سلطت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الضوء على كتاب "فقه الدماء" الذى يعد بمثابة كتاب إرشادات لعناصر تنظيم داعش الإرهابى، والذى يشجع على الوحشية التى يرتكبها أعضاء التنظيم، وأوضحت أن هذا الكتاب تم الكشف عنه لأول مرة في تحليل جديد للكتاب المكون من 579 صفحة ، والذى كتبه أبو عبد الله المهاجر.
وأوضحت الصحيفة، أن الكتاب يحاول إضفاء الشرعية على الأعمال الوحشية للجماعة، بما فى ذلك تشويه الجثث، والاتجار بالأعضاء البشرية، وقطع الرأس، وقتل الأطفال إلى جانب "عمليات الأرض المحروقة" والهجمات الإرهابية العالمية.
وبعد عامين من دراسة الكتاب، أصدر الخبراء في مجموعة Quilliam المناهضة للتطرف تقييمًا دقيقًا للكتاب الأساسى للمتطرفين، بالإضافة إلى وضع تفسير يظهر التعاليم "الملتوية" التى يطبقونها.
ويعد "فقه الدماء" أهم مرجع بالنسبة للمتطرفين بهو بمثابة "الكتاب المقدس للجهاديين"، إذ يرخص لهم حمل السلاح ويبيح الدمار، واقتراف المجازر، وقتل المدنيين، والسبي والاختطاف.
وقال التقرير: "هناك افتقار مذهل للدراسة وهناك قلق فيما يتعلق بهذا النص البغيض والخطير فى جميع الدراسات الغربية والعربية تقريباً..ونأمل فى أن نكشف ونفكك هذا النص المليء بالنقد والغموض العميق والخبيث".
وحصلت المنظمة على نسخة من الكتاب من الانترنت عام 2015، بعدما علمت أن القائمين على التجنيد فى تنظيم داعش يعتمدون على محتويات هذا الكتاب لإقناع الناس بالسفر إلى "الخلافة " فى سوريا.
وينقسم الكتاب إلى 20 فصلا من بينها قطع الرؤوس، والتمثيل بالجثث، والاختطاف، ومحاربة الكفار، وكيفية قتل الجواسيس. وقد تصدى خبراء Quilliam إلى محتويات الكتاب ودحضوها بشكل مفصل، حسب الصحفى، اعتمادا على نصوص القرآن وتعاليم الإسلام، مشيرين إلى الأعمال التى يحرمها الإسلام فى الحروب.
وقال صالح الأنصارى، كبير الباحثين فى المنظمة، إن الكتاب يحرف معنى الجهاد فى الإسلام ويستغل فهمه الخاطئ لإضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية، مشيرًا إلى أن القارئ الحساس والضعيف الذى ليس لديه تدريب سابق فى الفقه الإسلامى يمكن بسهولة أن يغريه هذا الكتاب لأنه مكتوب بطريقة تعطي الانطباع أنه له وزنه الدينى فى حين أن النص يستند إلى قراءات تقليدية إلى حد ما، فإنه لا يعكس التعقيدات المتنوعة والتعددية للأحكام الإسلامية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أواخر عام 2016، مقتل أبو عبدالله المهاجر الذى يعتبر المنظر الأول لداعش، فيما أكد باحثون، على أنه لولا هذا الرجل لما وصلت القاعدة أو داعش إلى هذا الحد من تجنيد الأتباع والمتطرفين.
وظهر شريط فيديو تدريبى نشره داعش فى العام 2015، من ضمن سلسلة من الأشرطة صورت فى العراق. ومن بين مشاهد لتدريبات ميدانية، وعمليات لتصيد أهداف، ومشهد قصير لفصل دراسى، يظهر فيه مجلد يعلو مجموعة من الكتب الدراسية، اتضح لاحقًا أنه كتاب إرشادى يستخدمه داعش لتبرير عملياته، وهو نفسه كتاب المهاجر، بحسب الموقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة