موت المخرج الشاب روبير طلعت المفاجئ يفجر قضية ظروف العمل القاسية بدرما رمضان

الأربعاء، 16 مايو 2018 06:23 م
موت المخرج الشاب روبير طلعت المفاجئ يفجر قضية ظروف العمل القاسية بدرما رمضان المخرج الراحل روبير طلعت
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط صدمة من أصدقائه وأسرته وزملاءه شيعت جنازة المخرج الشاب روبير طلعت، أمس الثلاثاء، من كنيسة مارمرقس فى مصر الجديدة، بعد وفاته إثر ازمة قلبية مفاجئة فى مطار إسطنبول فى تركيا، خلال رحلة عودته إلى مصر بعد تصوير مشاهد خارجية من مسلسل "طايع" فى دولة جورجيا.
 
 
وعمل روبير طلعت مخرجًا منفذًا للمسلسل الذى يعرض فى موسم رمضان 2018، بطولة الفنان عمرو يوسف وإخراج عمرو سلامة. وعقب رحيل روبير قال الفنان نبيل الحلفاوى عبر تويتر إن روبير شاب فى الثلاثين حصل على فرصته الأولى كمخرج منفذ فى مسلسل طايع، بعد سنوات من الكفاح الشاق كمساعد مخرج. مضيفًا: "عادوا من التصوير فى جورجيا وتخلف هو لتصوير بعض اللقطات العامة، وكالعادة كانت الضغوط شديدة قبل رمضان والإرهاق العصبى هائلاً، وبينما كان فى طريق عودته وحده للقاهرة نزل ترانزيت فى تركيا ووقع فى المطار فنقله شاب مصرى للمستشفى وأسلم الروح هناك".
 
تعليق الفنان نبيل الحلفاوى
تعليق الفنان نبيل الحلفاوى
 
وتابع الحلفاوى: "رحمك الله يا روبير.. كان شابا بشوشا مجتهدا خلوقا.. ولطف الله بزوجتك الشابة وطفلكما الذى بدأ عامه الثانى وأخيه الذى ما زال جنينا فى شهره السادس وبكل أهلك وأحبائك".
 
 
رحيل روبير المفاجئ، فى الثلاثينيات من عمره دفع العديد من العاملين فى صناعة الدراما فى مصر إلى مناقشة ظروف العمل التى وصفوها بـ"القاتلة" التى يعيشونها لا سيما فى موسم رمضان، خاصة بعد أن كتب المخرج محمد دياب على "فيسبوك" إن روبير "كان مثالاً للتفانى والدقة" مضيفًا: "أعتقد أنه حرفيًا موت نفسه فى الشغل"، ووصف منظومة صناعة المسلسلات بضغوط مواعيد رمضان بأنها "انتحار مجبر عليه العاملين فى صناعة التلفزيون"، متابعًا: "يمكن تأثيرها السلبى على حياه اللى بيشتغلوا فيها مش دايماً بيبقى سريع بس مؤكد دى مش طريقه شغل صحيه و مؤكد انها مدمره ذهنياً و جسديًا".
 
تعليق المخرج محمد دياب
تعليق المخرج محمد دياب
 
وتحدث "دياب" عن تجربته الشخصية، قائلًا: "آخر فيلم اخرجته من كتر الضغط و التوتر خرجت منه بهزة عصبية لا إرادية فى جسمى قعدت معايا سنة. و عدى عليا اوقات كتير اتشاهدت ظناً انى خلاص بموت. تخيلوا لو حد عاوز يحافظ على نفس درجه الإتقان و التفانى فى مسلسل اللى هو عشر أضعاف حجم الفيلم!".
 
