فى قاموس الجماعات الإرهابية يوجد مفردات كثيرة للأذى ونشر الخراب والدمار من أشهرها بكل التأكيد العمليات الانتحارية أو الطريق الأسرع للوصول للجنة كما يزعم أو يتوهم الإرهابيون.. فما دلالات هذا السلوك خصوصا عندما يتبع بكثرة من قبل جماعة؟ هل تعد مؤشر على ضعف التنظيم أم قوته؟ وتزداد ضرورة طرح تلك التساؤلات فى ظل حالة الضعف التى يعيشها داعش بالفترة الحالية مع توالى خسائره.
أحدث العمليات الانتحارية فى العالم
فى الفترة الماضية، وقعت عدة تفجيرات انتحارية فى مناطق متفرقة من أنحاء العالم، وتبنتها تنظيمات متعددة على سبيل المثال لا الحصر فى 30 أبريل الماضى نفذ تنظيم داعش تفجيرين متتاليين بالعاصمة الأفغانية "كابول" مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا من بينهم 9 من الصحفيين وإصابة 45 آخرين.
ومن أفغانستان لجارتها أندونيسيا فقد وقعت تفجيرات انتحارية أمس، ووفقا لما أوردته وكالات الأنباء فقد أعلنت الشرطة مقتل أربعة انتحاريين فى هجوم فى وقت مبكر الإثنين على مقر للشرطة فى مدينة سورابايا ثانى أكبر مدن أندونيسيا، بينما نجت فتاة فى الثامنة كانت برفقتهم. وقبل محاولة الاعتداء على السفارة بيوم فقد تم الإعلان عن أن عائلة مكونة من ستة أفراد نفذت سلسلة اعتداءات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس فى سورابايا خلال قداس الأحد ما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل، مع ترجيحات بارتفاع الحصيلة فى ظل وصول عدد الجرحى إلى 40.
ومن آسيا لأفريقيا وتحديدًا يوم 3 مايو بالعاصمة الليبية طرابلس، فقد شن مسلحون بينهم انتحارى هجومًا إرهابيا على مقر اللجنة العليا الانتخابية مما أدى لسقوط عدد من القتلى والمصابين، فيما تبنى تنظيم داعش هذا الهجوم.
تحليل لمفهوم العمليات الانتحارية
تلك التفجيرات الانتحارية السابق الإشارة إليها، ما دلالاتها وإلى مدى قد تقود لنتائج يمكن الاستفادة منها للتعرف على كيفية التعامل مع الحوادث المماثلة فى المستقبل، وهنا أوضح مرصد الافتاء الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة التابع لدار الإفتاء المصرية أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المتشددة، تحت وطأة الخسائر المتلاحقة التى مُنيت بها فى الفترة الأخيرة، وتراجع سيطرتها فى المناطق التى تنتشر فيها، لجأت إلى السلاح الأقل كلفة والأكثر تأثيرًا بالنسبة لها، وهو الهجمات الانتحارية التى تلحق الضرر بعدد أكبر من الضحايا والممتلكات.
المرصد أكد فى بيان له أن الهجمات الانتحارية بسيطة ووسائل تنفيذها متعددة، إضافة إلى أن تكلفتها منخفضة مثلا تعتمد على انتحارى واحد أو ما يطلق عليه "انغماسى" وهو شخص يرتدى حزاما ناسفا أو يقود مركبة مفخخة ويتسلل خفية وسط المواطنين للقيام بفعله الإجرامى. وأشار المرصد إلى أن هذه العمليات اتخذت خطا متصاعدا منذ ظهور داعش وارتكابه جرائم فى العراق مستهدفا المراقد والمساجد الشيعية ثم توسعت عملياته لتمتد إلى سوريا وأفغانستان ودول أوروبا.
وبالنسبة لأفريقيا يوضح المرصد فإن جماعة بوكو حرام تبنت نفس النهج فى القيام بعملياتها الإرهابية خاصة بعد مبايعاتها لتنظيم داعش، لتصبح واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية استخدامًا للهجمات الانتحارية فى العالم. وبشكل عام يوضح المرصد أن هذا النهج لم يتقصر على تنظيم الدولة والتنظيمات الأخرى المبايعة له بل تعتمد عليه تنظيمات أخرى مثل حركة الشباب فى الصومال، وحركة طالبان فى أفغانستان، وتنظيم القاعدة فى المغرب، بتكثيف الهجمات الانتحارية التى نفذتها فى الفترة الأخيرة.
وجهة النظر الأمنية
المرصد تبنى وجهة نظر تتمثل فى أن العمليات الانتحارية قد تكون مؤشرًا على حالة ضعف يمر بها التنظيم فإلى أى مدى هذا الكلام صحيح من الناحية الأمنية؟ وهنا يقول اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق :"بنسبة كبيرة أعتقد أن العمليات الانتحارية مؤشرا على حالة الضعف التى يمر بها التنظيمات الكبرى والسبب فى رأيى أنه إذا كان يمتلك عدد كبير من الأفراد وإمكانيات كان سينفذ هجوما أكبر وأوسع لكنه يلجأ للهجوم الانتحارى كأحد الوسائل لأحدث أكبر كم من الضرر ووفقا للإمكانيات المتوفرة لديه، وذلك بعد إقناع أفراده بأنه سيكون على موعد فى الجنة عندما يقدم على هذا التصرف!".
ويتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق حديثه: "أعتقد أيضًا أن حوادث الدهس والطعن تصنف على أنها ضمن العلميات الانتحارية لأن المقدم عليها لن يكون أمامه فرصة للهروب والنجاة أما أن يتم تصفيته أو القبض عليه من قبل قوات الأمن"، مضيفًا: "كل هذه التصرفات من تفجيرات الانتحارية أو حوادث دهس وطعن تعتبر وسائل رخيصة بالنسبة للجماعات الإرهابية لإحداث وضرر وزعزعة استقرار فقط لا غير".
وقلل الخبير الأمنى من فكرة لجوء التنظيمات الإرهابية لما يُطلق عليه "الذئاب المنفردة"، موضحًا أن التنظيمات مثل داعش والإخوان وغيرها من الجماعات الإجرامية تعتمد على أفرادها أو الكوادر التنظيمية، لافتًا إلى أن التجنيد عبر الإنترنت لم يعد مثلما كان فى الماضى فقد خفت تأثيره إلى حد كبير بسبب حملات التوعية المنتشرة.
رأى مخالف
فيما، سار الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلى إلى اتجاه أخرى، قائلاً: "العمليات الانتحارية تكون فى إطار ما يسمى حروب النكاية والإنهاك وهدفها إلحاق أكبر قدر من الخسائر فى الصفوف، وتعتبر الوسيلة الأكثر نجاحاً من أجل إلحاق الأذى والضرر على أوسع نطاق ممكن ويتم تنفيذها عبر شخص أو سيارة مفخخة بالمتفجرات، وفى أحيان كثير تكون فرص كشفها صعبة من قبل الأجهزة الأمنية فى مختلفة البلاد"، مضيفًا: "الجماعات الإرهابية تلجأ لهذا الأسلوب فى حالة التضييق الأمنى الشديد وهذا لا يعنى بأى حال من الأحوال ضعف التنظيم، ولأنه بشكل مبسط التضحية بشخص من التنظيم يعنى وجود عدد أكبر قادر على مواصلة الطريق ولديهم نفس الدرجة من الإيمان بالأفكار المتشددة والآراء الشاذة".
وبالنسبة لمؤشر انهيار التنظيم، يعتقد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية أن الانشطار والانقسام يعتبر العامل المؤثر مثلما سمعنا منذ فترة عن التيار الحازمى فى صفوف داعش لكن تم السيطرة عليه من قبل تنظيم القاعدة، وحتى فقدان الأرض مثلما حدث مع تنظيم الدولة ليس لدليل على الاندثار من الوجود لأنه فى معتقد الجماعات المتشددة أن أرض الله واسعة ويمكنه الانتقال لأماكن أخرى، مشيرًا إلى أن تنظيم القاعدة كنموذج عندما ضعف بدأ ينقسم على نفسه وبدأت جماعات موالية له فى بلاد متعددة تبايع تنظيمات أخر ظهرت مثلما حدث مع داعش.
عدد الردود 0
بواسطة:
حفاة الوطن
لو يعلم هذ المنتحر مخلد فى النار لما اقدم على ذلك ولكنهم خدعوه بدخول الجنة والحور العين !!
المنتحر مخلد فى النار بنص قطعى فى حديث شريف وحتى من كتب لهم الله الجنة مسبقا من المهاجرين والانصار اذا انتحر فان موضع الانتحار يغطيه لانه لا يصلح هذا الجزء الفاسد فما بالنا بمن تحول جسده الا اشلاء فجسده كل فاسد وفي صحيح مسلم (116) عَنْ جَابِرٍ : ... فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ ، فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ ، فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ !! فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ ؟ فَقَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟ قَالَ : قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ . فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ ) .