لطالما أُعجبت برجاحة عقله، سنوات طويلة، رأيته مثالاً للرزانة، حتى الأمس، كان يسير أمامى، كما هو لم ينل الزمن منه، عدا حديثه الغامض، فقد وجدته يتكلم مع نفسه، يشيح بيديه، يرفع رأسه ثم يُخفضها، كأنما يجادل أشباحاً، رمقته، وأسف كبير يموج بداخلى، حزن على من فقد نعمة العقل، أسرعت إليه لمواساته فى مصابه، اقتربت منه، ضحك، فحسبته يبتسم لى.
تبيّن أن حواره مع المجهول قد زاد عن حده، تكاثرت همومى، خفت من مصيره البائس، فعزمت على مقاطعته مهما كلفّنى الأمر.
أسرعت إليه، وضعت يدى على كتفه برفق، التفت، ضحكت عيناه قبل أن تهبط البسمة على شفتيه، فتح ذراعيه مرحّباً، ثم أخرج " سماعة " صغيرة من أذنه، اعتذر لانشغاله فى مكالمة هاتفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة