لم أشاهد بعد فيلم «يوم الدين» الذى شارك باسم مصر فى مهرجان كان، لكننى تابعت عددا من اللقاءات مع المخرج الشاب أبوبكر شوقى وهو يتحدث عن تجربة صناعة هذا الفيلم، وكيف استوحى الفكرة من فيلم وثائقى أخرجه هو بنفسه من قبل عن مستعمرة الجذام، وما تضمه من قصص إنسانية ملهمة لم يسمعها أحد من قبل، وحين رواها أبوبكر فى فيلمه صدم بها العالم، وفرض الفيلم المصرى من جديد على أهم مهرجانات العالم، بعد غياب مصرى كامل طال لمدة ست سنوات تقريباً.
أقف هنا عند أبوبكر شوقى نفسه، فهذا الشاب يبرهن على حجم الموهبة فى الجينات المصرية، الموهبة التى لم تنتظر دعما من أحد، لا دعما حكوميا، ولا مساندة استثنائية من أحد، اللهم إلا المبدع محمد حفظى الذى شارك فى إنتاج الفيلم دعما لموهوب شاب ليس له ارتباط مع أى شلة من شلل الوسط الفنى ولا حتى شهرة كبيرة فى عالم السينما فى مصر.
أبوبكر كتب الفيلم وأخرجه وشارك فى إنتاجه، وأبوبكر عبر كل الحواجز والصعاب نحو تحقيق حلمه، ورغم أنه العمل الأول «سينمائيا» لهذا الشاب، إلا أنه ولد كبيرا واستطاع أن يقدم نفسه كمخرج عالمى منذ اللحظة الأولى، ويعيد مصر للمنافسة على السعفة الذهبية ويسترد كرامة السينما المصرية ويجدد الأمل فى نهضتها الإقليمية والعالمية من جديد.
أتصور أن الفيلم ومخرجه وطاقم عمله وقصة إنتاجه تحتاج لمساندة أكبر هنا فى مصر، ليست مساندة لأبوبكر، لأنه فى الحقيقة ساند نفسه بنفسه، لكنها مستندة للفكرة وللمسيرة وللطاقة الإيجابية التى صنعتها هذه المشاركة فى الساحة السينمائية فى مصر، نحتاج لأن نؤسس على هذا النجاح الفردى لشاب من بلادنا «حالة عامة» تحفز على الإبداع والإنجاز، ونحتاج لأن نؤكد للسينمائيين الشباب أنهم قادرون على النجاح بمجهودهم الفردى وبقروش قليلة فى الإنتاج وبدون نجوم الصف الأول الذين يضاعفون من الميزانية الإنتاجية للعمل السينمائى بشكل مبالغ فيه، ويؤثر على بقية العناصر الإنتاجية للفيلم.
أتحمس لمشاهدة يوم الدين، وأتحمس لهذه الحالة الإيجابية التى صنعها بكل عشاق السينما، وكل من يحبون أن يذكر اسم مصر عاليا فى مهرجانات العالم.
شكراً يا أبوبكر.
شكراً لشركة الإنتاج، المنتجة المشاركة دينا إمام.
شكرا محمد حفظى على رهاناتك الصحيحة فى السينما.