"وحوى يا وحوى، إيوحة.. هل هلالك شهر مبارك"، هلت علينا نسائم شهر رمضان الكريم وتزينت الشوارع بالزينة والفوانيس وعمت الفرحة منازل المصريين.
الفانوس هو أهم طقوس وعادات الشهر الكريم، ونرتبط بها سواء كنا كبار أو صغار، فلا غنى عنه، ومازال هو أحد الصناعات المصرية الأصيلة بمختلف أشكاله وأنواعه وتطوراته، مهما طرأت عليه التغيرات وغزا أسواقنا النوع الصينى منه أو عان الصناع مشكلات اقتصادية.
وفى محافظة الشرقية، وبالتحديد منطقة شارع الحمام بمدينة الزقازيق وهى أحد أقدم الأحياء السكانية بالمدينة، التقى اليوم السابع بعم "رفعت السمكرى" الستينى من العمر، وهو من بين القلائل الذين يعملون فى مهنة صناعة الفوانيس التى توارثها أبا عن جد.
يقول عم رفعت: "حكايتى مع الفانوس بدأت من عمر 9 سنوات، طلعت للدنيا، وجدت أبى وجدى يعملون بصناعة الفوانيس منذ أكثر من 120 عاما"، فهذه المهنة هى صنعة الفن والذوق و"اللى محبهاش" مش هيعرف يشتغلها، اشتغلت الفانوس من وقت ما كان بشمعة إلى اليوم الذى تطور بشكل كبير وأصبحت تطبع عليه الصور الشخصية والمشاهير.
وبالرغم من أن صناعة الفوانيس صناعة موسمية، إلا أنها مستمرة طوال العام، إذ يتفنن فى ابتكار أشكال ونماذج مختلفة، وتخزينها ليتم عرضها للبيع فى رمضان الذى يعد موسم رواج هذه الصناعة.
وبحسب وصف عم رفعت "الحكاية كبيرة"، إحنا بنشتغل من يوم عيد الفطر إلى قرب شهر رجب من العام التالى كى نبدأ إخراج الفوانيس فى رجب وشعبان ورمضان، موضحا أن المرحلة الأولى تبدأ قبل مع تقطيع الألواح الصفيح بأحجام معينه لدى متخصص، ثم تبدأ مرحلة دق الألواح الصفيح لتصنيع هيكل الفانوس، تم يقوم بالرسومات التى تحتاج نقوش معينه فتدخل ماكينة لتفريغ هذه النقوشات، وبعدها يتم لحام القطع والنقوشات ولزق الزجاج المزركش باستخدام مواد القصدير واللافونيا حتى يخرج فانوس رائع الجمال.
وتابع رفعت، يتم عمل الفوانيس بأحجام وأشكال وأسعار مختلفة، فـ"كل زمان وله ذوقه"، قائلا أن موضة 2018 كانت طلب صور طبع محمد صلاح وعلم مصر أو صور شخصية على الزجاج، مضيفا ما بين التطور الذى لحق بالفانوس هو تزين بالخامية أو الفيبر.
وأضاف أن الفانوس ذو الأحجام الكبيرة هو الذى مازال يحتفظ بسوقة بالنسبة لهم كصناع، بخلاف ذو الحجم الصغير الذى أصبحت الأسر تفضل البلاستيك والخشب كونه يناسب الأطفال، موضح أن الكبير منه يطلب فى المحال التجارية والمطاعم والمقاهى والفنادق، فهناك بعد المطاعم المعروفة والفنادق تأتى كل عام لشراء الفانوس الكبير منه لتزيين مداخلها، فضلا عن أن العديد من التجار بالمحافظات المجاورة من مدن القناة والعريش قبل الأحداث الأخيرة كانوا يأتون للاتفاق على طلبات جملة من قبل رمضان بعدة أشهر.
وعن أحوال المهنة الاقتصادية، قال أن الظروف الاقتصادية وغلاء تكاليف التصنيع ومضاعفتها كل عام عن الذى قبله، تهدد المهنة بالانقراض، فلم يعد بالمهنة فى الشرقية سوى ثلاثة أو أربعة فقط، ولا يوجد جيل جديد يمتهنها، ومعظمنا كصناع أبناءنا يعملون بمهن أخرى غير الصناعة، بسبب أنها أصبحت غير مربحة بالنسبة لهم.
محررة اليوم السابع خلال لقاءها بعم رفعت السمكرى
عم رفعت خلال تصنيع الفوانيس
الفوانيس المجهزة المعدة للبيع
محررة اليوم السابع
أحد الاهالى خلال شراء الفوانيس
الاهالى يشترون الفوانيس
رجل عجوز يتشرى الفانوس لحفيدة
صناع فوانيس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة