بعد أيام قليلة من شحنات الخضروات والفاكهة الفاسدة من إيران وشحنات الأبقار الأمريكية المصابة بالعديد من الأمراض وشحنة الخراف الميتة من أستراليا، لجأ النظام القطرى إلى الدواجن الروسية وذلك بالرغم من انتشار وباء "أنفلونزا الطيور" فى العديد من الأقاليم بروسيا وذلك فى محاولة منه لسد أزمة الغذاء فى الدوحة خلال شهر رمضان المعظم.
وتأتى محاولات الأمير القطرى تميم بن حمد آل ثانى، لسد عجز الأزمة التى تعانى منها إماراته بسبب ممارساته وسياسته الداخلية والخارجية، فى الوقت الذى يعانى فيه الشعب القطرى من ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية والحيوية والأدوية وتحمله أعباء معيشية صعبة وتكبده العديد من الديون.
وقد اضطرت الدوحة إلى محاولة جديدة بائسة لمواجهة نقص الدواجن فى الأسواق القطرية مع تزايد الطلب عليها بسبب قدوم شهر رمضان المعظم، حيث لجأت إلى رفع حظر كان مفروضا على واردات الدواجن ومنتجاتها من روسيا بسبب تفشى وباء إنفلونزا الطيور.
وبحسب بيان للهيئة الروسية للرقابة الزراعية نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية، فإن قطر قررت رفع الحظر بعد مباحثات أجريت الأسبوع الجارى فى الدوحة بين الهيئة الروسية مع ممثلى إدارة الثروة الحيوانية فى وزارة البلدية والبيئة القطرية، حيث أكدت الهيئة خلال المباحثات اهتمام الشركات الروسية بتوريد منتجات الدواجن والبيض إلى السوق القطرية.
وتعيش قطر فى أزمة اقتصادية وغذائية طاحنة منذ قطع كلا من مصر والسعودية والإمارات العربية والبحرين فى يونيو عام 2017 الماضى، العلاقات الدبلوماسية، وخطوط النقل مع قطر بسبب دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة.
وكانت قد فرضت قطر، حتى وقتا قريب حظرا على استيراد الدواجن ومنتجاتها من روسيا بعد انتشار وباء "إنفلونزا الطيور" فى روسيا فى ديسمبر الماض، حيث حذرت آنا بوبوفا، المتحدثة باسم هيئة الرقابة الروسية، نهاية العام المضى، من انتشار سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور التى قد تشكل تهديدا على صحة البشر.
وأشارت المسئولة الروسية حينها، إلى أن الإحصائيات تعطى مؤشرات تحذر من انتشار إنفلونزا الطيور فى 5 أقاليم ومناطق روسية هى أستراخان وكراسنودار وستافروبول وجمهوريتى القرم وداغستان، كما أعلنت المنظمة العالمية لصحة الحيوان التى مقرها باريس فى الفترة نفسها، إن روسيا أبلغت عن تفش لسلالة انفلونزا الطيور بعدة مناطق.
خضروات إيران
وكانت قد كشفت وسائل إعلام إيرانية ناطقة أن قطر تلقت أولى شحنات الفاكهة والخضروات من ميناء "شيوء" بمدينة "بارسيان" الواقعة فى محافظة "هرمزجان" جنوب البلاد، حيث كشف محمد رادمهر، رئيس بلدية "بارسيان"، إن قيمة تلك الشحنة تبلغ نحو 10 مليارات ريال إيرانى، ويصل حجمها إلى نحو 200 طن من الفاكهة والخضروات مثل الخيار، والباذنجان، والقرنبيط، والفلفل الحلو.
فيما كشفت مصادر بالمعارضة القطرية، لـ"اليوم السابع"، عن أن الشحنات الغذائية التى تعمل الدوحة على استيرادها من إيران منذ المقاطعة العربية التاريخية للنظامها الحاكم فى 5 يونيو عام 2017 الماضى، أغلبها ملوثة كما أن معظم الخضروات الإيرانية تكون ملوثة بالمبيدات الزراعية المسرطنة، ولذلك تكون أسعارها منخفضة.
وتفجرت فضيحة كبرى كشفت عنها صحيفة إيرانية معارضة، فى نوفمبر الماضى، بشأن الصادرات الواردة من طهران إلى الدوحة، حيث أشارت إلى وجود عمليات احتيال تورط بها رجال أعمال إيرانيون خلال صفقات الواردات الغذائية إلى قطر، بهدف إغراق الأسواق بها، إلى جانب وجود كميات كبيرة من البضائع الفاسدة بين الشحنات المصدرة.
البقر الأمريكى
وبداية العام الجارى، عملت الدوحة على سد الفجوة الغذائية التى تضرب الإمارة على جلب كمية ضخمة من الأبقار الأمريكية لتلبية احتياجات السوق المحلية من اللحوم والألبان.
أبقار
وذكرت تقارير خليجية نقلا عن وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن الدوحة تستعد لاستقبال شحنة جديدة من آلاف الأبقار التى سيجرى نقلها بحراً من عدة ولايات أمريكية بعد وصول شحنات من "الأبقار الطائرة"، منذ عدة أشهر.
وأوضحت التقارير، أن آلاف من الأبقار المنقولة جواً وصلت إلى قطر خلال الأشهر الأولى من المقاطعة التى يفرضها رباعى مكافحة الإرهاب منذ نحو 10 أشهر ضد قطر، لتورطها فى دعم وتمويل الإرهاب.
الأبقار الأمريكية
وقالت مصادر بالمعارضة القطرية، إن الدوحة تستورد أبقار ذات نوعيات رخيصة ومريضة لرخص سعرها بسبب الأزمة المالية التى تعانى منها.
ولفتت التقارير، إلى أن الأبقار المحمولة جواً، كان الحل باهظ الثمن الذى لجأت إليه الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز فى ظل العقوبات المفروضة عليها، من أجل توفير الحليب الطازج لسكانها البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة.
بقرة
وكانت تستورد قطر أكثر من 99% من أغذيتها عبر حدودها البرية مع السعودية، وبعد فرض المقاطعى العربية ضدها وإغلاق الحدود فى وجهها تعانى الدوحة من أزمة غذائية طاحنة، مما أجبرها على استيراد معظم المواد الغذائية بأضعاف تكلفتها السابقة.
وتستورد قطر البقر من المجر وهولندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، لتخفيف نقص الحليب الذى نتج عن العقوبات المفروضة على قطر من جيرانها.