قالت الدكتورة عايدة عبد الغنى المشرف العام على دار الكتب والوثائق القومية بباب الخلق التابعة لوزارة الثقافة "تم الانتهاء من جميع التجهيزات وأعمال الترميم الخاصة بالدار، استعدادا لإعادة افتتاحه رسميا، بعد إزالة الأضرار التى لحقت بها إثر الحادث الإرهابى الغاشم الذى استهدف مديرية أمن القاهرة عام 2014".
وأضافت "أن تكاليف أعمال الترميم بلغت 33 مليون جنيه وهى منحة مقدمة من الشيخ محمد بن سلطان القاسمى حاكم الشارقة، والذى يمثل داعما قويا للثقافة العربية، فقد قام من قبل بتمويل إنشاء مبنى دار الكتب و الوثائق القومية بالفسطاط".
ولفتت إلى أن مبنى دار الكتب بباب الخلق قد تأثر بشكل كبير بهذا الحادث، خاصة الجزء المواجه لمديرية الأمن، والذى يضم العرض المتحفى والتصميمات الداخلية من أسقف وإضاءة وأثاث.. مضيفة أن المقتنيات لم تتاثر باستثناء بعض المخطوطات القليلة وتمت إعادة ترميمها، بالإضافة إلى تضرر الأثاث والأجهزة والأسقف بقاعات الاطلاع الإلكترونى، والاطلاع المفتوح والميكروفيلم.
وقالت عبد الغنى إنه رغم محاولات الإرهاب الغاشم، إلا أن الخدمة المقدمة للباحثين والأنشطة فى دار الكتب بباب الخلق لم تتوقف طوال فترة الترميم، مؤكدة أنه تم تزويد القاعات بأحدث الأجهزة لتحسين الخدمة المقدمة للباحثين والدارسين.
وعن تطوير العرض المتحفى، أوضحت أنه يمثل البانوراما التى تبرز قيمة دار الكتب، مشيرة إلى أن الاستحداثات الجديدة فى العرض المتحفى ستكون إضافة كبيرة للدار، حيث إنه لا يقل أهمية عن أى مبنى أثرى فى العالم فيضم القيمة الأثرية والخدمة البحثية بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية.
وقالت إن من أهم المقتنيات فى العرض المتحفى الحالى هو "قانون الطب" لابن سيناء وكتاب "الأغانى" للأصفهانى و"البردة" فى مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، إلى جانب عدد من المصاحف المملوكية ومخطوطات نادرة.
وأضافت أن العرض الجديد ركز على الكيف وليس الكم لإلقاء الضوء على أهمية المخطوطات التى يضمها الدار، بالإضافة إلى تحويل العرض المتحفى إلى النظام الرقمى حتى يستطيع الزائر التعرف على مقتنيات المتحف من خلال شاشات عرض حديثة تظهر له أدق التفاصيل.
وكشفت أن عملية الترميم تتم بالتعاون مع جمعية المكنز الإسلامى التى زودت الدار بأحدث التقنيات فى العرض المتحفى، وكذلك مع وزارة الآثار التى قامت بترميم الواجهة المجاورة لمتحف الفن الإسلامى الذى تضرر أيضا من الحادث الإرهابى.
وعن موعد الافتتاح، قالت إنها لم تخطر حتى الآن بموعد محدد، وإنه تمت طباعة دليل العرض المتحفى، مؤكدة أنه سيتم فتح باب الدار للجمهور يوميا بعد الافتتاح الرسمى.
وأكدت أنها تعمل على إلقاء الضوء على أهمية الدار أمام المواطنين خاصة طلاب المدارس والجامعات لتشجيعهم على التعرف على التراث الإسلامى.
يذكر أن دار الكتب والوثائق القومية أول مكتبة وطنية على مستوى العالم العربى بأجمعه، وبدأت عام 1870 بمبادرة من على باشا مبارك ناظر ديوانى المعارف والأشغال العمومية آنذاك، لجمع كل ثمين من الكتب، وبعد ذلك أصدر الخديوى إسماعيل مرسوما بإنشاء دار الكتب المصرية التى كانت تعرف باسم "الكتبخانة الخديوية" إلى أن وضع الخديوى عباس حلمى الثانى حجر الأساس لمبنى باب الخلق عام 1899.
وفى عام 1971 انتقلت المكتبة إلى مبنى حديث أكبر حجما على كورنيش النيل، وفى عام 2000 بدأت أعمال ترميم المبنى التاريخى بباب الخلق حتى أعيد افتتاحه فى 2007، الذى ضم العرض المتحفى الذى قدم كنوز دار الكتب والوثائق القومية من عملات ووثائق وبرديات، وعلى مر الأعوام قدمت الدار الكثير من الخدمات للباحثين والدارسين من مختلف دول العالم.