 
وكان المخرج الأردنى رفقى عساف طرح القضية للمناقشة على فيسبوك قبل أيام قليلة من رحيل "روبير" وقال إنه يرى ما يحدث للمخرجين العرب فى التلفزيون بالتحديد فى كل عام هو جريمة حقيقية، مضيفًا: "ففكرة إخراج ثلاثين حلقة خلال 70-100 يوم تصوير (أكثر أو أقل) فكرة جنونية بالمطلق"، مشيرًا إلى أنه "فى الغرب.. تم حل موضوع المسلسلات بطريقة سلسة، من خلال إسناد كتابة المسلسل لفريق كتابة، وإسناد إخراج المسلسل لفريق من المخرجين، بحيث يقوم مخرجون مختلفون بإخراج عدد منطقى من الحلقات فى وقت مضغوط نسبياً ولكنه يبقى منطقياً وآدمياً، وحتى المسلسلات الطويلة من عشرات الحلقات يتم تطبيق ذات الشيء فيها أو يتم تصويرها على فترات مناسبة لعددها".
 
 
وبعد رحيل "روبير" أعاد عساف نشر ما كتبه سابقًا وقال: "بعدها توفى المخرج المنفذ المصرى روبير طلعت فى أحد مطارات تركيا فى طريق عودته من جورجيا بسكتة قلبية مفاجئة.. ظروف العمل التلفزيونى فى الدراما العربية تقتل.. بمعنى الكلمة وليس مجازاً".
 
 
الفنان "فتحى عبدالوهاب" أيضًا علق على ظروف العمل المرهقة و"القاتلة" خاصة لمن هم خلف الكاميرات وكتب "الضغوط الاقتصادية غير المسبوقة أسفرت عن بيئة عمل قاتلة، خصوصًا لمن هم خلف الكاميرات، يعملون طوال اليوم، كل الايام تقريبا بلا راحات. هو قدر ولكنه قدر من يحملون صفاته الجميلة وتفانيه واجتهاده واخلاصه.. الله يرحمه".
 
تغريدة فتحى عبدالوهاب
تغريدة فتحى عبدالوهاب
 
أما عادل صليب الكاتب ومساعد المخرج الشاب فلم يكن يعرف روبير إلا أن القصة التى وصلته وحزن من عرفوه أثار مشاعره أيضًا لاسيما أنه يرى كذلك أن العمل فى هذا المجال قاتل وعلق قائلاً: "خبر وفاة روبير طلعت ده شئ يدعو للتأمل، الشغلانة بتقتل حرفيا من الإجهاد والعصبية والتوتر لدرجة إن شخص يموت وحيد فى مطار وهو بينقل ماتريال.. معرفش روبير بس السيرة طيبة والشغلانة ملعونة".
 
 
وعلقت كذلك الكاتبة والسيناريست سمر طاهر عبر "فيسبوك" على رحيل "روبير" وظروف العمل فى موسم رمضان  "ظروف شغل غير آدمية علشان الكل عايز يلحق رمضان، ومفترض الكل يرضخ للضغوط المميتة دى بدون اعتراض لأن الشغلانة كدة، والكل شايف وساكت وموافق..والتمن حياة بنى آدم انتهت بكل بساطة!".
 
 
ويبدو أن هذه المشكلة التى تواجه العاملين فى صناعة الدراما فى مصر والعالم العربى مشكلة عالمية، فقد ناقش المصور السينمائى هاسكل ويكسلر المشكلة نفسها فى أمريكا من خلال فيلمه الوثائقى "من يحتاج النوم؟" الذى خرج للنور عام 2006 ودعا خلاله لإصلاح ممارسات العمل السينمائى الأمريكى من خلال تسليط الضوء على الطريقة التى يعمل بها أطقم العمل فى الأفلام، كاشفًا أنهم يعملون لساعات طويلة أبعد من أن تكون آمنة وصحية أو تفضى إلى حياة متوازنة.
 
 
واستوحى المصور الفيلم من واقعة وفاة مساعد الكاميرا برنت هيرشمان عام 1997 فى حادث سيارة ناجم عن الإرهاق الذى وصل إليه بسبب العمل لمدة تصل إلى 19 ساعة متواصلة. وقال هاسكل ويكسلر إنه مثلما احتج العمال قبل مئات السنوات على ظروف العمل وطالبوا بعدد ساعات عمل محددة ومعدلات أجور عادلة، يحتاج العاملون فى صناعة السينما إلى ثورة مشابهة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة