دون كيخوته واحدة من أشهر الشخصيات الأدبية فى التاريخ، وعلى طول الـ 400 عام التى عاشها منذ كتبها "سرفانتس" تحول إلى رمز شهير، لكنه هذا العام انتقل إلى مهرجان كان السينمائى فى باريس، حيث كان مقررا أن يعرض فيلم "الرجل الذى قتل دون كيخوته" فى الحفل الختامى للمهرجان، لكن رفعت دعوى ضد الفيلم مما دفع القضاء للتدخل.
المهم أن محكمة فى باريس قضت يوم الأربعاء الماضى، بأنه بوسع المخرج تيرى جيليام عرض فيلمه (الرجل الذى قتل دون كيخوته) فى مهرجان كان السينمائى لتزيل آخر عقبة فى معركة خاضها جيليام لمدة عشرين عاما لتحويل هذه القصة إلى عمل سينمائى.
ورحب المعجبون بالأنباء باعتبارها مؤشرا على أن "لعنة دون كيخوته" انتهت أخيرا بعد أن اضطر جيليام للتوقف عن تصوير نسخة سابقة من الفيلم من بطولة جونى ديب وفانيسا بارادى فى عام 2000 بسبب سيول أغرقت موقع التصوير ومشاكل فى التمويل.
وأعاد جيليام تصوير الفيلم هذه المرة من بطولة جوناثان برايس وآدم درايفر، واختاره مهرجان كان ليكون الفيلم الختامى لدورته الحالية يوم 19 مايو، لكن دعوى قضائية رفعت فى اللحظات الأخيرة من منتج سابق يقول إنه يملك حقوق الفيلم أحاطت مصير عرض الفيلم بالغموض حتى صدر حكم الأربعاء.
وفى الفيلم يلعب برايس دور رجل معاصر يعتقد أنه دون كيخوته الفارس الإسبانى بطل رواية ميجيل ثيربانتس الشهيرة من القرن السابع عشر.
ورواية دون كيخوته واحدة من أشهر روايات العالم، كتبه الإسبانى سرفانتس الذى رحل سنة 1616، وحققت نجاحا منقطع النظير وصل إلى أنها باعت أكثر من 500 مليون نسخة، وتقريبا صدرت بكل لغات العالم.
وبطل الرواية هو ألونسو كيكسانو، وهو صاحب يقضى معظم وقته فى القراءة، فيقرأ فى الكتب التى تتحدث عن الفرسان، خصوصاً فرسان العصور الوسطى، أولئك الذين يركبون الخيل، ويذبحون التنانين، ويقبلون أيادى الأميرات، فأصبح يحلم بأن يكون فارساً مثلهم.
ارتدى ألونسو درعاً وأطلق على نفسه اسم دون كيخوته، وامتطى فرسه وبدأ التجوال فى القرى والأرياف بحثاً عن المغامرات، ولأنّ التنانين والعمالقة غير موجودين إلّا فى رأسه، فإنّه بدأ يتخيل طواحين الهواء هم الأعداء والوحوش العملاقة.
