن 72% من الحوادث الآن سببها العنصر البشرى، فما بالك لو تم تأهيل هذا الجيل من الصغر.
وتابع: نستهدف بالمدينة المرورية التعليم المزدوج، فيتم تعليم الطفل ووالده الذى يجلس بجواره أثناء تعليمه، فضلاً عن أن الأطفال مستقبلاً سوى يطالبوا أولياء أمورهم بالتعليمات الصحيحة أثناء جلوسهم بجوارهم وقت القيادة، ونستهدف بالمدينة المرورية كافة المحافظات، فالأمر لا يقتصر على القاهرة الكبرى، وهدفنا وجود مدينة مرورية فى كل محافظة تستهدف المدارس الموجود بالمناطق الجغرافية التابعة لها.
وبدورهم، أكد خبراء تربيون أن فكرة المدينة المرورية أمر تربوى تعليى وترفيهى مستمر ودائم، ويتيح للطفل فرصة التطبيق والتجريب بنفسه لاتباع هذه القوانين والالتزام بها ويفسر له التجريب أسباب وجود هذه القوانين المنظمة لسير حياتنا، فضلاً عن استغلال اللعب كمدخل مهم لتنشئة الأطفال تنشئة اجتماعيه مخطط لها عن طريق اللعب المنظم الذى نعمل من خلاله على زرع النظام وحبه والالتزام به فى دواخل و نفوس الأطفال .
ويرى التربيون، أن المدينة المرورية تمثل بيئة مشابهة ومطابقة للبيئة المرورية التي يراها في حياته الحقيقية فهي سمينار تعليمي مناسب له، والطفل سيتعود على الالتزام بالقوانين منذ نعومة أظافره، وسيتدرب على أن يسلك سلوكا منظما يحترم القوانين ويتعلم الصبر وانتظار الدور واحترام الآخرين ومراعاتهم دون التفريط في حقوقه أو الإهمال فى واجباته .
وأوضح التربيون، أن المدينة المرورية تجعل الطفل مراقبا وموجها لأفراد أسرته، ويذكرهم بالقوانين والأنظمة التى تعلمها وتدرب عليها والتزم بها، فالأطفال هم صرحاء وصادقين ولا يعرفون المجاملة فبكل براءة ممكن أن ينتقدوا ويوجهوا .
وتقام المدن المرورية، بناءً على توجيهات اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، وبإشراف اللواء علاء الدجوى مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة، واللواء عصمت الأشقر مساعد وزير الداخلية للمرور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة